الأسد… مواجهة الإرهاب وبناء الدولة
عبدالله خالد
شنّ الرئيس السوري بشار الأسد هجوما حاداً على بعض المسؤولين السوريين «المرعوبين» على خلفية تصرفات تسيء بشكل مباشر لحقوق المواطن السوري و»لا تليق بالوطن».
جاء ذلك خلال ترؤسه الثلاثاء الفائت اجتماعاً لمجلس الوزراء عقد في مقرّ الحكومة بمنطقة كفر سوسة بدمشق.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنّ أهمّ المظاهر المسيئة هي تلك المواكب الضخمة لبعض المسؤولين أو غيرهم، بالإضافة إلى قطع الطرق، مبيّناً أنّ هؤلاء المسؤولين يعكسون «مظهر المرعوب»، متسائلاً في الوقت ذاته عن الصورة المتناقضة التي يعطيها هؤلاء، التي تتمثل بأنهم خائفون ويقولون للمواطن إننا سوف نحميك.
كما انتقد الأسد بعض أبناء المسؤولين ووصفهم بأنهم «بلا قيمة أو وزن، وهم يستحقون الشفقة والازدراء»، وقال إنّ المسؤولين سوف يتحمّلون مسؤولية تصرفات أبنائهم.
وأضاف: إنّ من يعتقد أنه بسبب وقوفه إلى جانب الجيش السوري في المعركة الحالية يحق لو أن يسيء للمواطن والدولة والنظام العام… فهذا الكلام غير مقبول، ولا فرق بينهم وبين الإرهابيين… سوف نتعامل معهم بحزم وبدون تردّد».
ووجه الرئيس السوري الوزارات المعنية باتخاذ الإجراءات الرادعة والضرورية لوقف هذه المظاهر. وأضاف: «لا يشرّفنا أن يكون هذا المسؤول موجوداً في مؤسسات الدولة».
وأشار الأسد إلى وجود أسماء فاسدة على المستوى الحكومي والوطني، وأنه لا بدّ من وجود محاسبة لتحقيق نتائج في مكافحة ذلك، مبيّناً أنّ هناك «سلسلة طويلة من الفاسدين».
وقال إنّ الآليات الإدارية الموجودة حالياً لم تعد مقبولة.
وأطلق الأسد «المشروع الوطني للإصلاح الإداري» الذي يهدف لخلق منهجية واحدة ومتجانسة لكلّ الوزارات، عبر مركز «القياس والدعم الإداري». و»مرصد الأداء الإداري».
كلام الرئيس بشار الأسد في مجلس الوزراء مخاطباً عبره الشعب السوري ليس جديداً، فهو يردّده منذ حمل راية العزة والكرامة. الجديد في الموضوع هو التوقيت لأنه يؤكد انّ الحرب الكونية على سورية أوشكت على الانتهاء، وانّ الرئيس الأسد ضاعف اهتمامه بالقضايا الداخلية وفي مقدّمتها السلبيات التي رافقتها، مؤكداً انّ من أساء سيلقى العقاب وان لا تساهل مع من يسيء الى الشعب ومنجزاته. وبذلك يترافق جهد التحرير مع جهد البناء وصولاً إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية القومية المقاومة.