اجتماع اقتصادي لبناني قبرصي في غرفة بيروت لتنمية التعاون وتبادل الاستثمارات وخلق فرص عمل

واصل الرئيس القبرصي نيكوس انستاسيادس والوفد المرافق جولاته على المسؤولين والفاعليّات الروحية والاقتصادية. وزار في هذا الإطار، كاثوليكوسيّة الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في أنطلياس، حيث كان في استقباله الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان، ورؤساء الكنائس الأرمنيّة، وأعضاء اللجنة التنفيذيّة للكاثوليكوسيّة، ونوّاب ووزراء وممثّلو الأحزاب الأرمنيّة وشخصيات اجتماعية.

ورحّب الكاثوليكوس آرام الأول بالرئيس القبرصي، مشيراً إلى أنّ «التعاون موجود بين بلدينا وكنيستينا على مرّ التاريخ، وتاريخنا مطبوع باللقاءات والتعاون، والتنسيق قائم بيننا، ولا سيّما على المستوى السياسي».

وقال: «في العقود الأخيرة، ركّز تعاوننا على مسألة حقوق الإنسان، ونحن لدينا قضيّة مشتركة لها هدف واحد: العدالة وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وقضيّتنا لها عنوان واحد: تركيا التي أبادت مليونَي ونصف مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى، والمجتمع الدولي يعلم أنّ الإبادة الأرمنيّة كانت أول إبادة تُرتكب ضدّ الإنسانية، وتركيا ذاتها غزت واجتاحت جزيرة قبرص في سنة 1972». وقال: «لهذا، فإنّ التعاون سيستمر بين بلدينا وكنيستينا، معاً سنستمر في طلب العدالة من دون توفير أيّ جهد».

بدوره، قال انستاسيادس: «إنّ وجودي والوفد المرافق في الكاثوليكوسيّة، يعبّر عن عمق الاحترام الذي يكنّه القبارصة للأرمن في أرمينيا ولبنان وسائر بلدان الانتشار».

لقاءات اقتصاديّة

ولبّى انستاسياديس دعوة اتحاد الغرف اللبنانية برئاسة محمد شقير، فزار على رأس وفد اقتصادي مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، حيث عقد خلوة مع شقير بحضور الوزراء القبارصة، تناولت أهميّة التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، واتخاذ الإجراءات المناسبة لتسهيل الاستثمارات المتبادلة والتجارة البينيّة. وأبدى انستاسياديس إعجابه بـ«القطاع الخاص اللبناني وديناميّته، والعلاقات القويّة التي ينسجها في قبرص والاستثمارات التي يقوم بها»، مبدياً استعداد حكومته «لاتّخاذ الإجراءات المطلوبة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين».

بعد ذلك، عُقد لقاء اقتصادي لبناني – قبرصي موسّع، حضره إلى الرئيس القبرصي والوفد المرافق وشقير، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، وحشد كبير من الفاعليات الرسميّة ورؤساء الهيئات الاقتصاديّة والجمعيات والنقابات الاقتصادية وأكثر من 250 رجل أعمال من البلدين.

و رحّب شقير بـ«الضيف الكبير» والوفد المرافق، وقال: «إنّ زيارتكم تشكّل دليلاً قوياً على مدى اهتمامكم بدعم المسار الاقتصادي، وهذا ما تقوم به الحكومة القبرصيّة». وأكّد أنّ «النمو الاقتصادي هو الطريق الأكثر نجاحاً لتحقيق التنمية والازدهار والسلام».

ودعا «الصناعيّين والتجّار والمستثمرين ومقدّمي الخدمات وسائر رجال الأعمال المهتمين في البلدين، إلى اغتنام هذه الفرصة لتعزيز التعاون وخلق شراكات عمل فعليّة»، مؤكّداً أنّ «هناك الكثير من الفرص الواعدة والمشاريع المقبلة التي يمكن أن نعمل عليها سويّاً، ومنها إعادة إعمار سورية».

بدوره، شدّد رئيس غرفة التجارة والصناعة في قبرص فيدياس بيليديس، على «ضرورة تعزيز التواصل بين الغرف في البلدين لتطوير مشاريع الأعمال والتعاون»، لافتاً إلى «مجالات هامّة يمكن العمل عليها في المستقبل، ومنها قطاعات المصارف والنفط والغاز والدفاع».

وتحدّث رئيس اتحاد رجال الأعمال في البحر المتوسط جاك الصراف، فأبرز أهميّة الشراكة بين رجال الأعمال في البلدين، وقال: «اليوم هناك فرصة هامّة لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات بين رجال الأعمال في البلدين».

وأشاد بـ«المشاريع المستقبليّة بين البلدين، لا سيّما في مجال النفط والغاز»، لافتاً إلى «ضرورة خلق استراتيجيّة مشتركة لخلق فرص عمل في البلدين».

وأشار وزير الخارجية القبرصي لوانيس كاسوليديس، إلى أنّ «هذا اللقاء يؤدّي إلى تحقيق نقلة نوعيّة في العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، خصوصاً أنّ حكومتَينا قد جهّزتا الأطر القانونيّة اللازمة لذلك».

من جهته، شدّد انستاسياديس على «أهميّة تفعيل العلاقات الاقتصادية من خلال زيادة الاستثمارات والمبادلات التجاريّة»، لافتاً إلى أنّ «مجلسَي الأعمال في البلدين لهما دور هام في هذا الإطار، خصوصاً أنّ العلاقات بينهما متينة وهي تنمو باستمرار».

بعد الانتهاء من الكلمات، قدّم شقير مع رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي ورئيس غرفة صيدا محمد صالح، درع اتحاد الغرف اللبنانية إلى الرئيس القبرصي، كما قدّم شقير للضيف كتاب غرفة بيروت وجبل لبنان.

ثمّ بدأت جلسات العمل، وتحدّث بداية وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصي جورج لاكوتريبيس، عن التعاون في مجالَي السياحة والنفط والغاز، مؤكّداً «وجود فرص كبيرة في هذين القطاعين».

وتحدّث عضو هيئة البترول والغاز في لبنان وسام ذهبي ممثّلاً وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، عن التقدّم الحاصل مسار استخراج النفط والغاز في لبنان، والخطوات التي قامت بها الحكومة اللبنانية في هذا الإطار.

كما تحدّث رئيس جمعيّة الصناعيين اللبنانيين فادي الجميّل عن النجاحات التي حقّقها البلدان في المجال الصناعي، داعياً إلى «التعاون لخلق تكامل في صناعات محدّدة لزيادة قدرتها التنافسيّة في الأسواق العالميّة».

كذلك دعا إلى «التعاون والاستفادة من لبنان للدخول إلى الأسواق العربية والأفريقية، والاستفادة من قبرص للدخول إلى الأسواق الأوروبية».

وفي جلسة فرص الاستثمار، تحدّث رئيس «إيدال» نبيل عيتاني، الذي عرض الميزات الاستثمارية التي يتمتّع بها لبنان.

ثمّ أشار رئيس نقابة المقاولين اللبنانيّين مارون الحلو، إلى «اهتمام اللبنانيّين بالاستثمار في قبرص في ظلّ سعي الحكومة القبرصيّة إلى تشجيع الاستثمارات عبر توفير التسهيل والحوافز اللازمة»، لافتاً إلى «اهتمام رجال الأعمال اللبنانيّين بالاستثمار في قطاعي التطوير العقاري والبناء».

وتحدّث رئيس مجلس الأعمال اللبناني القبرصي جورج شهوان عن تطوّر العلاقات الاقتصادية في البلدين.

وتحدّث رئيس مجلس الأعمال القبرصي أنطوني حجي روسوس، فعرض الميزات التفاضليّة التي يتمتّع بها الاقتصاد القبرصي، لا سيّما على مستوى «الاستثمار في ظلّ قانون عصري لتشجيع الاستثمار يوفّر الكثير من التسهيلات والحوافز للمستثمرين».

وبعد الانتهاء من جلسات العمل، أُقيم غداء في «نادي الأعمال» في غرفة بيروت وجبل لبنان على شرف الوفد القبرصي، ثمّ عُقدت لقاءات عمل ثنائيّة بين رجال الأعمال القبارصة ونظرائهم اللبنانيّين للبحث في إمكانيّة خلق شراكات عمل بين الطرفين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى