بغداد: تفجير «النوري» و«الحدباء» إعلان لهزيمة «داعش»
أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنّ تفجير تنظيم «داعش» لجامع النوري ومئذنته الحدباء في الموصل هو إعلان رسميّ لهزيمة التنظيم. من جانبه، نفى التحالف شنّ أيّة ضربات جوّية في المنطقة.
وفي السياق، نفى التحالف الدولي، تنفيذ أيّة ضربات في المنطقة التي يوجد فيها مسجد «النوري» التاريخي في الموصل ردّاً على الاتهامات التي وجّهها «داعش» له بتدمير المسجد.
وقال ممثّل التحالف الدولي جون دوريان أمس، إنّ «التحالف لم ينفّذ ضربات في المنطقة التي يوجد بها المسجد التاريخي في الموصل».
بدوره، وصف قائد عمليات التحالف البرّية، جوزيف مارتن، تدمير المسجد بأنّه «جريمة ضدّ شعب الموصل والشعب العراقي بأسره»، مشيراً إلى أنّ «مسؤولية ذلك تقع على عاتق داعش».
وكان الجيش العراقي قد اتّهم مسلّحي تنظيم «داعش» بإقدامهم أول أمس على تفجير مئذنة الحدباء وجامع النوري، تزامناً مع اقتراب القوّات العراقية لطرد التنظيم من موقع المسجد، «عصابات «داعش» الإجرامية ارتكبت جريمة أخرى بنسف مسجد النوري ومنارته الحدباء التاريخية»، حسب بيان الجيش.
ويقع المسجد في البلدة القديمة إلى الغرب من مدينة الموصل، حيث تستعر معارك حاسمة في الفترة الأخيرة، وكان ألقى متزعّم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي، في تموز 2014 خطبة في هذا المسجد، معلناً خلالها عن إنشاء «دولة الخلافة» وأعلن نفسه رئيساً لها.
ويُعدّ «الجامع النوري» أو «الجامع الكبير» أو «جامع النوري الكبير» أبرز مساجد العراق التاريخية، وظلّ صامداً ما يقارب 844 عاماً، ونجا من غزو المغول، إلّا أنّه لم يسلم من تنظيم «داعش».
وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني العراقي سعيد الجياشي، إنّ قيام تنظيم «داعش» بتفجير جامع النوري جامع تاريخي عمره أكثر من 900 سنة ، وهو المكان الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عام 2014 قيام الخلافة، يمثّل إعلاناً للهزيمة العسكرية، مشيراً إلى أنّ التنظيم يلجأ لهذه الأفعال كلّما اقتربت القوّات العراقيّة من مكان مهم.
وفي حديث لفضائيّة «الميادين»، ذكّر الجياشي بأنّ «داعش» قام العام الماضي في مثل هذا الوقت تقريباً بتفجير مرقد النبي يونس.
وعن الوضع الميادي، قال الجياشي إنّ القوّات العراقيّة كسرت خط دفاع «داعش» في منطقة الفاروق، ممّا سمح لها بالتقدّم إلى داخل المنطقة الصغيرة التي ما زال يسيطر عليها التنظيم داخل الموصل، مؤكّداً أنّ القوّات العراقيّة ستحسم المعركة قريباً.
وأشار الجياشي إلى أنّ عدداً من عناصر «داعش» سلّموا أنفسهم للقوّات العراقية، وذكرت معلومات عن طبيعة الانتقامات التي تحصل داخل التنظيم بين العراقيّين ومن ينتمون لجنسيات أخرى.
ميدانيّاً، أعلنت الشرطة الاتحادية العراقية عن تحرير جامع الحامدين في باب البيض والتقدّم لتحرير كنيسة شمعون في الموصل، في وقتٍ تخوض القوّات العراقيّة اشتباكات عنيفة مع «داعش» جنوب الموصل القديمة، مضيفاً أنّ الطيران العراقي يستهدف مواقع «داعش» في المنطقة.
وإذ أشار إلى أنّ القوّات العراقيّة تستهدف مواقع «داعش» بصواريخ الدروع في محور جنوب الموصل، بالتزامن مع مواجهات عنيفة مع تقدّم الشرطة الاتحادية من محور المشفى الأهلي إلى «كاراج» بغداد جنوب الموصل القديمة، لفتَ إلى وقوع اشتباكات عنيفة في باب لكش وباب البيض جنوب الموصل القديمة مع تقدّم القوّات العراقيّة في هذا المحور، بالتزامن مع مواجهات عنيفة خلال تقدّم الشرطة الاتحادية من محور المشفى الأهلي وتحقيق التماس عند كراج بغداد جنوب الموصل القديمة.
وأكّد مصدر مطّلع، أنّ عناصر من «داعش» حاولوا التسلّل وتنفيذ هجوم التفافي ضدّ القوات العراقية جنوب الموصل القديمة، كما أحبطت هجوماً لـ«داعش» جنوب الموصل القديمة.من جهته، أعلن إعلام الحشد الشعبي عن انطلاق عمليات من ستة محاور الخميس لملاحقة الأوكار النائمة التابعة للتنظيم شمال شرقي بعقوبة.
وقال ممثّل الحشد الشعبي في قيادة عمليات دجلة زياد خليفة التميمي، إنّ «عمليات عسكرية انطلقت الخميس شمال شرقي بعقوبة، وبالتحديد في منطقة نفط خانة التي تُعدّ من أغنى البقع في محافظة ديالى».
وأضاف التميمي، أنّ «العمليات انطلقت من ستة محاور بمشاركة اللواءين 24 واللواء 110 التابعين للحشد الشعبي، والجيش العراقي وقيادة شرطة ديالى»، مبيّناً «أنّها تهدف لملاحقة الأوكار النائمة من عصابات «داعش» التي تضمّ مضافات للتفخيخ».