المقداد: العلاقات السوريّة الروسيّة «مصيريّة».. وتحقيق الانتصار النهائي على الإرهاب باتَ قريباً
أكّد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، أن العلاقات السوريّة الروسيّة انتقلت من العلاقات الاستراتيجيّة إلى علاقات يمكن وصفها بالـ»علاقات مصيريّة»، مشيراً إلى أنّ وقوف الاتحاد الروسي وإرساله قوّات فضائيّة وغيرها إلى سورية لمكافحة الإرهاب، هو دليل على تطوّر العلاقات السوريّة الروسيّة في إطار العلاقات الدوليّة.
وقال المقداد في تصريح صحافي على هامش حفل أقامته السفارة الروسيّة بدمشق بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية، إنّ «الصورة الحقيقيّة للحرب المعلنة على سورية تتوضّح ليس فقط من قبل التنظيمات الإرهابية كـ»داعش» و«النصرة» والمرتبطة بهما من كيانات إرهابيّة، بل من دول تآمرت على سورية وتحالفت مع الإرهاب بما في ذلك بعض دول الخليج»، مضيفاً أنّ «دعم دول الخليج للإرهاب هو دعم لا نُفاجأ بأنّ الولايات المتحدة الأميركية تطالب بوقفه، علماً بأنّها ليست بعيدة أيضاً عن «داعش» والنصرة».
ولفتَ المقداد إلى أنّ «التحالف السوري الروسي مع قوى المقاومة بالمنطقة، وفي مقدّمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله، يحقّق تقدّماً على أرض الواقع، حيث تعدّ الانتصارات والإنجازات التي حقّقها الجيش العربي السوري في الوصول إلى الحدود السوريّة العراقية يوم أول أمس، تطوّراً استراتيجيّاً في إطار هذه الحرب، ودليلاً على أنّنا قادرون على تحقيق الانتصار النهائي على الإرهاب».
ميدانياً، قال قائد ميداني في الجيش السوري، إنّ الجيش وصل إلى الحدود مع العراق، والمرحلة الثانية ستتمثّل بتنظيف البادية.
وفي حديث لـ«الميادين» أثناء جولة لكاميرا القناة على الحدود السورية العراقية، أكّد القائد الميداني السوري، أنّه لا يوجد أيّ عائق أمام الجيش السوري وحلفائه من أجل تأمين الحدود رغم القصف والغارات التي قام بها مؤخّراً التحالف الغربي بقيادة واشنطن.
وأشار القائد الميداني إلى أنّ الهدف النهائي للقوات المتقدّمة إلى الحدود العراقية، هو الوصول إلى دير الزور وفكّ الحصار عن المحافظة.
ولفتَ إلى أنّ المنطقة التي يقف فيها تبعد حوالى 600 متر فقط عن الساتر الترابي الفاصل عن الأراضي العراقيّة، حيث يُصبح على ثلاثة كلم من حقل آرك الغازي في البادية السوريّة.
وفي سياقٍ متصل، وفي منطقة دير الزور، قتل الجيش السوري أكثر من 60 عنصراً من تنظيم «داعش» على اتجاه لواء التأمين ومحيط مطار المنطقة.
كما استهدف الجيش السوري تحرّكات «داعش» في شركة الكهرباء بمحيط لواء التأمين والمكبّات ومعامل البلوك وحيّي العمال والمطار القديم وقرية البغيلية، كما استهدف الجيش مواقع «داعش» بمدرسة البانوراما وكازية الإيمان بمحيط البانوراما ودوار البانوراما ومحيط لواء التأمين ومحيط المطار وسرية جنيد في المنطقة.
وتصدّى الجيشُ السوري وحلفاؤه لهجوم شنّه مسلّحو «داعش» في محيط لواء التأمين جنوب مدينة دير الزور، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف المسلّحين.
وأعلن مصدر عسكري سوري لوكالة «سانا» عن قيام وحدات من الجيش السوري بالقضاء على عدد من الإرهابيّين أثناء محاولتهم الاعتداء على بعض النقاط العسكرية، باستهداف تحرّكاتهم في درعا البلد ومحيطها، وفي حيّ طريق السد، وحيّ العباسية، وأسقطت لهم طائرة مسيّرة ومفخّخة على اتجاه طفس في ريف درعا الشمالي.
وفي سياقٍ متصل، وردّاً على الانتصارات المتتالية للجيش السوري وحلفائه على التكفيريين، قامت المجموعات الإرهابيّة بالاعتداء بالقذائف الصاروخية على المدنيّين الآمنين في حيّ الكاشف في مدينة درعا، مخلفةً طفلة شهيدة وعدداً من الجرحى بحالة حرجة، بحسب ما أفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية.
وكانت المجموعات المسلّحة، وفي خرق لمذكّرة مناطق تخفيف التوتر، استهدفت في السادس من الشهر الحالي حيّي الكاشف والقصور في مدينة درعا بعدد من القذائف الصاروخيّة، ما تسبّب بإصابة 9 أشخاص بجروح.
ووسّع الجيش السوري وقوّاته الرديفة من العمليات العسكرية في ريف مدينة السلمية شرقي محافظة حماه وسط البلاد، وهو ما مِن شأنه أن يضيّق الخناق على عناصر التنظيم الإرهابي على عدّة جهات.
وكان الجيش السوري أحرز تقدّماً جديداً شمال شرقي تدمر، وبات على مقربة 3 كيلومترات من حقل آراك الاستراتيجي، بالقرب من منطقة السخنة آخر مدينة تحت سيطرة «داعش» في محافظة حمص.
وسيطر الجيش السوري أول أمس على عدّة نقاط وتلال جديدة تقع في محيط الحقل أقصى الريف الشرقي لمحافظة حمص، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من عناصر تنظيم «داعش».
إلى ذلك، اندلعت معارك بين الجماعات الإرهابيّة تدعمهم تركيا في مدينة الباب السورية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ولم تذكر المصادر السبب وراء أول اشتباك بين الجماعات المتنافسة، منذ انتزاعهم السيطرة بدعم من الجيش التركي على المدينة الواقعة شمال سورية من تنظيم «داعش» في شباط الماضي.
وقال أحد سكّان المدينة في اتصال هاتفي، إنّ المجلس العسكري، الذي يسيطر عليه الأتراك ويدير المدينة، أقام نقاط تفتيش في المدينة التي بدأ ألوف الأشخاص يعودون إليها في الأشهر الماضية مع عودة الخدمات الأساسيّة تدريجياً. وكشف مصدر آخر في المعارضة، أنّ الاشتباكات العنيفة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت أيضاً في بلدة معرّة النعمان في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، خلال الأيام القليلة الماضية، بين «جماعة تحرير الشام» التي تضمّ جماعات متشدّدة وبين جماعة تابعة لما يعرف بـ«الجيش السوري الحر» المدعوم من واشنطن.