من دفتر الذكريات
متل كتير غيري عشت بفقر وتعتير، ما كان العيد يعني تياب جديدة ولا ألعاب ولا زينة، بس كان بيعني جمعة الأهل كلهم، وبالنسبة إلنا نحن الولاد كانت بتعني اللعب للمسا بعيداً عن الرقابة، التياب الجديدة هي تياب أختي الاكبر مني اللي صغرت عليها واللعبة هي تماثيل بالطين وطابة قماش ومسابقات مين أسرع واحد بالركض بعد ما نسرق ورد الجيران. بصراحة كنت إكره التياب الجديدة في حال صارت لأنها بتعني إني لازم ما إلعب بالتراب ولا عربش على الشجر ولا أركض متل المجانين بالبيدر، التياب الجديدة كانت كماليات صعبة ولازم نحافظ عليها، وإلا منعرف انه رح تنطرنا عقوبات وحرمان.
كبرنا وضلّ العيد عنا متل ما هو. منفرح بلمّتنا ومنحبّ عيشتتنا وهيك ربينا وتعودنا نعيش برضا ونفرح بالقليل. رح قلكم اليوم شو هو العيد بالنسبة الي. العيد هو ناخذ قصاصنا من اللي يتّم ولادنا وقتل شبابنا وخرّب سوريانا. العيد هو خبطة البوط العسكري فوق روس الارهابيين. العيد هو إنه ما يطلع ولا نجس ولا خنزير عايش من ارضنا. العيد هو اني شوف كل الخونة مذلولين مقهورين ممعوسين، العيد هو تضل سورية حرة سيدة كلها شموخ. العيد هو سورية خالية من التطرّف. هيدا عيدي وهيدي فرحتي، عيدي هو عيد الوطن ونصره. عَ أمل نعيّد فعلياً بوطن نضمّه ويضمّنا ونداوي جروحاته ويلمنا من غربتنا القسرية. بوطن بيستحق الفرح والعيد. كل سنة وسوريانا بخير. كل سنة وجيشنا كاسر راس الارهاب. كل سنة والسوريين باقيين عَ حب وطنهم.
وفاء حسن