طربيه: لتحييد القطاعات المصرفية الخليجية عن النزاع السياسي الحاصل
جدّد رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية والأمانة العامة للاتحاد د. جوزف طربيه تأكيد العمل على «تحييد القطاع المصرفي العربي عن الصراعات السياسية في المنطقة، وكذلك تحصينه في وجه منظومة العقوبات الدولية التي تحاصر القطاعات المالية في العالم بأسره، خاصة منطقتنا العربية وذلك عن طريق تقوية دوائر الامتثال في المصارف العربية وتحسين إدارة المخاطر فيها وعقد المؤتمرات والندوات والحوارات بمشاركة المؤسّسات الدولية والبنوك المراسلة ودوائر القرار والخروج بالقطاع المصرفي إلى دائرة الضوء كقطاع يختزن بذور التقدم لمجتمعاته وأوطانه بما يساعد في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والشمول المالي».
وقال طربيه خلال حفل إفطار على أقامه على شرف الصحافة والإعلام في فندق «موفنبيك»: من أجل حماية مصارفنا العربية وانفتاحها على مراكز القرار المالي في العالم، قام اتحادنا بعدة مبادرات أصبح لها الطابع المستمر إذ يتكرّر سنوياً كمنصّة الحوار التي أنشأها الاتحاد بين البنوك العربية والبنوك الأميركية والمؤسسات الدولية والبنوك الأوروبية، حيث عقدنا العديد من المؤتمرات في مجلس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، وفي مقرّ منظمة OECD في باريس، وغيرها من المنظمات الدولية، سعياً للتعاون والتنمية لتطوير تحالفات استراتيجية في إطار مكافحة تمويل الإرهاب، وذلك من أجل خلق علاقة مباشرة بين مصارفنا العربية وهذه المؤسَّسات الدولية. ونعمل الآن على عقد أكبر مؤتمر مصرفي عربي ـ أميركي في نيويورك، ينظمه اتحاد المصارف العربية في مقرّ البنك المركزي الفدرالي الأميركي في تشرين الأول المقبل، يليه حفل عشاء بحضور أكثر من 111 مصرفياً، بالتعاون مع جمعية المصرفيين العرب في شمال أميركا BMY. كما سيستضيف بنك أوف نيويورك ميلون ABANA في مقرّه في نيويورك، اجتماعاً لاتحاد المصارف العربية يليه حفل غداء تتبعه لقاءات ثنائية ما بين المصارف العربية والمصارف المراسلة الأميركية. وأرجو أن تسجلوا هذا التاريخ منذ اليوم لمتابعة هذا الحدث، أما المصارف العربية فهي مدعوة للمشاركة وفقاً للترتيبات المُعدّة التي سيعلن عنها في حينه».
ولفت إلى أنّ «أهمية توقيت هذا المؤتمر الذي يأتي في ظلّ تصاعد موجة الضغوطات التي تتعرض لها المصارف العربية، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات، إذ سيشكل هذا المؤتمر الذي سيعقد تحت عنوان: «مكافحة الإرهاب وتمكين العلاقات مع المصارف المراسلة» منصّة تجمع المصرفيين العرب ومصرفيين من الولايات المتحدة الأميركية مع قادة ومسؤولين من السلطات الرقابية والتنظيمية والتشريعية الأميركية، لبحث المواضيع الراهنة، فيما يتعلق بالعقوبات، وعلاقة البنوك المراسلة، وذلك عطفاً على التطورات والتعديلات الطارئة على المشهد الرقابي والتنظيمي، وتحديداً في ما يتعلق بالمتطلبات الأكثر صرامة التي دفعت بعض المصارف الأميركية إلى إقفال حسابات ووقف علاقتها مع بنوك، في ظلّ القوانين والتشريعات الصادرة في هذا المجال».
ولفت إلى «أنّ شبكة العلاقات الدولية التي أنشأها اتحاد المصارف العربية، وُضعت دائماً في خدمة مصارفنا. فقد كان الاتحاد حاضراً في معالجة التعقيدات الناشئة للمصارف في بلدان الحراك العربي في سورية والعراق واليمن وليبيا، كما كان فاعلاً في ملف الدعوى المقامة على البنك العربي في الولايات المتحدة، وساند هذا المصرف في كلّ مراحل المقاضاة سواء كان ذلك بالمشورة أم بتقديم المداخلات الرسمية لصالح المصرف أمام المحاكم، ما حجَّم الأضرار وحصَرها. كما ساند اتحادُنا السودان داعماً تحركها للخروج من العقوبات وقد بدأ هذا المسار الإيجابي يحقق النجاح.
كما ساند الاتحاد لبنان بعد أن أطاحت العقوبات الأميركية بالبنك اللبناني الكندي، ما ساعد في بناء العلاقات الإيجابية بين جمعية مصارف لبنان ووزارة الخزانة الأميركية.
كما يتابع الاتحاد اليوم بقلق تفجر الخلافات الخليجية وانعكاسها على القطاع المصرفي القطري. وما يقلقنا التدهور المفاجئ والسريع في الأوضاع في اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي، هذا الاتحاد الذي طالما اعتبرناه مفخرة للعرب ونموذجاً لمستقبل وحدتهم وتعاونهم وتعاضدهم. وإنّ اتحاد المصارف العربية يدعو إلى تحييد القطاعات المصرفية الخليجية عن النزاع السياسي الحاصل، وسيساند كلّ عمل إيجابي يسير في هذا الاتجاه، كما يدعو دولة الكويت إلى الاستمرار في وساطتها المباركة لحلّ الخلافات داخل البيت الخليجي بما يدعم استئناف مسيرة مجلس التعاون الخليجي ويحفظ مكانته ويعزز دوره في خدمة أعضائه».