في عشق دمشق

دمشق والدم العربي الفائر!

دمشق والعقل العربي الثائر

دمشق والصدر العروبي الكبير

دمشق أوّل موطن للحضارة

آخر قلاع الحرية

وجدان الإنسان الأول

وأوّل فصول الأبجدية

دمشق لا تقبل أنصاف الأسماء

فهي دمشق العربية

لم تحتضن يوماً أنصاف الرجال

أسودها أركان الرجولة

يصدّرونها عبر بوابات الزمن

ويستقبلون البطولة على خيل المِحن

سيوفهم من ياسمين دامية الرحيق

من قال أن الياسمين ليس منجنيقاً؟

دمشق والحلم العربي الجميل

أعداؤها من المعبرين

حوّلوا تفسير خير الرؤى

إلى كابوس الليل المرير

دمشق أيا أجمل عيون الدنيا

تجيدين التمنّع وتسرفين في الدلال

تتقنين الهروب عبر زقاق الحيّ الطويل

بثوبك أبيض الأوراق

ذاك الفضفاض العتيق

تكتبين حروف العشق للعشاق

على جدران التاريخ

وتفتحين ذراعيك كالأمّ

التي راودها الفراق على حين

يا أمّ الضاد لم تتعلمي لغة التدقيق

في حروف أسماء الزائرين!

ولم تقرأي في عيونهم لغة الحريق

كبيرة أنت على صغائر الآخرين

وعلى طعنات بعض أبنائك والشقيق

بخناجر الغادرين يمرّون عبر حبال الظلام

كنجوم من دون بريق

وجدائلك شروق ليس كالشروق

ويسقطون آخر الدرب عند أقدامك

ولكنك تأبين أن تدوسي على صغير.

فاطمة مهاجر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى