قطر تترك لمواطني الخليج حرية البقاء على أراضيها

تركت قطر لرعايا الدول الخليجية التي قاطعتها حرية البقاء على أراضيها في محاولة للتخفيف من حدّة الأزمة التي دخلت إيران على خطها أمس مع إعلانها إرسال طائرات محمّلة بالغذاء إلى الدوحة، في تحدّ لمحاولة عزل الإمارة الغنية بالغاز.

وبحسب السلطات القطرية، يعيش نحو 11 ألف مواطن سعودي وإماراتي وبحريني في الإمارة.

وقالت وزارة الداخلية القطرية في بيان أمس، إنّ دولة قطر «لم تتخذ أي اجراءات بشأن المقيمين على أرضها من رعايا الدول الشقيقة والصديقة التي قامت بقطع العلاقات الدبلوماسية أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر على أثر الحملات المغرضة والعدائية ضدّ دولة قطر».

أضافت أنّ «لرعايا هذه الدول الحرية الكاملة في البقاء على أرض دولة قطر وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها في الدولة في إطار عقود العمل المبرمة معهم وموافقة دولهم أو بناء على تأشيرة الدخول الممنوحة لهم».

جاء القرار القطري بعدما أعلنت المملكة السعودية ودولة الإمارات والبحرين عن «مراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة السعودية القطرية» في قرار طرد القطريين. واعتبرت الدول الثلاث في بيانات منفصلة أنّ الخطوة تأتي تقديراً للشعب القطري الذي يشكل «امتداداً طبيعياً وأصيلاً لإخوانه الخليجيين».

وخصصت وزارات الداخلية في الدول الثلاث أرقاماً هاتفية «لتلقي تفاصيل هذه الحالات واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها».

على صعيد آخر، أعلنت إيران أمس إرسال طائرات محملة بالغذاء إلى الدوحة. وقال المتحدث باسم شركة الطيران الإيرانية شاهرخ نوش آبادي «حتى الآن أرسلت خمس طائرات تنقل كل منها حوالى تسعين طناً من المنتجات الغذائية والخضار إلى قطر»، موضحاً أنّ «طائرة سادسة أقلعت أمس».

وأضاف «سنواصل عمليات الإرسال هذه طوال طلب قطر لذلك»، من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه الشحنات مساعدات أو صفقة تجارية.

من جهة أخرى، قال محمد مهدي بنشري مدير مرفأ دير في جنوب إيران أنّ «350 طناً من المواد الغذائية تمّ تحميلها أيضاً على ثلاث سفن صغيرة». ويقع مرفأ دير في محافظة بوشهر الواقعة مقابل قطر تماماً.

وبعيد قطع العلاقات مع قطر، تشكّلت طوابير طويلة أمام المتاجر لتخزين المواد الأساسية خشية نقصانها في الأسواق مع إغلاق الحدود البرية مع السعودية، المعبر الرئيسي لواردات الغذاء القطرية. وتؤكد سلطات الدوحة «أنّ مخزونها الاستراتيجي من الغذاء يكفيها لنحو عام».

وعرضت موسكو السبت خلال زيارة لوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التوسط لحل الأزمة، وأجرى وزير خارجيتها سيرغي لافروف محادثات بشأنها مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون.

في سياق آخر، تلقّى الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفيّاً أمس من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حيث تم التباحث في سبل مكافحة تمويل المنظمات الإرهابية سعياً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إنّ بن سلمان عرض خلال الاتصال مع تيلرسون العلاقات الثنائية وتطوّرات المنطقة.

وكان تيلرسون ناشد الجمعة السعودية وحلفاءها تخفيف الحصار الذي فرضته على قطر، فيما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدوحة بتمويل الإرهاب، وقال «إنّ عليها أن توقف هذا التمويل وفكره المتطرف».

فيما أكد وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح استعداد قطر لتفهّم هواجس دول الخليج والتجاوب مع مساعي تعزيز الأمن والاستقرار فيها.

وفي أنقرة، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حليفته قطر وجيرانها إلى حلّ الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة التي يشهدها الخليج قبل نهاية شهر رمضان.

وخلال محادثات أجراها مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، شدّد أردوغان «على وجوب حلّ هذه المشكلة قبل نهاية شهر رمضان»، وفق ما أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو.

وأوضح تشاوش أوغلو أول امس السبت أن «هذه الموافقة لا تستهدف أي بلد في الخليج»، موضحاً أن الهدف من هذه القاعدة «هو المشاركة في الأمن والاستقرار في الخليج في مجمله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى