الحريري: ندعم مثابرتكم من أجل بناء اقتصاد أفضل زمكحل: لبنان سيبقى إلى جانب أشقائه العرب من دون استثناء
اجتمع مجلس إدارة تجمُّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World برئاسة د. فؤاد زمكحل إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، في السراي الحكومية، حيث عرض زمكحل الإنجازات والمبادرات التي قام بها التجمُّع حيال توقيع الاتفاقات الثنائية مع رجال الأعمال في القارات الخمس. كذلك عرض مجلس الإدارة مطالب الأعضاء بصفتهم قياديين في مجالات أعمالهم.
ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: «نحن كحكومة إلى جانبكم وندعم مبادرتكم وديناميتكم ومثابرتكم من أجل بناء اقتصاد أفضل، لأنّ هدفنا تفعيل عمل القطاع الخاص في لبنان، بعدما انتهينا من مفهوم أنّ الدولة هي الموظف الأكبر، باعتبار أنّ هذا المفهوم ليس صحيحاً ولا يخدم المبادرة الفردية التي يتميز بها القطاع الخاص اللبناني».
وأكد «أنّ أهم أولوياتنا في الحكومة النهوض بقطاع الكهرباء في لبنان، الذي يكلف الدولة ا خسائر فادحة، علماً أنّ المواطنين لا يحصلون على خدمة الكهرباء إلا ساعات معدودة في الـ 24، إذ يدفعون فاتورة الدولة، إضافة إلى فاتورة المولدات التي تكبِّد المواطنين خسائر جمة».
أضاف: «همنا أيضاً إعادة تأهيل معامل الكهرباء، بناء البنى التحتية للمناطق كافة من مياه، إنارة، تعبيد طرق، اتصالات، صرف صحي وغيرها، ومن غير الجائز أن يتدخل لبنان كحكومة في الخلافات المستجدة بين بلدان الخليج ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، إذ إنّ لبنان يلتزم الحياد الإيجابي بين كل الدول العربية، بمعنى أنّ مهمتنا العربية أن نقيم أفضل علاقات التعاون مع كل الدول العربية»، مشيراً إلى فريق عمله الاقتصادي الذي يستمع الى المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي يطرحها رجال الأعمال اللبنانيون في العالم، وسائر الاقتصاديين والمهتمين بالشؤون الاقتصادية».
وتحدث الحريري عن ضرورة «الانتهاء من قانون الانتخابات ومن ثم إقرار الموازنة العامة كي نلتفت إلى عملية البناء والنهوض الاقتصادي بلبنان من بنى تحتية وكهرباء وغيرها ، والتركيز على الشراكة والخصخصة لأنها الملاذ الوحيد لحصول المواطنين على خدمات أفضل».
وأكد د. زمكحل، من ناحيته، «أنّ لبنان بلد محايد وسيبقى دوماً إلى جانب أشقائه العرب من دون استثناء بغية محافظته على أفضل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية العربية، وقد فوجئنا أخيراً بالمشكلة السعودية القطرية، لكن علينا كلبنانيين ألا نتدخل في شؤون غيرنا وأن نحرص على إقامة أفضل العلاقات العربية والضرورية بغية جذب الاستثمارات والمستثمرين، في ظلّ تحقيق الاستقرار المطلوب عبر إنجاز قانون الانتخابات العادل في أقرب وقت، وتالياً إجراء الانتخابات النيابية بناء على هذا القانون، والتصديق على الموازنة، علماً أننا كنا قد أبدينا رأينا، كرجال أعمال لبنانيين في العالم، في حينه حيال موضوع الموازنة».
ولفت إلى «ثلاث نقاط أساسية ينبغي الاعتماد عليها للنهوض بالقطاعات الاقتصادية في لبنان هي: استقطاب الشركات الأجنبية بغية تعزيز الاستثمارات، وبناء اللوبي الاقتصادي العالمي، واعتماد موقف لبنان العربي المحايد حيال القضايا العربية المطروحة راهناً، لا سيما الخلافات المستجدة، وتالياً بناء أفضل العلاقات الاقتصادية مع البلدان العربية».
وقال: «إنّ حجم اقتصادنا يبلغ 50 مليار دولار، ونحن نحاول زيادته وتوسيعه بغية خلق فرص عمل لكل اللبنانيين، الذين يبحثون عن وظيفة، لا سيما للشباب الخريجين والأدمغة التي تهاجر باستمرار. في هذا السياق جاء تأسيس التجمُّع باعتبار أنه يضم المهن الحرة والشركات الخاصة، وليس الأشخاص فقط. ونعمل على افتتاح فروع لنا في كل بلد من البلدان التي يقطن فيها المهاجرون اللبنانيون الذين يتمتعون بخبرات ومؤهلات أكاديمية ومهنية عالية. كما أننا نتعاون مع مختلف رجال الأعمال في شتى أنحاء العالم، وووقعنا ونوقع اتفاقات تعاون مع تجمعات لبنانية موجودة في العالم بغية جعل جهودنا المشتركة أكثر كفاءة وإنتاجية».
أضاف: «إننا نؤمن بقوة تآزر رجال الأعمال اللبنانيين في العالم، لمساعدة بعضهم البعض ودخول الأسواق معاً، حيث أنّ كلّ واحد منهم موجود من قبل، للتعاون وتأسيس وبناء تبادلات تجارية وتمويل عمليات ثلاثية وشراكات مثمرة والنمو والتطور. علماً أنه حان الوقت لتخطي روح الفردية وهي من نقاط الضعف لدينا، وأن نصبح مترابطين، وأن نعمل كفريق واحد، وكمجموعة واحدة كي ننمو على نحو أكبر».
كما تحدث عدد من أعضاء مجلس إدارة التجمُّع، شاكين للرئيس الحريري من تحويل موضوع الكسارات والمرامل إلى مواقف سياسية بعيداً عن المنطق الإنساني الذي يفرض التعاطي مع الموضوع من الناحيتين الاقتصادية والبيئية لمصلحة المواطنين، ومشيرين إلى تضمين الموازنة الراهنة ضرائب لا تخدم الاقتصاد اللبناني، فضلاً عن ضمور السيولة في القطاعات الاقتصادية عموماً، ما يُضعف السوق. وأكدوا «ضرورة خلق منطقة اقتصادية ـ صناعية ينبغي التحضير لها جغرافياً، في منطقة لبنانية معينة، أسوة بما هو حاصل في الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبية عدة، باعتبار أنّ لبنان هو بوابة المنطقة العربية والبحر المتوسط والبلدان الأوروبية».