قدّاس بمناسبة الذكرى السنوية الـ102 لمذابح «سيفو» على يد العثمانيّين
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية بعد المئة لمذابح الإبادة السريانيّة «سيفو 1915»، أقامت بطريركية إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مساء أمس، قدّاساً إلهيّا ترأّسه قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، وذلك في كاتدرائية مارجرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس في باب توما بدمشق.
ودعا البطريرك أفرام الثاني حكومات وبرلمانات العالم إلى الاعتراف بالمجازر، منوّها بموقف بعض البرلمانات التي اعترفت بالإبادة، مطالباً الدول التي تعمل على تأجيج الأزمة في سورية بالتوقّف عن ذلك.
وقال البطريرك أفرام الثاني، إنّ «ذكرى الشهداء الذين ارتقوا ضحيّة إيمانهم في الإبادة والمجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية آنذاك بحقّ السريان وإخوانهم من أرمن وكلدان ويونان، تجعلنا نتذكّر البطولات التي خاضها أباؤنا وأجدادنا وهم يواجهون السيف والقتل والذبح والتنكيل والعذاب وهم متمسّكون بإيمانهم ومعتقداتهم أمام التهديد بالموت، وهي تعطينا الدافع والحافز للبقاء والصمود على أرضنا وفي وطننا سورية، والتجذّر فيها والدفاع عنها في وجه ما تتعرّض له من إرهاب تكفيري يستهدف أبناء الوطن جميعاً».
وأضاف أنّ «ذكرى المجازر التي ذهب ضحيتها نصف مليون من السريان وأكثر من مليون ونصف المليون من الأرمن، ستبقى حيّة في قلوبنا، وسنظلّ نذكرهم في صلواتنا، خاصة ونحن نتعرّض لأخطار وإبادة جديدة تستهدف أبناء سورية كما تستهدف أمن واستقرار المنطقة».
وقال البطريرك أفرام الثاني، إنّ «هذه الذكرى يشوبها الألم والحزن، مع غلبة الفخر والاعتزاز بالشهداء من أبناء الشعب السرياني الذي كابد صنوف الاضطهاد من تمييز عنصري وتنكيل في مذابح الإبادة».
وتضرّع قداسته إلى الله تعالى بأن يرحم شهداء سورية وشهداء مذابح سيفو في كلّ شبر من تراب هذا الوطن الغالي وفي المنطقة، وأن ينصر جيشنا العربي السوري البطل، وأن يشفي الجرحى وأن يعيد مطرانَي حلب المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي وكلّ مفقود ومخطوف إلى أهله وذويه.
وشارك في القدّاس عدد من رؤساء وممثّلي الطوائف المسيحية في دمشق، وفعاليّات حزبية واقتصادية وشعبية.
وبعد انتهاء القدّاس، انطلقت مسيرة شموع من مقرّ البطريركية إلى حديقة شهداء السريان، تقدّمها البطريرك أفرام الثاني وأيقونة تمثّل مذابح الإبادة الأرمنيّة سيفو والذخائر المقدسة لشهداء السريان، حيث عزفت فرقة مار أفرام السرياني الكشفيّة النشيد الوطني السوري.