مجزرة إهدن
معن بشور
لم تكن مجزرة إهدن في 13 حزيران 1978، مجرد مجزرة أخرى من مجازر عاشها اللبنانيون على مدى الحرب اللعينة التي فُرضت عليهم، والتي ما زالت تداعياتها وخطابها مستمراً حتى الساعة، بل وممتدة إلى الجوار تشعل دوله ومجتماعاته بأضعاف ما شهده لبنان.
ولم يكن استهداف الزعيم الشمالي الوطني الشهيد طوني سليمان فرنجية بمعانيه ودلالاته مجرد استهداف لزعيم آخر من زعماء لبنان، كما رأينا في حالات سابقة امتدت على طول الوطن وعرضه.
المجزرة التي أودت بحياة الوزير الراحل وزوجته وابنته ورفاقه، وقعت في اليوم ذاته الذي أعلن فيه سعد حداد دويلته الانفصالية في الشريط الحدودي المحتلّ إسرائيلياً، في توقيت يرمز إلى أنّ المخطط الإسرائيلي الأساسي هو تقسيم لبنان، وأنّ من يرفض الانضواء تحت لواء هذا المخطط، كالرئيس الراحل سليمان فرنجية يواجه مجزرة كتلك المجزرة التي استهدفت البلدة الإهدنية العابقة بروح الاستقلال والتمرّد على الطامعين بأرضنا، والعائلة الوطنية الأصيلة كعائلة طوني فرنجية التي لم ينج منها، ولحسن حظ لبنان، إلاّ الوزير والزعيم سليمان طوني فرنجية.
مجزرة إهدن أكّدت أنّ الحرب في لبنان لم تكن طائفية، كما اندفع البعض في أهوالها، بقدر ما كانت حرباً بين خيارين أحدهما وطني لبناني منفتح عربياً، والآخر مشروع صهيو استعماري ما زال مستمراً يستغلّ هواجس ومخاوف مشروعة لدى لبنانيين وعرب اكتووا بنار الأخطاء والخطايا التي مورست بحقهم، من أجل تحقيق أهدافه ومخططاته في التقسيم والتدمير والتهشيم وإشعال الفتن المدمّرة…
التحية لروح طوني فرنجية وأسرته ورفاقه في ذكرى استشهاده، والخلود لكلّ شهيد في لبنان والأمّة… والحياة الحرة الكريمة للبنان والعروبة…