بري: بيني وبين رئيس الجمهورية اتفاق وتطابق وأكثر من انسجام
أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن قانون الانتخاب «تسوية لبنانية توافقية كاملة»، معلناً أن أي تعديلات تمسّ جوهر الاتفاق لن تمشي. وعزا عدم زيارته الأسبوعية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الظروف الأمنية مؤكداً أن ما بينهما «هو اتفاق وتطابق وأكثر من انسجام».
كلام بري نقله عنه نقيب الصحافة عوني الكعكي الذي زار عين التينة برفقة مجلس النقابة.
وردً بري على أسئلة أعضاء المجلس، فوصف قانون الإنتخابات بأنه «قانون لبناني وتسوية لبنانية توافقية كاملة»، مشيراً إلى أن كل فريق سيخسر مقاعد، لكن الوطن هو الرابح الأول.
أضاف «إن هذا القانون هو نصر حقيقي للبنانيين جميعاً ولتوافقهم وقد أعطى جرعة تفاؤل وخلق جواً من الاطمئنان».
وشدّد على أهمية ووجوب اعتماد البطاقة الانتخابية الممغنطة او الإلكترونية، وقال «إننا كنّا أول من بادر إلى هذا الطرح الذي لقي إجماعاً فورياً من كل الأطراف. وتأمينها ليس بمعجزة وهي تؤمِّن وتعزِّز الشفافية وتحافظ على كرامة الناخب والمرشح، ويمكن استعمال تذكرة الهوية ألكترونياً».
قيل له هناك ثلاثة مقاعد شاغرة في المجلس النيابي مقعد رئيس الجمهورية وروبير فاضل وبدر ونوس ؟
أجاب: «يجب أن تجري انتخابات فرعية لملء هذه المقاعد».
ورداً على سؤال قال: «هذا القانون تمّ بسرعة هائلة نتيجة العوائق التي وضعت، وقد يحتاج لبعض التعديلات التي تندرج في التصحيح وغير ذلك، وقد قمنا بالكثير من التعديلات والتصحيحات، فإذا كانت هناك أخطاء من هذا النوع يمكن تصحيحها، ولكن إذا كان المطلوب تعديلاً يمس الاتفاق لا سيما ما نوقش ورفض فإنه لن يمشي».
ورداً على سؤال عن العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون وانعدام وجود كيمياء بينهما، اعتبر بري أنه «لا توجد كذبة شائعة تعادل هذه الكذبة»، لافتاً إلى أن حصل سوء تفاعم بينهما في السابق بسبب عدم نزول عون إلى المجلس النيابي والتصويت ضد التمديد.
وأشار إلى أنه عندما عاد الرئيس سعد الحريري وسار بتأييد العماد عون لرئاسة الجمهورية «زارني الجنرال فقلت له بالتأكيد سأشارك في انتخاب الرئيس، ولكن لن أصوّت لك، لأنني التزمت بالتصويت لسليمان فرنجية، فإذا انسحب فرنجية سأصوّت لك، وفي الوقت نفسه سأؤمن نصاب الجلسة والنصاب في جيبي. وبعد انتخابه واثناء استقبال المهنئين اتفقت معه على فتح صفحة جديدة للتعاون، وفعلاً نحن نتعاون، ولكن أحياناً مَن هم حولك يؤثرون عليك».
سئل: يُقال إن الوزير جبران باسيل يخلق مشاكل بين الرئاسات؟
أجاب: «عليك أن تسأله هو. أنا أعرف أنني والرئيس عون لم نلتق يوماً من الأيام حتى خلال مناقشة قانون الانتخابات إلا وكان بيننا ليس فقط انسجام بل تطابق في الاتفاق. ما هي غايته ما هي غايتي؟ نحن لنا مصلحة سوياً أن يسير البلد».
وأكد أن للمجتمع المدني «فضلاً كبيراً في ما وصلنا اليه، لكن المطلوب أن يتوحّدوا وأن يركّزوا على المطالب وليس على المُطالب».
وجدّد تأكيده تعزيز دور وتمثيل المرأة في المجلس النيابي وفي باقي المؤسسات، وقال «صوتنا نحن و»المستقبل» مع الكوتا النسائية، لكن للأسف لم ينجح هذا الأمر».
ونوّه بموقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي عبّر عن ارتياحه لإنجاز قانون الانتخابات وإبقاء المقاعد النيابية على حالها.
كما جدّد التنويه بالوضع الأمني في البلاد، مشيراً إلى «أن دور الجيش والقوى الأمنية والتوافق في البلد هما اللذان يجعلان لبنان أكثر بلداً آمناً في المنطقة لا بل مقارنةً مع أرقى دول العالم».
وقال «طالما نحن متمسكون بالتوافق فلا خوف على لبنان، وعلينا التمسك بالدستور وتطبيق القوانين، وتأكدوا أن لبنان سيعود سويسرا الشرق وأكثر. المهم ألا نكون «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى» حسب التعبير القرآني كما حال العرب اليوم».
وشدّد في هذا المجال على مسألة تطبيق القوانين لافتاً إلى أن هناك 36 قانوناً لم تطبّق حتى الآن.
ورداً على سؤال عن الزيارة التقليدية الأسبوعية لرئيس الجمهورية أجاب «تعلمون أن ظروفي الأمنية هي السبب الوحيد الذي يحول دون ذلك».
وأكد أن كلفة التقارب بين إيران والسعودية «أقل بكثير مما يحصل في أكثر من مكان».
ثم استقبل بري نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، الذي قال بعد اللقاء: اتسم اللقاء بالإيجابية والانفتاح ووضعت دولته في أجواء العمل الذي نقوم به، وتطرقنا إلى المرحلة المقبلة التي ستكون ورشة إيجابية للعمل الحكومي والتشريعي أيضاً من ناحية الأولويات الاقتصادية والموازنة وأهمية إقرارهاز وهذا ما سينسحب إيجاباً على العمل في الوزارات كافة».
أضاف «كما تطرقنا إلى ما نقوم به على صعيد تطوير القطاع الصحي وتأمين الخدمات الصحية وموقع لبنان الصحي والاستشفائي في الشرق الأوسط والتحديات في المستقبل».
وعن لقاء بعبدا وما إذا كان سيشارك رئيس حزب القوّات سمير جعجع شخصياً فيه قال «سيعلن عن ذلك في حينه، وهذا اللقاء له إيجابيات كثيرة لتسيير ورش العمل في المرحلة المقبلة أكان في مجلس الوزراء أم في مجلس النواب، خصوصاً ما يتعلق بالموازنة والاقتصاد».
كما استقبل رئيس المجلس المدير العام للريجي ناصيف سقلاوي وعرض معه عمل الإدارة وما قامت وتقوم به.
من جهة أخرى، تلقى الرئيس بري برقيتي تهنئة بعيد الفطر من رئيس مجلس الشعب السوري هدية عباس ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري سعيد بوحجة.
وأبرق بدوره، إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معزياً بوفاة المستشار الأسبق هلموت كول.