المالكي يعلن نهاية مرحلة «داعش» بالعراق

اعلن نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس، عن نهاية مرحلة «داعش» في العراق، فيما أكّد أنّ استفتاء تقرير المصير «تجاوز على القانون».

وقال المالكي بكلمة ألقاها خلال احتفال جماهيري أقامته عشائر خفاجة في بابل، إنّ «العراق استطاع تجاوز التحدّيات التي واجهته منذ سقوط النظام ودخول القوّات الأجنبية، إذ تمكّن من إلحاق الهزيمة بالمجاميع المسلّحة التي كانت تدّعي مقاتلة المحتلّ، وتعمل على استهداف المؤسسات الرسميّة والبُنى التحتيّة بهدف إسقاط التجربة الديمقراطية الجديدة بالعراق، كما نجح في إخراج القوات الأجنبيّة»، مبيّناً أنّ «الأعداء راهنوا أيضاً على تدمير العراق وتقسيمه عبر فتنة التظاهرات وخيام الاعتصام، ومن ثمّ تشكيل تنظيم «داعش» الإرهابي، لكن تمّ قبر الفتنة بتحرير الأرض والقضاء على ذلك التنظيم المجرم بتضحيات أبناء الحشد الشعبي والقوّات الأمنيّة».

وأضاف المالكي، أنّ «العراق بلد واحد موحّد يحكمه دستور وإرادات وطنيّة وتاريخ حافل بالمواقف المشرّفة»، مشيراً إلى أنّ «المطالبة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير على أساس قومي أو طائفي يعدّ تجاوزاً على القانون، لأنّ الدستور العراقي لا يحتوي على ما يُسمّى بتقرير المصير».

وتابع أنّه «لا يوجد في العراق ما يسمّى أقليّة، فالكلّ هم أبناء البلد وجميعهم متساوون في الحقوق والواجبات»، معرباً عن خشيته «من أن يكون تحت عنوان الانفتاح مع الخارج، تتسلّل الدول الداعمة للإرهاب وتحقّق غاياتها في الداخل عبر عقد المؤتمرات في الخارج».

وطالب نائب رئيس الجمهورية مؤسّسات الدولة بـ«رعاية القطاع الخاص في العراق ورجال الأعمال الذي أوليناه الاهتمام الكبير»، موضحاً أنّ «من أولويّات مشروعنا هو دعم القطاع الاقتصادي عبر الاهتمام بالجانب الزراعي، وإعادة تفعيل العمل بالمبادرة الزراعية و تفعيل المبادرة التعليميّة وإرسال البعثات الدراسية، وكذلك مبادرة السكن».

يُذكر أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي أكّد، أول أمس الاثنين، أنّ الوقت قريب جداً لإعلان النصر على «داعش»، مشيراً إلى أنّ التنظيم يحاول إلحاق دمار كبير وارتكاب أبشع الجرائم بحقّ المدنيين في آخر بقعة محاصرين فيها ب الموصل.

ميدانياً، أعلنت الشرطة الاتحادية العراقية أنّ المساحة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في مدينة الموصل القديمة، تراجعت بقدر كبير ولم تعد تتجاوز 600 متر.

وأوضح قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، في بيان، أنّ قوّاته التي تقاتل إلى جانب الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، «قضت تماماً على أشرس تنظيم إرهابي ظهر إلى الوجود، وما تبقّى منه حاليّاً بضعة عشرات من المجرمين يتحصّنون بمساحة لا تتجاوز 600 م مكتظّة بالمنازل والأزقّة الضيقة».

وتابع جودت، أنّ 4 فرق قتالية تابعة للشرطة الاتحادية تُحكم قبضتها على منافذ المدينة القديمة وتقف على مشارف المجمعات التجارية في السرجخانة، بعد أن رفعت الأعلام العراقية على شارع الفاروق.

وتوقّع جودت بأن تصل قوّاته التي تتقدّم بثلاثة محاور، إلى شارع الكورنيش المحاذي لنهر دجلة في غضون أيام قليلة، وهو أمر سيحسم المعركة.

وكان الجيش العراقي قد أعلن عن تحرير منطقة «الفاروق الأولى» في الجزء الشمالي الغربي من المدينة القديمة المقابل للمسجد النوري، الذي دمّره المتشدّدون الأسبوع الماضي هو ومنارته الحدباء التاريخيّة.

وفي السياق الميداني، أعلن قائد الشرطة الاتحادية، الثلاثاء، عن تحرير جامع الزيواني الأثري في الموصل القديمة من قبضة تنظيم «داعش».

وقال الفريق رائد شاكر جودت في بيان مقتضب، إنّ «قطعات الشرطة الاتحادية حرّرت، أمس، جامع الزيواني بمنطقة باب البيض في الموصل القديمة».

وجامع الزيواني الكائن قرب منطقة باب البيض في الموصل، تمّ إنشاؤه عام 1692م على يد الشيخ محمد الزيواني. وهو من مساجد الموصل التاريخية والأثريّة.

واعلنت قيادة العمليّات المشتركة، في وقت سابق، أنّ المدينة القديمة ب الموصل لم يتبقَّ منها سوى نسبة أقل من 1 ، مشيرةً إلى قرب تحريرها بالكامل، فيما أكّدت أنّها تولي أهميّة لعمليّة إخلاء المدنيّين وفتح ممرّات آمنة لهم.

وكانت القوّات العراقيّة حرّرت حيّ المشاهدة في الموصل وقامت برفع العلم العراقي فوق مبانيه، كما حرّرت منطقتي رأس الجادة وباب البيض كاملاً في الموصل القديمة.

وكانت القوّات العراقية تقدّمت من 4 محاور في الموصل القديمة، حيث قامت بتطويق كامل للمنطقة التي ما زالت تسيطر عليها فلول من تنظيم «داعش» هناك، حيث يتواجد عناصره في 5 أحياء فقط من الموصل القديمة.

وبحسب مصدر، فإنّ القوّات العراقيّة قصفت بشكلٍ عنيف فلول «داعش» في الموصل القديمة، كما دارت اشتباكات عنيفة في باب شديد وباب البيض، مضيفة أنّ فلول «داعش» تتّخذ من المدنيّين في الموصل دروعاً بشريّة، وأنّ معظم مقاتلي التنظيم حاليّاً هم من الأجانب.

وذكر المصدر، أنّ مسؤول الطائرات المسيّرة لدى «داعش» قُتل إثر استهداف مباشر لمكان تواجده من قِبل القوّات العراقية، وجرى استهداف مواقع «داعش» بصواريخ موجّهة. وأكّد لجوء فلول التنظيم لعمليّات القنص في المواجهة مع القوّات العراقيّة، واتخذ عناصر «داعش» من المدنيين في الموصل دروعاً بشرية.

وقال المتحدّث بِاسم الحشد الشعبي كريم النوري، إنّه يتمّ التعامل مع الحشد بسياسة الكيل بمكيالين.

وفي مقابلة تلفزيونية، أشار النوري إلى أنّ الحشد يجد صعوبة وتعباً في إقناع رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلّ عمليّة من العمليات العسكرية.

النوري حمّل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسؤوليّة منع السيطرة على الحدود حتى الآن.

إلى ذلك، أكّد قائد عسكري عراقي أمس، أنّ تنظيم «داعش» «انتهى وفقد روح القتال» بالمدينة القديمة في الموصل مع استمرار تقدّم القوّات الحكوميّة.

وأشار الفريق عبد الغني الأسدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب في الموصل، إلى أنّ المعركة لاستعادة السيطرة الكاملة على الموصل ستنتهي خلال «أيام قليلة»، موضحاً أنّه «لم يبقَ إلّا الشيء القليل من المدينة وتحديداً المدينة القديمة».

وأضاف الأسدي: «نحن نوجّه لهم نداءات أن يستسلموا أو يلاقوا الموت»، علماً أنّ المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم في المدينة القديمة، أقلّ من كيلومترين مربّعين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى