الدراما السورية في وادٍ… وشركات الإنتاج في آخر!
دمشق ـ آمنة ملحم
رغم دقّ ناقوس الخطر الذي أعلنه عدد من نجوم الدراما والإعلاميين السوريين على حال دراما بلادهم، في وقفة جدّية معها لانتشالها من عمق أزمتها قبل أن تصل إلى القاع ويصبح إنقاذها مُحالاً، يبدو أنّ تلك المحاولات لم ترق لشركات الإنتاج الخاصة التي فضّلت الانفصام عن الواقع، ودفن رأسها في التراب كالنعامة، متنحّية عن الاعتراف بوجود مشكلة حقيقية تبدأ من اختيارها نصوصاً لا تليق بِاسم الدراما السورية، وانتهاء بأنانية تمتهنها كلّ شركة منها لصالحها فقط، بعيداً عن كلّ الحسابات التي تدفع بالدراما السورية خطوات إلى الوراء، من دون الاكتراث بأهميتها كصناعة ثقيلة تطرح بِاسم البلاد المقدّمة لها.
بدأت حملات الإنكار مع شركة «غولدن لاين» بإعلانها بيع مسلسلها «وردة شامية» لمحطة فضائية مهمة ليُعرض بعد رمضان بشكل مباشر. ورغم تسريب حلقات من العمل عبر صفحات الإنترنت، بقيت الشركة صامتة لا تحرّك ساكناً مؤكّدة همّها الوحيد ببيع العمل من دون أيّ اعتبارات أخرى. ولحقت بها شركة «زوى» على لسان مديرها ماهر شقير الذي اعتبر كلّ ما كُتب في الصحافة وما أثير من ضجّة في استكنار لعدم عرض مسلسل «سايكو» الكوميدي الذي كان الجمهور بانتظاره متنفّساً للابتسامة في موسم الدراما المتعارف عليه في رمضان، محاولات لاصطياد في الماء العكر، معلناً عبر صفحته على «فايسبوك» أنّ شركتَي «زوى» و«أمل» منتجتَي العمل تعاقدتا مع إحدى أهمّ المحطات العربية لعرض العمل بشكل حصريّ خارج زحمة المسلسلات الرمضانية. ماضياً في إنكار وجود مشكلة في تسويق الدراما السورية، وفي رفض صريح لوجود أيّ نيّة للتعاون على إنقاذ الدراما.
كتب شقير: «يللي حابب يهرّج ويتفهمن ويصرّح شروي غروي، بس نعلن عن المحطة رح تعرفوا إنّو درامانا كانت ورح تبقى رقم واحد، مع كلّ التقدير والحبّ لنجمتنا العربية الغالية أمل عرفة».
وبدت شركة «سما الفنّ» في وادٍ، بينما الأمور تسير في وادٍ آخر، غير مكترثة حتى للحقائق التي اعترفت بها هي بضعف التسويق. معتبرةً ما أثير من حملات مجرّد إشاعات تتناول موضوع تأجيل العرض، وعدم التسويق للمسلسلات السورية.
وذكرت الشركة في بيان تلقّت «البناء» نسخة منه، أنّ مسلسل «فوضى» بدأ تصويره مؤخّراً ولم يكن مُعَدّاً بالأصل لهذا الموسم الرمضاني. وكأنها بذلك تضرب عرض الحائط كلّ ما أثير حول المماطلة في إعلان البدء بتصوير العمل وسحبه من المخرج الليث حجّو، وكل ما أحيط بالعمل من مشكلات. ليكمل البيان مع مسلسل «شبابيك» بالوتيرة نفسها التي اعتمدتها الشركات الأخرى، إذ أكّد أنّ الشركة تلقّت عرضاً من إحدى القنوات لتقديم العمل في الأشهر المقبلة كي لا يضيع في زحمة رمضان، وليأخذ حقّه في المشاهدة خارج السباق الرمضاني.
هكذا تعاملت شركات الإنتاج الفنّي مع مَن دافع عن نتاجها قبل أيّ اعتبارات أخرى. وبدلاً من إعلان وقفة تضامنية واجتماع طارئ في ما بينها لاتخاذ خطوات عاجلة تنقذ الدراما السورية قبل أن يأفل نجمها، مضت في حملات معاكِسة تنكر بمضمونها وجود مشكلة في الأساس.