أمّهات مختلفات في دراما 2017

آمنة ملحم

لم تمر أدوار الأمومة في الأعمال الدرامية مرور الكرام هذه السنة، بل كان لعدد من الفنانات ظهورهن الاحترافي المؤثّر والمختلف كأمّهات جبلن من عاطفة وجدّية.

هي تلك الأمّ الصلبة التي نحتت مشاهدها هذه السنة على الشاشة الفضّية ببراعة نجمة لطالما سطع وهجهها في الدراما. النجمة القديرة منى واصف وبأدوات فنان متقن صنعته، جبلت ملامح أمومتها العميقة في مسلسل «الهيبة» مع ملامح المرأة العتيدة التي لا تهزّها الرياح مهما اشتدّت، لعمق تمسكها بعشائريتها التي كبّلت أولادها بها كما كبّلت نفسها، لتقابل حتى الموت بعبارة «الحيّ أبقى من الميت». ومع هذا الدور، فتحت الفنانة منى واصف نافذة جديدة لأدوار الأمومة التي لطالما قدّمتها الدراما السورية بنمط المكسورة المكبّلة بعواطفها الجيّاشة. كما ظهرت في «شوق» كأمّ منطقية عقلانية توازن بين عواطفها وعقلها في التعامل مع أبنائها ومع مَن حولها.

وصعد دور الفنانة ضحى الدبس في «الرابوص» إلى الواجهة بتأديتها دور الأمّ الصامدة رغم قسوة زوجها و«عطالته» التامة في الحياة، ليقتصر وجوده كسكّير مخمور على الدوام، مغيّباً عقله وواجباته الحياتية كلّها. لتُلقى أعباء الحياة والفقر على كاهل الزوجة بقسوة درامية تزداد مع مصائر الأبناء ضحايا الأب أيضاً. ولتسير على المنوال ذاته، الأمّ في «لست جارية»، حيث تبقى واقفة متّزنة رغم كلّ ما فعله بها زوجها الخائن. ولكن بهدوء جعل من الاستماع إلى حديثها حين تنطق جمالية وإقناعاً مجبولاً بالمنطق ينتظره المُشاهد.

كما كانت للفنانات الشابات أدوار أمومة فعّالة هذا الموسم حيث ظهرت الفنانة كندة حنّا بدور الأمّ التي تتحمّل طغيان زوجها وعدم غفرانه، لتصبّ كامل عواطفها على طفلتها الرضيعة التي تُفاجأ بإصابتها باللوكيميا كحالة نادرة جدّاً لرضيعة حديثة الولادة، حيث استطاعت تأدية دور الأمّ بانفعالات وحالة وجدانية مقنعة بعيدة عن التصنّع وأقرب إلى المصداقية. فبدت مشاهدها حقيقية بتقنية جديدة عليها في الدور ككل، حيث بدت فيه مختلفة وقدّمت نفسها بشكل مختلف هذه السنة.

وظهرت الفنانة الشابة حديثة العهد في الدراما ولاء عزّام ظهوراً موفقاً بدور الأمّ في «باب الحارة»، التي تضحي كي يعيش طفلها حياة كريمة مع أسرة «أبو عصام»، وتجعل من نفسها خادمة في المنزل كي تبقى قرب طفلها. ومع هذا الدور، تكون عزام قد قدّمت نفسها بتنوّع دراميّ منذ بداية عمرها الفنّي ما يفتح أمامها أبواباً بعيدة عن النمطية للمراحل العمرية.

وبإطلالة ظريفة بدت الفنانة مرح جبر كأمّ تلاحق حياة ابنتها العروس في «سنة أولى زواج»، لتصنع المنغّصات لحياتها مع زوجها على الدوام لصالح الاتيكيت وممارسة طقوس «الحماية» بطرافة بعيدة عن الهزلية. وكذلك حال الفنانة رنا شميس في «أزمة عائلية» التي أدّت دوراً محورياً في العمل كأمّ تحاول تحقيق التوازن ما بين الأبناء والزوج بلفتات كوميدية ناجحة جعلت منها نجمة في العمل الأقرب إلى الجمهور السوري هذه السنة، ككوميديا موقف حمل المضحك المبكي بأداء مقنع وممتع من أبطاله، وبنصّه الملامس الواقع المعيشي بهمومه وأنماط شخصياته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى