أردوغان: الافتراءات على قطر لا تخدم المنطقة!
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، «إنّ المملكة مستعدة لتقديم مساعدات إلى قطر من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة في حال احتاجت إلى ذلك».
وأوضح الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي في الولايات المتحدة «أنّ مقاطعة قطر ليست حصاراً»، مضيفاً أنّ بلاده مارست حقّها السيادي حين اتخذت إجراءات ضدّ الدوحة».
كما أشار الجبير إلى أنّ «موانئ قطر ومطاراتها ما تزال مفتوحة، لكن السعودية منعت الشركات القطرية أن تعبر أجواءها كما منعت سفن الدوحة من دخول مياهها، وهو أمر سيادي تتخذه الدول»، معرباً عن «أمله في أن تسود الحكمة والمنطق السياسة القطرية، فتتجاوب الدوحة مع دول الجوار».
وكذلك أكّد وزير الخارجية السعودي «أنّ دول المنطقة تطلب من قطر وقف دعم التنظيمات المتطرفة والإرهابية وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة».
من جهته، أعلنَ وزير الخارجية المصري سامح شكري «أنّ الإجراءات التي اتخذَت ضدّ قطر حصلت بسبب الخطر الذي تمثلّه الدوحة»، بحسب تعبيره وكشف أنّ «دولاً أخرى قد تخضع لإجراءات مماثلة إذا تطلّب الأمر».
شكري الذي يزور برلين مع الرئيس المصري يلفت إلى أنّ «ألمانيا لم تكن لها وجهة نظر مخالفة لمصر وباقي الدول العربية حول مقاطعة قطر»، مضيفاً أنّ «ألمانيا كانت ترغب في الاستماع إلى حقيقة الموقف وتفاصيل الدوافع المصرية والعربية».
بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أنّ قطر لا تدعم الإرهاب بل هي من أكثر البلدان إصراراً على مكافحة داعش، وأنها أنفقت كثيراً ودافعت عن الأمن والسلام».
وقال أردوغان في كلمته أمام نواب حزب العدالة والتنمية أمس، إنه «لولا الدعم القطري والتركي لما استطاعت المعارضة السورية مواجهة داعش!»، مشيداً «بدعم قطر وتركيا للمعارضة في سورية!».
وأوضح أردوغان أنه سوف يجري محادثات ثلاثية عبر «الفيديو كونفرنس» مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لبحث الأزمة.
وشدّد الرئيس التركي على أنّ «الاتهامات الموجهة إلى قطر لا تصبّ في مصلحة المنطقة أبداً»، متمنياً أن تنتهي أزمة الخليج قبل انقضاء شهر رمضان، قائلاً «هل من الصواب أن تعاقبوا قطر وأن تحاصروا مواطنيها؟».
كما جدّد التأكيد على أنّ «الإجراءات التي اتخذت بحق قطر خاطئة»، معتبراً أنّ «منع الغذاء والتضييق في السفر والعبادة على القطريين أمر غير إنساني ولا يتوافق مع روح الإسلام».
وتوجه أردوغان بالحديث إلى الملك السعودي فقال إنّ «عليه أن يحلّ هذه الأزمة، وأن يخطو الخطوات اللازمة ويكون الرائد في حلها».
كما توجه إلى دول الخليج قائلاً «علاقاتكم كانت جيدة مع قطر والآن تنقلبون عليها بشكل مفاجئ، هذا عجيب!».
الرئيس التركي رأى أنّ «قطر هي من أكثر الدول التي قدمت الكثير في مجال مكافحة الإرهاب إلى جانب تركيا»، لافتاً إلى أن هذه «الافتراءات لا تخدم المنطقة».
كما رأى الرئيس التركي أن «ما يحدث الآن في الخليج ليس بعيداً عن المحاولة الانقلابية في تركيا، وكذلك الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي!»، وفق ما قال.
وقال «علينا أن لا نخدع بعضنا البعض وأن لا نفتري على قطر وأن لا نحوّلها إلى دولة متّهمة».
فيما أكدت الخارجية الفرنسية أنّ الوزير جان إيف لو دريان أجرى اتصالات ولقاءات عدة لبحث الأزمة بين قطر وباقي الدول الخليجية، مؤكداً أن «محاربة الإرهاب ومنابع تمويله تعد أولوية بالنسبة لفرنسا».
في سياق متصل، بدأ وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة جولة خليجية تشمل مجموعة من دول الخليج استهلها مساء الإثنين بدولة الإمارات العربية المتحدة، في محاولة لرأب الصدع مع قطر.
وقالت وكالة الأنباء المغربية إنّ «بوريطة أبلغ الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان رسالة شفوية من نظيره الملك محمد السادس» من دون الكشف عن مضمونها.
المحطة الثانية للوزير المغربي كانت الكويت التي وصلها أمس حاملاً رسالة من الملك المغربي إلى أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، وتوقعت مصادر أن تكون محطته الثالثة قطر، على أن تكون محطته الأخيرة في السعودية.
على صعيد آخر، وفي محاولة لتجاوز الحصار البحري والبري والجوي الذي تفرضه جاراتها الخليجيات عليها، أعلنت قطر أمس، «تدشين خدمة نقل بحري مباشر مع الموانئ العمانية لاستقبال البضائع الآتية إليها».
كما أعلنت أنّ «خطين للخدمة البحرية سيسيران من ميناء حمد في قطر إلى ميناءي صحار وصلالة في عُمان»، وقد وصلت أول سفينة شحن إلى قطر آتية من الميناء العماني.
من جهته، كشف وزير الخارجية القطري عبد الرحمن آل ثاني «أنّ بلاده أبدت استعدادها لبحث الطلبات إن وجدت، لكنها لم تحصل على أيّ إجابة بعد»، مضيفاً في ختام جولة له شملت برلين وبروكسل وموسكو وباريس أنّ «الحوار الدبلوماسي هو الحل، ولكنه يحتاج إلى أسس لم تتوافر حتى الآن».
من جهة أخرى، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة العربية السعودية في بيان لها أمس «إغلاق المجال الجوي السعودي أمام الطائرات الآتية من قطر»، مشيرة إلى أنّ «ذلك يندرج ضمن حقوقها السيادية لحماية مواطنيها من أيّ تهديد».
الإعلان السعودي يأتي ردّاّ على تصريحات للرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية اتهم فيها «المملكة والإمارات العربية المتحدة والبحرين بانتهاك القانون الدولي من خلال إغلاق مجالهم الجوي أمام الطيران القطري».