وانكتب النصر!
إنه أحد حماة الديار لم يشم على يده ولكن دمه كان يحمل وشماً خاصاً، يحمل حقاً ودمشقَ!
وقلبه ينبض جغرافية حشر.
قال رسول السماء إنها بلاد الشام!
وانطلق سهاماً، رصاصا في رؤوس أرسلها الشيطان، رؤوس حشيت كرهاً وتخدّرا وأكاذيب حتى على كلمة الله!
انطلق رصاصاً يحصد من هذه الرؤوس ما جعل رأسه هدفاً للشيطان الذي تدخّل بِاسم وصاية كونية ملوّثة بأحطّ وأقذر الوسخ الكوني.
ولكن الشهيد ينطلق من جثمانه شعاعاً ينزرع في عزم رفاقه وفي إرادتهم! وإذا الأرض بادية تنخسف بفلول هذا الوسخ الكوني!
كان في الطرف الآخر أخ له يستند إلى شجرة بطم في جبل البلعاس! تقول هذه الشجرة: أنت أنت يا صديقي.
ـ أتكلمينني أيتها الشجرة؟
ـ بلى بلى، انظر إلى ذلك الومض السماوي، إنه غمام يمطر إرادة حياة! بلى إنني شجرة وحسب ولكنني انزرعت في جبل البادية كشاهد على ما يجري. أتسمع مناجاة الغمامة يناديك، إنها روحها، إنها روح أخيك. فمن تحمل هذه تحمل الغمامة!
اسمع إنه يناديك: يا أخي اطلب، اطلب أي شيء فسوف أبلّغ من رفعني إلى جواره وسيستجيب!
أخي أخي، لا، ماذا أطلب؟
ولكنني سأنطلق في إثرهم في إثر رؤوسهم وأياديهم وأرجل هذا الوسخ الكوني،
أطهّر بلادي منهم، وسوف أستمرّ يا أخي ـ والله على ما أقول شهيد ـ سأستمرّ إلى أن… نعم إنني سأطلب أن يرزقني الله الشهادة كما رزقك إيها أنت يا أخي! ذلك طلبي الوحيد.
وراحت شجرة البطم تبلّغ قاسيون نبأ الأخوين!
الله ، الله، يا سدنة قاسيون، بهذه الروح أنتم تنتصرون عاشت دمشق إلى الأبد، تتواصى وأخواتها بالحق وتتواصى بالصبر!
بلى بلى، وبهما تنكتب الشام شاهدة على تاريخ هذا النصر!
د. سحر أحمد علي الحارة