أبو خليل: كرّت سبّحة الانتصارات من حاصبيا إلى الويمبي فعجز العدوّ عن تغيير المعادلات

لمناسبة ذكرى النكبة والنكسة، ومرور خمس وثلاثين سنة على الغزو الصهيوني للبنان، أقيم في قاعة منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي في مدينة صور، «لقاء الوفاء»، حضره منفذ عام صور الدكتور محمود أبو خليل وعدد من المسؤولين، المنسق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، عضو المجلس الثوري لحركة فتح رفعت شناعة، عضو المكتب السياسي في جبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، عضو قيادة حركة أمل صدر داود، وممثل حزب الله أبو وائل، اللواء أبو أحمد زيداني. كما حضر ممثّلون عن الأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية، وجمع من المواطنين.

استُهلّ اللقاء بكلمة تعريف ألقاها مدير مديرية صور في القومي عباس فاخوري، تناول فيها معاني المناسبة، وشدّد على أهمية اعتماد المقاومة نهجاً وخياراً من أجل استعادة الحقّ، فنحن نواجه عدوّاً لا يفهم إلا لغة القوّة.

شناعة

بداية اللقاء كانت مع كلمة عضو المجلس الثوري في حركة فتح رفعت شناعة أشار فيها إلى «أننا نقف اليوم على أرض هذا الجنوب الذي أرغم العدوّ على الانسحاب بفعل دماء الشهداء وتضحيات المقاومين لبنانيين وفلسطينيين». وأضاف: نعيش ذكرى النكبة بعد مرور 69 سنة على هذه الجريمة الإنسانية السياسية البشرية، والتي للأسف ما زالت موجودة في الواقع العربي الرسمي.

وتابع: ما نشهده اليوم في ذكرى النكبة لا يُنسى من ذكريات اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بكل وسائل القتل والجريمة والإعدام. ولفت إلى أنّ المخيمات الفلسطينية هي مصنع الرجال الأبطال الذين أصبحوا شهداء وجرحى وأسرى ومعتقلين، فالمخيمات لا تزال قلاعاً صامدة في وجه المؤامرات.

وختم مؤكداً أنّ السلاح الأقوى في وجه العدوّ الذي يريد تصفية حقّ العودة هو سلاح الوحدة الوطنية.

داود

بدوره، ألقى عضو قيادة حركة أمل صدر الدين داود كلمة الأحزاب والقوى الوطنية، فقال: ما يجرى اليوم في منطقتنا من حروب وفتن هو مشروع صهيونيّ لتفتيت العالم العربي وإنهاء القضية الفلسطينية. من أجل ذلك، فالمطلوب اليوم منّا جمعياً أن نتّحد في مشروع المقاومة والمواجهة، للوقوف في وجه هذا المشروع التقسيميّ.

وأضاف أنّ هذا الصراع هو صراع وجود لا صراع حدود، ولن يتوقف إلا بعد أن ننتصر، ويعود كلّ اللاجئين إلى فلسطين، إلى أرضهم.

وأكّد داود أنّ حركة أمل ستبقى على عهد إمامها السيد موسى الصدر إلى جانب الشعب الفلسطيني، داعياً إلى رصّ الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الصراعات بكل أشكالها الطائفية والعرقية، والاتحاد خلف خيار الانتفاضة، وأن تكون الوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى في مواجهة العدوّ «الإسرائيليّ» الغاشم.

وختم محيياً الاسرى والمعتقلين لدى العدو الصهيوني.

بركات

أما كلمة تجمّع اللجان والروابط الشعبية فألقاها خليل بركات، وقال فيها: نقف اليوم في الجنوب، هذا الجنوب الذي رويت أرضه بدماء الشهداء في مواجهة العدوّ الصهيونيّ، وكان هذا المخيم من مخيّمات الصمود والتصدّي.

وأضاف: في يوم المفقود العربي نتذكّر أخوة أبطالاً فُقدوا أثناء الغزو الصهيوني للبنان، وتبقى فلسطين هي المفقودة الكبرى. ولفت إلى أنّ معركة صمود بيروت عام 1982 شكّلت محطّة فاصلة في التاريخ، فهي التي أسّست لسلسلة من الانتصارات التي سجّلتها المقاومة وصولاً إلى انتصار تموز عام 2006 الذي ألحق هزيمة كبرى بالعدو الصهيوني. مؤكّداً أنّ المقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة حرّية الأرض وحرّية الإنسان.

وأشار إلى أن المشروع الصهيوني يرمي إلى ارتهان هذه الأمة وتبعيتها وتجزئتها، واستمرار نهب خيراتها وثرواتها، وضمان أمن دولة الاحتلال «الإسرائيلي» واستقرارها واستمرار تفوّقها وتقدّمها.

المعلّم

من جهته، ألقى أمين سرّ اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال يحيى المعلّم، كلمة أُسَر المفقودين، لافتاً إلى يوم المفقود الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين للغزو الصهيوني، وشكّل محطة جديدة لتلاحم الدم اللبناني والفلسطيني. وقال: نعتبر السادس من حزيران يوماً للمفقود على يد الاحتلال الصهيوني، مؤكّداً أهمية التمسّك بالمقاومة نهجاً وخياراً وثقافة وسلاحاً.

الجمعة

وألقى كلمة جبهة التحرير الفلسطينية عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة، حيث لفت إلى أنّ ما بين النكبة والنكسة حكاية تهجير شعب من أرضه إلى أماكن اللجوء والشتات والمنافي البعيدة، بدعم من القوى الاستعمارية والرجعية العربية. ونكسة أدّت إلى هزيمة النظام الرسمي العربي أمام الكيان الصهيوني، وما بين المكانين صمود وأسطورة وكانت معركة الكرامة لتحقّق أول انتصار على الكيان الصهيونيّ.

وأشار إلى العلاقة التي رُسّخت بوحدة الدم والعلاقة بن الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، واليوم تترسّخ هذه العلاقة بين مقاومة شعبنا في فلسطين والمقاومة في لبنان.

وأكد الجمعة أنّ صمود المقاومة والانتصارات التي حققتها ميدانياً، أفشلت المشروع الأميركي الهادف إلى إزالة العقبة الأساسية أمام مشروع تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية وإثنية وعرقية. مشيراً إلى أنّ المؤامرة ما زالت قائمة بهدف السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها وتحقيق الأمن القومي لدولة الكيان الغاصب. وفي هذا السياق، أتت قمة الرياض وبالتحالف الذي خرج منها وبالإعلان الذي صدر عنها، لتؤكّد السياسة العدوانية للتحالف القديم وأهدافه. أما الجديد الذي خرجت فيه هذه القمة، فيتمثّل في إعادة إطلاق يد العدو الصهيونيّ كرأس حربة في المواجهة المقبلة، بعد فشل الأدوات الإرهابية في حسم الصراع لمصلحتها.

وختم الجمعة داعياً أمام هذه التحدّيات، إلى تعزيز المقاومة الشاملة في وجه العدوان الذي يحضّر لمنطقتنا وشعبنا، ولذا نؤكد على ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتمسّك بخيار الانتفاضة والمقاومة.

أبو خليل

ختاماً، ألقى منفذ عام صور الدكتور محمود أبو خليل كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقال فيها: نكسة تلو نكسة، والدم كما اللحم مهدور ومستباح، والخيانة تنخر فينا حتى العظم، وتسرطن مواطن العزّة والكبرياء. أين أصبحنا وفي جسدنا أدران تنمو فلا من معين ولا من ناصر يلبّي نداء استغاثة امرأة ثكلى، أو طفل مشرّد أو ابن شهيد. من قال إنّ أمة ملأت بهديها كلّ أرض وكلّ سماء، قد أصابها مرض عضال فقُطّعت كقطعة حلوى على مائدة اللئام، وأكل الملك فتاتاً ثم نام، ونمنا معه نوم أهل الكهف من دون سؤال عن الزمان أو المكان.

وتابع: مهلاً أيها الأعرابيّ، فنحن أمة تحبّ الحياة لأنها تحبّ الحرّية، وتحبّ الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة. يوم غفا شعبنا على وعد من ناكثي العهود بحكم تاريخهم الوهابي، الذي تآخى مع تاريخ أبناء الأفاعي فدرسوا في الكتاب نفسه، وتميّزوا في حمل الألقاب التي لا تُسمن ولا تُغني عن جوع، وجلّ ما تقدّمه فتن تقطّع الأوصال، وتستثمر بالدم.

وأضاف: عندما انبرى فارس يسأل من جَلب على شعبي هذا الويل؟ كان الردّ منهم بالرصاص فسقط الجسد، بعد أن فرض حقيقته على هذا الوجود فأسمع صدى الطلقات، صواريخ أطلقت من سوق الخان في حاصبيا في عام 1982 لتسقط مقولة «سلامة الجليل»، وتوالت الانتصارات واتّحدت البنادق اللبنانية والفلسطينية والشامية، وكرّت سبّحة الانتصارات، فمن خلدة إلى الويمبي إلى المأزق الكبير في الأشرفية، والذي أعجز العدوّ عن تغيير المعادلات، وتنصيب عملائه زعماء فكانت الزعامة محفورة في ذاكرتنا ومحفوظة في وجداننا، لأسماء لن ننساها، كأحمد قصير وبلال فحص ومحمد سعد، ولولا عبود ونزيه القبرصلي ووجدي الصايغ، وسناء محيدلي وسهى بشارة، والشيخ أحمد ياسين، وفتحي الشقاقي وهادي نصر الله واللائحة تطول.

كما أشار أبو خليل إلى أنّ الوحدة لا تعني وحدة الرأي أو الطائفة أو المذهب أو العقيدة، بل توحيد الجهود والرؤيا لخدمة الهدف الأسمى، وهو الحفاظ على مجتمعنا موحّداً صامداً في وجه الأعاصير، ويكون نقطة الارتكاز التي من خلالها ننطلق إلى رحاب مجتمع موحّد المصالح والحياة يكون نتاجه مجتمعاً تجمعه وحدة الروح والحياة.

وختم أبو خليل بالقول: إنها دعوة إلينا جميعاً لنكون على مستوى التحدّيات، فالآتي علينا أعظم من أن نواجهه فرادى أو مجموعات متفرّفة، ولنتّحد جميعاً خلف راية المقاومة والتحرير، فمن لا يقاوم في سبيل وحدة أرضه وشعبه وأمّته غير جدير بالاحترام ولا يستحق شرف الانتصار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى