قالت له

قالت له: لو لم تكن في حياتي لكانت سوادَ ليل بلا نهار. فقال لها: على رغم فوضى ما أنال منك واللحظات الجميلة بيننا وفيض حنانك الساحر. أشعر أنك ترتبكين بتوزّع مشاعرك التائهة، وأتساءل لماذا يصعب عليك انتقاء الكلمات بيننا في لحظات الخلاف، وتندلع حروبك القاسية عليّ، ولماذا يضيق صدرك بكلماتي الناعمة عتاباً عندما أتساءل عن التخصيص بالاهتمام؟

فقالت: لأنك حبيبي، فقال: لم أقل هذا لو لم يكن الآخرون الذين أعرف أنهم أقلّ مكانة وشأناً عندك يحظون منك بالتحضير والتأني لكل خطوة تقابل خطوة بعناية، فتجدين كل ترتيبات اللياقة لاستقبال لحظات تخصّصينها لهم بدقّة وتخلقين لها مناخات تناسب ما تريدين منها من سائق التاكسي إلى مدير العمل.

فقالت: لأنك الدنيا التي أحياها بلا تصنّع، فهل تريدني أن أتغير وأصير في موعد رسميّ معك؟ فقال لها: أكثر الطعام فائدة وصدقاً بما يحتوي لا يجذبنا كفاكهة تزيّنت ألوانها وعبق رائحتها ونضارة محيّاها. والفرق كبير بين التصنّع وأن نقدّم الأفضل للأفضل، وهذه قيمة النفس الإنسانية المتواضعة، أن تجهد لتكون منصفة، لا أن تكتفي بادّعاء صدق المضمون ونقائه لتمارس استبداد الضحية أو استعباد المظلوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى