سورية تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة مجزرة حمص

وجهت وزارة الخارجیة والمغتربین السوریة رسالتین متطابقتین إلي الأمین العام للأمم المتحدة ورئیس مجلس الأمن الدولي، طالبت فيها بإدانة الجریمة الإرهابیة التي استهدفت الأطفال السوریین الأبریاء أثناء خروجهم من تجمع للمدارس في حي عكرمة بمدینة حمص.

وذكرت الوزارة في رسالتیها وفق ما نشرته وكالة «سانا السورية» اليوم الخميس، أن عدم إدانة المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة للجرائم التي تقترفها التنظیمات الإرهابية المسلحة في سوریة شجع هذه التنظیمات علی ارتكاب مثل هذه الأعمال الدنیئة.

وأضافت، إن الحكومة السوریة تطالب مجدداً مجلس الأمن باتخاذ موقف واضح من هذه الجریمة وغیرها من الجرائم التي تنفذها التنظیمات الإرهابية المسلحة، وذلك بإدانة الأعمال الإرهابية التي وقعت في حمص بأشد العبارات انسجاماً مع قراراته المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

وأشارت الوزارة إلى أن إرهابياً فجر أول من أمس الأربعاء، عبوة ناسفة أمام مدرسة عكرمة الجديدة وبعدها بدقائق قام الإرهابي ذاته بتفجير نفسه بحزام ناسف أمام مدرسة عكرمة المخزومي للتعليم الأساسي بهدف إيقاع أكبر عدد من الإصابات في صفوف الطلاب وأهاليهم.

وقالت: تؤكد جميع المعطيات المتوافرة عن التفجيرين الإرهابيين أن من خطط ونفذ هذه الجريمة كان من التنظيمات الإرهابية التي يروق لبعض الدول الغربية ولأدواتها في المنطقة تسميتها «المعارضة المسلحة المعتدلة».

يذكر أن التفجيرين الدمويين في مدينة حمص قد أديا إلى مصرع 33 شخصاً منهم 30 طفلاً وإصابة 102 آخرين أغلبهم من الأطفال وإلى إلحاق أضرار كبيرة بالمدرسة، فيما أعلن الحداد العام في حمص.

استعداد لحرب شوارع

يستعد مقاتلون أكراد يدافعون عن مدينة عين العرب كوباني الواقعة شمال سورية على الحدود التركية لحرب شوارع في حال دخول مسلحي «الدولة الإسلامية». إذ تقدم مسلحو التنظيم الإرهابي أول من أمس نحو المدينة وباتوا على مسافة كيلومترين منها على رغم غارات التحالف الدولي، بينما يستعد البرلمان التركي لتفويض الجيش على تدخل بري في سورية.

وعبر نشطاء عن مخاوفهم من حصول أعمال انتقامية ضد آلاف المدنيين في المدينة إذا تمكن التنظيم المعروف بوحشيته وقسوته من اختراق وحدات حماية الشعب الكردي.

وقالوا أن «الدولة الإسلامية» يتقدم نحو عين العرب كوباني من جهتي الجنوب-شرق والغرب التي انسحب منها مقاتلو وحدات حماية الشعب.

وأضافوا أن «المعارك العنيفة على أبواب كوباني مستمرة منذ 36 ساعة من دون توقف» بين مئات المقاتلين الأكراد الذين يعانون نقصاً في الأسلحة والعتاد وآلاف المسلحين المجهزين بمختلف الأسلحة بما فيها الثقيلة.

في ظل هذا الواقع، حذّر الزعيم الكردي التركي عبد الله أوجلان من أن سقوط مدينة كوباني السورية بأيدي مسلحي تنظيم «داعش» سيؤدي إلى فشل محادثات السلام مع أنقرة لتسوية النزاع الكردي.

وقال أوجلان المسجون في تركيا إن أي مجزرة تقع في مدينة كوباني عين العرب ضد الأكراد على الحدود السورية التركية على يد التنظيم تعني انتهاء محادثات السلام بين الحزب والسلطات التركية.

وأضاف أوجلان – في بيان أصدره وفد من قيادات حزب العمال الكردستاني بعد زيارته في سجنه- «أنه إذا نجحت محاولات تنظيم «داعش» في الاستيلاء على المدينة وارتكاب مجزرة فيها فإن ذلك يعني انتهاء محادثات السلام مع تركيا». ودعا الزعيم الكردي كل الأطراف التركية التي تساند عملية السلام بين أنقرة والأكراد ولا تريد انهيارها إلى تحمل مسؤولياتها في كوباني ومنع حصول مجزرة ضد الأكراد في المدينة».

تشييع شهداء حمص

ووسط حداد عام لفّ المدينة، وبمشاركة رسمية وشعبية شيعت من مستشفيات الزعيم والنهضة والأهلي التخصصي في أحياء عكرمة وكرم اللوز والزهراء بمدينة حمص اليوم جثامين الشهداء الـ 33 الذين قضوا في التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا أول من أمس أثناء خروج الأطفال من تجمع للمدارس في حي عكرمة.

ودان رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي التفجيرين الإرهابيين في حين اتهم محافظ حمص طلال البرازي مجموعات إرهابية بالوقوف وراءهما.

واستنكر أهالي الشهداء والمشيعون بشدة الجريمة النكراء التي ارتكبتها يد الغدر الآثم بحق الأطفال والطفولة في محاولة من دعاة الفكر الظلامي لثني الأجيال عن مواصلة مسيرة العلم والفكر والنور أمام ظلام جهلهم وحقدهم».

تنديد دولي بالجريمة

وفي السياق، دانت الخارجية الروسية العمل الإرهابي الذي أودى بحياة العشرات معظمهم أطفال، والذي أفادت تقارير إعلامية بارتفاع حصيلته إلى 49 قتيلاً.

وفي بيان لها قالت الوزارة أمس، إن موسكو «تدين بشدة هذه الجريمة الدموية غير المسبوقة التي راح ضحيتها الأطفال، هذا الجزء الأكثر حاجة إلى الحماية من السكان المدنيين السوريين».

وأعرب البيان عن اعتقاد روسيا بأن هزيمة الإرهابيين في سورية «لا يمكن تحقيقها بواسطة الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها في غياب تفويض من مجلس الأمن الدولي وموافقة السلطات السورية الشرعية، إنما بالجهود المجتمعة لدول العالم كافة على أساس قانوني دولي معترف به».

كما دانت الخارجية الإيرانية التفجیر، معربة عن أسفها لعدم مبالاة منظمة الأمم المتحدة تجاه الجهات الداخلیة والخارجیة الضالعة في هذه الجرائم.

وقالت المتحدثة باسم الخارجیة مرضية أفخم: إن هذا العمل هو واحد من مئات الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية بدعم أجنبي خلال الأزمة التي أثاروها منذ 4 أعوام ضد شعب هذا البلد خاصة النساء والأطفال، مشيرة إلى أن هنالك وراء ستار هذه الجرائم أیاد أخفت نفسها الیوم في قناع التحالف ضد الإرهاب.

ودان من جهته، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة التفجير، واصفاً هذا العمل بأنه «مثير للاشمئزاز لأقصى حد».

موسكو تنتقد تدريب المسلحين في جورجيا

إلى ذلك، انتقدت وزارة الخارجية الروسية بشدة الأنباء التي تحدثت عن مخططات لإقامة معسكر تدريب أميركي في جورجيا لمسلحي من تصفهم واشنطن بالمعارضة في سورية محذرة تبليسي من العواقب السلبية لمثل هذه الخطوات على منطقة جنوب القوقاز وعلى العلاقات الروسية الجورجية.

وجاء في بيان للخارجية الروسية أمس أن «مثل هذا القرار لتبليسي إذا كانت قد اتخذته سيلحق ضرراً كبيراً بالاستقرار والأمن في منطقة جنوب القوقاز القريبة من الحدود الروسية وسيترك عواقب سلبية حتمية على عملية تطبيع العلاقات الروسية الجورجية التي تجري بصورة ناجحة حالياً»، لافتاً إلى أن موسكو أولت اهتمامها بالأنباء التي ظهرت في وسائل الإعلام قبل فترة وتحدثت عن إقامة مثل هذا المعسكر.

وأضاف البيان أن التصريحات الصادرة عن تبليسي بما في ذلك على لسان رئيس الوزراء إيراكلي غاريباشفيلي التي تضمنت نفياً رسمياً لهذه الأنباء قد تلقيناها بصورة جدية وسنرصد هذه القضية بكل اهتمام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى