زاسيبكين: وقفنا بحزم مع دمشق ولا نزال.. واستطعنا أن نساهم في إنقاذ وحدة الدولة السورية خيرالله: سورية هي بلادنا ونحن اليوم أمام مشهد قد يُفضي إلى تقاسم نفوذ جديد

نظمت منفذية الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاءً حوارياً مع سفير روسيا الاتحادية في لبنان الكسندر زاسيبكين بعنوان «البعد الاستراتيجي للدور الروسي»، وذلك في قاعة الرابطة الثقافية الرياضية بيصور، بحضور عميد الخارجية حسان صقر عميد الثقافة والفنون الجميلة منفذ عام الغرب د. خليل خيرالله، عميدة البيئة ليلى حسان، العميد رئيس الندوة الثقافية د. زهير فياض، عضو المجلس الأعلى المندوب السياسي لجبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي، عضو هيئة منح رتبة الأمانة بدري شهيب وعدد من المسؤولين.

كما حضر قائمقام عاليه بدر زيدان، الشيخ سلمان النمر ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين نصر الدين الغريب، وكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي بلال جابر، مسؤول منطقة الغرب في الحزب الديموقراطي اللبناني نديم يحيى، محمد الحكيم ممثلاً حزب الله وعلي القاضي عن حركة أمل، غابي صادق ممثلاً التيار الوطني الحر، مسؤول المكتب السياسي في تيار التوحيد شفيق باز، الأميرة حياة أرسلان، مدير عام الاستشارية للدراسات الاستراتيجية د. علوان أمين الدين، رئيس بلدية بيصور نديم ملاعب وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات الجبل، وحشد من أبناء منطقة الجبل والقوميين الاجتماعيين.

قدّمت للحوار زينة حمزة عبد الخالق فرحّبت بالسفير زاسيبكين وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية والهيئات والفعاليات في المنطقة، لافتة الى ان هذا اللقاء يأتي في سياق إلقاء الضوء على دور روسيا المحوري في السياسة الدولية، خصوصاً بعد دورها الحاسم في سورية في الوقوف الى جانب دمشق في حربها على الإرهاب.

ثم كانت مداخلة للدكتور أمين الدين تناول فيها الدور الروسي في النظام العالمي الجديد، لافتاً الى أن استخدام الفيتو الروسي لأول مرة في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية كان بمثابة بداية مرحلة جديدة في العلاقة الدولية، ما أعاد التوازن الى العلاقات السياسية الدولية بدلاً من سياسة الهيمنة والآحادية القطبية.

خيرالله

وألقى منفذ عام الغرب د. خليل خيرالله كلمة فقال: «إن الأمة السورية وحدة طبيعية واقتصادية تتمتع بدورة اقتصادية ووحدة شعبية واستراتيجية واحدة، وحدودها من جبال طوروس الى البحر الأبيض المتوسط الى سيناء الصحراء وحتى الى خليج العجم او الخليج العربي – الفارسي، هذه البلاد واحدة تعاني اليوم ازمة، ونحن اليوم أمام مشهد قد يُفضي الى تقاسم نفوذ جديد، ولفت الى ان الوحدة الاجتماعية بين الناس لو حصلت لما كانت هذه التقسيمات الداخلية وهذا التفسخ الداخلي الموجود في بلادنا».

ولفت خيرالله الى أن روسيا باتت رقماً صعباً ولاعباً أساسياً في السياسة الدولية، بعدما أثبتت جدارتها في التعاطي مع الأزمات التي شهدها العالم بشكل عام وأوضاع منطقتنا بشكل خاص، وفرضت نفسها قوة أساسية في الحرب على الإرهاب بالفعل لا بالقول، ولفت الى أن «موسكو تلعب دورها سياسياً وعسكرياً في المعركة ضد الإرهاب»، وقال: «العالم بات يقر بدور موسكو وقرار قيادتها ممثلة بالرئيس فلاديمير بوتين الذي أعاد التأكيد في خطابه الأخير الإستمرار بمكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه».

زاسيبكين

السفير زاسيبكين استهل كلامه بالإشارة الى اللقاء الحواري السنوي الذي يجريه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الشعب الروسي، والذي تمحور حول الأوضاع الداخلية في سورية، والوضع الاقتصادي والظروف المعيشية وأفق التطور الاقتصادي في روسيا، وكان جواب الرئيس بوتين ايجابياً على هذه الأسئلة والاشارة الى بداية النمو الاقتصادي خلال الفترة الاخيرة رغم الظروف المعروفة والصعبة نتيجة انخفاض أسعار المشتقات النفطية والعقوبات المفروضة على روسيا، وتابع: «لكن نحن من جانب آخر تعودنا على هذه الحالة منذ عهد الاتحاد السوفياتي والآن في عهد روسيا الاتحادية، وهذا ربما نتيجة النهج السياسي المستقل الذي تمارسه روسيا خلال 17 السنة الأخيرة بقيادة الرئيس بوتين، وهناك إجماع وطني روسي قائم بالنسبة للنهج السياسي الخارجي الذي تعتمده موسكو».

الغرب يريد الاستمرار في سياسة التوسّع

وقال: «نطرح خلال كل هذه الفترة أجندة بناءة، ودائماً ندعو الى الشراكة ونتخذ الإجراءات لذلك، نبادر في الاشياء الكثيرة بالنسبة لتطوير التعاون بين الدول، خاصة مع الدول الغربية، ولدينا علاقات تاريخية مع الدول الاوروبية، كما أننا نريد التعامل البنّاء مع أميركا». وأضاف: «الغرب يريد الاستمرار في سياسة التوسّع وخلال الربع القرن الأخير توسّع في المجالات الجغرافية كلها، باتجاه المجال الاورو – الاطلسي والشرق الاوسط والأماكن الأخرى، ونحن نشاهد هذا التوسع بالاشكال المتنوعة وبمجمل الاحداث خلال الفترة الاخيرة، وبالتالي تعمل روسيا في مجلس الأمن من أجل مواجهة هذه التطلعات الغربية نحو الهيمنة الغربية على العالم».

كذلك أشار السفير زاسيبكين الى ما تتمتع به موسكو من قدرات عسكرية وسمعة جيدة على الصعيد الدولي، ومن هذا المنطلق نرى اليوم هجمة ضد روسيا أشمل مما كانت في عهد الاتحاد السوفياتي، ونحن نتطلّع الى الشرق الأوسط حيث كانت الصعوبات العربية خلال السنوات الأخيرة تقريباً بالاسلوب عينه الذي كان بالنسبة للاتحاد السوفياتي، فهذه المحاولات هي لاستخدام الاوضاع الداخلية لإستجلاب التدخل الخارجي وخلق المشاكل وزرع الفتن في هذه الدول، وتعرفون تطور الاحداث في الشرق الاوسط خلال هذه السنوات الأخيرة وكيف وصلنا الى المواجهة والصدام في سورية».

وأشار أنه «منذ اليوم الاول للاحداث كانت وجهة النظر الروسية انه يجب إيجاد الحلول عبر الحوار الوطني في كل دولة من دون اللجوء الى التدخل الخارجي، ووقفنا بحزم في ما يخص سورية بشكل خاص ولا نزال على الموقف عينه خلال هذه السنوات كلها. وقد استطعنا ان نساهم في إنقاذ وحدة الدولة السورية وانتقلنا الى الفكرة وتطبيقها في وقف الأعمال العدائية، والتأسيس لمسار اجتماعات استانة، والآن نحاول تطبيق فكرة تخفيف التوتر في المناطق، وفي الوقت عينه نواصل تنفيذ المهمة السياسية وهي تحرير الاراضي السورية من الارهابيين والقضاء على الارهاب، ونحن كما تعرفون في هذا المجال نتعاون مع الجميع».

وتابع: «المعروف أن الرئيس بوتين طرح مبادرة تشكيل التحالف الواسع المعادي للإرهاب، فنحن منذ البداية لدينا ولا نزال تساؤلات بالنسبة للمعنى الحقيقي للتصرفات الاميركية، والاطراف المتعاونة معها في الاراضي السورية، وهل هذه التصرفات رامية الى مكافحة الارهاب او هناك أهداف اخرى وخلفيات، والواضح ان محاولات منع تقدم الجيش السوري وحلفائه تدل على ماهية الأهداف. ومن حيث المبدأ نعتبر كل التصرفات خارج التنسيق مع السلطات السورية غير شرعية، عندما ندعو الى تشكيل التحالف ننطلق من مبدأ الشيء الإجباري لكل الدول والاطراف وهو أن تفهم خطورة الارهاب، وانطلاقاً من هذا يجب تحاشي الاعتبارات الاخرى للخلافات والمنافسة الإقليمية، ولكن ما يحدث شيء معاكس».

التنسيق مستمرّ مع سورية وحلفائها

ولفت زاسيبكين الى أنه «ليس هناك أي نتائج ايجابية من اللقاءات المحتملة بين الجانب الروسي والإدارة الاميركية الجديدة، واستراتيجياً هذا الموضوع مفتوح ولا يمكن أن نبني التكهنات بشكل واضح بالنسبة للمرحلة المقبلة. ونحن طبعاً سوف نواصل التعاون في اطار دول بريكس وشانغهاي مع دول مثل الصين والهند، خصوصاً حول سورية. وبالطبع التنسيق قائم مع النظام في سورية وجيشها والسلطات الرسمية وكل حلفائها. أما مسار استانة فسيبقى مستمراً، ونتمنى ان يكون هناك تعاون للأطراف الثلاثة الضامنة وان يكون هناك انضمام لأطراف أخرى. وهذا مهم جداً بالنسبة لاهداف الحل في سورية ومنطقة الشرق الاوسط، وكما وقفنا منذ البدء وساعدنا في الحفاظ على وحدة الدولة السورية سوف نواصل هذا النهج ونرفض إعادة رسم الخطوط في هذه المنطقة».

وختم زاسيبكين مؤكداً أن بلاده تقف «ضد محاولات تشكيل الكانتونات الطائفية، وتؤيد الديموقراطية التعددية وتعمل لتعميق مفاهيمها وتطبيقها في العالم».

بعد ذلك ردّ زاسيبكين على اسئلة الحضور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى