اللجام الأميركي للتركي و«الإسرائيلي»

نور الدين الجمال

يؤكد مصدر دبلوماسي عربي أنه لو كان هناك غطاء جوي دولي جدي في الحرب التي أعلنها التحالف على تنظيم «داعش» في العراق، لتمكّن هذا البلد من القضاء على «داعش» في فترة قصيرة، ولكن كما هو واضح فإن طبيعة الغارات الجوية التي نفّذت ضد هذا التنظيم لا تساعد في التقدّم الميداني بالتلازم مع الدور التركي المشبوه والداعم بصورة علنية للإرهاب الذي يعاني منه العراق وسورية.

ويرى المصدر: أن قيام التحالف وتشكيله كان منطلقه في الأساس لأسباب داخلية أميركية من جهة لناحية تأكيد وجود الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة وصراع محاور إقليمية، ولذلك، فإن الإدارة الأميركية دخلت في مأزق، خصوصاً أن هناك تساؤلات أصبحت تطرح حتى داخل الإدارة الأميركية إلى متى تستمر هذه الغارات الجوية ضد تنظيم «داعش» بالشكل الذي يحصل حالياً والذي لا يساعد فعلياً في هزيمة «داعش». وهذه التساؤلات حجمها أكبر عند الدول الأوروبية وهي نأت بنفسها عن التدخل في سورية، لأن عدداً كبيراً من هذه الدول تجري اتصالات مع سورية منذ فترة وإن كانت طبيعتها أمنية، ولكن في بعض جوانبها سياسية أيضاً، كما أن هناك مخاوف عند الأوروبيين من ارتداد الإرهاب عليهم. ويشير المصدر الدبلوماسي إلى أنه من هنا يأتي التدافع الأوروبي لفتح خطوط التواصل مع دمشق وقد ترجم هذا التوجه من خلال الاتصالات واللقاءات التي أجراها بعض ممثلي الدول الأوروبية مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعيداً من الأضواء والإعلام على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح المصدر بأن لسورية والعراق موقفاً حازماً ومشتركاً من دور تركيا المشبوه والمتآمر على أمن وسيادة واستقرار البلدين، لأن أردوغان يحاول مستميتاً تعويض خسارته للإخوان المسلمين في مصر من خلال المواقف التركية المعادية لكل من سورية والعراق، وتجاه هذه المواقف التركية تحاول مصر من جانبها ممارسة الضغوط على المملكة العربية السعودية لاتخاذ موقف واضح من عملية احتمال تدخّل عسكري تركي في سورية تحت أي ذريعة، لأن تركيا كما يبدو تجهز قوة عسكرية على الأرض وتدفع بـ«داعش» في الوقت نفسه لضرب الأكراد في المناطق الحدودية وتحديداً في مدينة عين عرب وريفها وهذا الأمر لم يكن ليحصل لولا الدعم التركي والتسهيلات التي قدمت إلى «داعش» للقيام بالهجوم على القرى الكردية في المنطقة.

ويضيف المصدر: لكن إزاء هذا الواقع على الأرض وما تحاول تركيا تنفيذه داخل الأراضي السورية من إنشاء منطقة عازلة تكون قاعدة للجماعات الإرهابية لقتال الجيش العربي السوري ولتدمير البنى التحتية في سورية، إلا أن الإدارة الأميركية حتى اللحظة لا توافق الحكومة التركية على هذا التوجه وهي ضد أي عمل ميداني تركي داخل سورية. كذلك الولايات المتحدة الأميركية وبحسب المصدر الدبلوماسي لا تشجع محاولة «إسرائيل» أيضاً إنشاء منطقة عازلة في جنوب سورية وإن كانت كل من تركيا و«إسرائيل» يحاول الضغط على الإدارة الأميركية لإجبارها على إعطاء الضوء الأخضر إلى تركيا بالتدخل عسكرياً باعتبارها القوة الوحيدة في المنطقة المؤهلة والمجهزة للقيام بهذا الدور، وإذا حصلت تركيا على الضوء الأخضر الميركي وكذلك «إسرائيل»، فهذا يعني أن المنطقة ستدخل دوامة من الحروب الإقليمية ويمكن أن تخرج عن السيطرة كما قال وزير الخارجية الروسي أخيراً، ومن هنا جاء التحذير الإيراني الأخير ولو بلغة دبلوماسية إلى المسؤولين الأتراك عبر الاتصال الذي أجراه وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جواد ظريف مع وزير الخارجية التركي بعد موافقة البرلمان التركي على السماح بدخول قوات عسكرية تركية إلى سورية والعراق لمحاربة تنظيم «داعش» عندما تقتضي الضرورة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى