وصول القوات السورية إلى الحدود العراقية: بعض النتائج
حميدي العبدالله
الدراسات والتوصيات التي تنشرها مراكز الأبحاث الغربية، وتحديداً مراكز الأبحاث الأميركية وفي مقدّمتها «معهد واشنطن» الذراع الفكري للكيان الصهيوني في الولايات المتحدة، كانت تشدّد في الآونة الأخيرة على ضرورة منع الجيش السوري وحلفائه من الوصول إلى الحدود العراقية.
لم يخفِ «معهد واشنطن» هدف مثل هذه التوصية، وهو تأمين أكثر دولتين حليفتين للولايات المتحدة، هما الكيان الصهيوني والأردن، وإنشاء شريط عازل يمنع قوى ومنظومة المقاومة الممانعة من السيطرة على المناطق التي تقع على الحدود السورية، وخط وقف إطلاق النار في الجولان والحدود الأردنية. وقد أشار إلى هذه الأهداف باحث بارز في «معهد واشنطن» هو «أندرورجيه تابلر» في بحث نشره بتاريخ 3 حزيران الحالي.
كانت جميع التوصيات تشدّد على ضرورة انطلاق القوات الأميركية والبريطانية وواجهتها السورية ممثلةً بما يعرف «بأسود الشرقية» من قاعدة التنف باتجاه السخنة وباتجاه البوكمال لقطع الطريق على وصول القوات السورية إلى هذه المناطق، وحصر أيّ تحرك للقوات السورية والقوات الحليفة الداعمة لها بالتحرك باتجاه فك الحصار عن دير الزور، ولكن من دون التقدّم شرقاً نحو الحدود كي تظلّ هذه الحدود تحت سيطرة قوات التحالف الأميركي.
الذي حدث أنّ الجيش السوري وحلفاءه أسقطوا كلّ هذه الخطط من خلال وصولهم إلى الحدود العراقية، فباتت إمكانية إقامة هذا الشريط العازل إمكانية صعبة المنال، فالتقدّم نحو السخنة أو البوكمال سيقود إلى مواجهة مباشرة مع الجيش السوري وحلفائه، وهذا ما تتحاشاه الولايات المتحدة لأنه يقود إلى حرب عالمية، وصدام أميركي روسي مباشر.
لم يكتف الجيش السوري وحلفاؤه بذلك، بل أطلقوا عملية أخرى في درعا لقطع الطريق على المخطط الأميركي لخلق بديل عن الجبهة الشمالية بعد خسارة مدينة حلب والتوتر الأميركي التركي على خلفية العلاقة الأميركية مع أكراد سورية.
وقادت هجمات الجيش السوري وحلفائه على هاتين الجبهتين إلى ترنّح المخطط الأميركي ووضعه أمام خيارات صعبة.