موسكو لواشنطن: نعرف إلى أين ستقودكم هستيريا معاداة الأسد! وطهران تحذرها من «اللعب بالنار»
قالت وزارة الخارجية الروسية إنّ الخطوات المقبلة لواشنطن وحلفائها بشأن ملف «كيميائي سورية» قابلة للتنبؤ، متوقعة تسييس هذا الموضوع خلال الأيام المقبلة في المحافل الدولية.
وأوضحت الوزارة، في بيان أمس، أنّ الجانب الروسي انتبه إلى تصريحات الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر حول قيام السلطات السورية بالاستعداد لهجوم كيميائي جديد.
وذكّر البيان بأنّ سبايسر «في تصريحه الرنان، قدم سيناريو ينص على مجزرة جماعية للمدنيين بينهم أطفال أبرياء جراء الهجوم الكيميائي المنتظر»، وحذر من أنّ الرئيس بشار الأسد وقواته المسلحة «سيدفعون ثمناً باهظاً».
ولفتت وزارة الخارجية الروسية إلى أنّ مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لم تقف غير مبالية «بالتفشي الجديد لهستيريا معاداة الأسد»، بل ذهبت أبعد من البيت الأبيض في تغريدة نشرتها على حسابها في موقع «تويتر». وكتبت الدبلوماسية الأميركية: «سيتم تحميل المسؤولية عن أي هجمات جديدة على الشعب السوري، إلى الأسد، وكذلك لروسيا وإيران اللتين تدعمانه في قتل شعبه».
وجاء في البيان أنّ موسكو تعتبر هذه المزاعم الجديدة حول أسلحة الدمار الشامل والتي تتناسب مع «أسوأ أساليب التوغل الأطلسي في العراق عام 2003»، دعوة موجهة إلى الإرهابيين والمتطرفين والمعارضة المسلحة في سورية تحثهم على فبركة استفزاز جديد واسع النطاق باستخدام سلاح كيميائي. وأوضحت الوزارة أنه بعد هذا الاستفزاز، سيأتي، حسب مخطط واشنطن، «عقاب لا مفرّ منه» بحقّ الأسد.
وتابعت الوزارة: «لقد تمّ اعتماد هذا السيناريو في العراق ويوغوسلافيا وليبيا ودول أخرى. للأسف الشديد، على الرغم من إقرار الكثيرين في واشنطن بأخطاء الماضي المأساوية والمرفوضة، لم يتم استخلاص أي نتائج عملية في العاصمة الأميركية حتى الآن».
واستطردت الخارجية الروسية قائلة: «من غير الصعب التنبؤ بالخطوات اللاحقة للأميركيين وأولئك الذين يشاطرونهم موقفهم من الملف السوري الكيميائي. أمامنا دوامة جديدة من تسييس هذا الموضوع لأقصى درجة ممكنة في محافل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي ومجلس الأمن الدولي في نيويورك، وطرح مبادرات لفرض عقوبات وتبني قرارات ضدّ السلطة الشرعية في سورية».
وشكّكت الوزارة في أن يوافق الغرب على انتظار صدور التقرير النهائي عن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المعنية بالتحقيق في حالات استخدام الكيميائي بسورية.
ولفتت إلى أنّ «ذنب دمشق في هذه الجرائم أصبح مطروحا كـ»واقع غير قابل للجدل» مبني على طلب سياسي، فيما لم يعد للتقييمات الرسمية الصادرة عن بعثة التحقيق أي دور محوري في هذه العملية.
وأكد البيان أنّ روسيا ستصرُّ على مطالبها بإجراء تحقيق كامل النطاق مهني وغير منحاز من وجهة نظر سياسية، ليس في الهجوم الكيميائي بخان شيخون فحسب، بل وفي الظواهر الأخرى «للإرهاب الكيميائي في سورية والعراق».
وتابعت الوزارة: «وفيما يخصّ خطاب واشنطن العدائي، فعلينا أن نحذر الشركاء الأميركيين من أي عمليات مستقبلية متهورة على غرار الهجوم على مطار الشعيرات السوري، انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية». وشدّدت على أنه إذا كان الهدف من الوجود العسكري الأميركي في العراق وسورية يكمن فعلاً في محاربة الإرهاب، فيجب أن تتناسب خطوات الأميركيين تماماً مع طابع الأهداف المتعلقة لهزيمة «داعش» والجماعات المتحالفة معه.
وكانت الخارجية الروسية عبّرت عن مخاوفها العميقة، على خلفية المزاعم الأميركية، وحذرت من احتمال وقوع استفزازات جديدة في هذا السياق.
وكتبت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، على حسابها في موقع «فيسبوك»: «واشنطن لا تخطط أن تكشف للرأي العام العالمي أي معلومات تؤكد استنتاجات الجانب الأميركي حول قيام السلطات السورية بالتحضير لهجوم كيميائي».
بدوره، قال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إنّ المزاعم الأميركية الأخيرة حول إجراء الجيش السوري استعدادات لشنّ هجوم كيميائي، عديمة الأساس وتثير مخاوف كبيرة وتؤدي إلى ظهور عراقيل أمام المفاوضات حول التسوية بسورية.
وأوضح غاتيلوف في تصريحات لوكالة «نوفوستي» أنّ الجانب الروسي لا يستبعد وقوع استفزازات باستخدام الأسلحة الكيميائية على خلفية التهديدات الأميركية الأخيرة لدمشق. وأكد أنّ المحاولات لتأجيج التوتر حول سورية مرفوضة.
واستطرد قائلاً: «التصريحات حول قيام القوات المسلحة السورية بالاستعداد لاستخدام السلاح الكيميائي هراء مطلق. ولا تعتمد هذه المزاعم على أي أساس، ولا يقدم أحد أي حقائق».
من جهته، حذّر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الولايات المتحدة الأميركية من عواقب مغامراتها و«تصرفاتها الحمقاء»، مشيراً إلى أنّ هذه التصرفات هي «لعب بالنار».
وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية بأنّ تصريح شمخاني جاء ردّاً على التهديدات الأميركية الأخيرة لاستهداف سورية بتهمة الاستعداد لاستخدام الأسلحة الكيميائية، واعتبرها تغطية على «الهزيمة المستمرة لمحور الإرهاب في مواجهة التقدم الكبير والمصيري للجيش السوري».
كما حذّر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من أي تصرف أحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة وتجاهل المواثيق الأساسية للقوانين الدولية والسيادة السورية، قائلاً: «لا شك أنّ التصرفات الحمقاء والمغامرات الأميركية في سورية هي لعب بالنار، والميدان السوري ومجرياته كفيل بإنهاء استمرار العدوان الأميركي الأحادي على سورية، وإنهاء الإفلات من تلقي الردّ المقابل، وتغيير هذه المعادلة».
واعتبر شمخاني أنّ الاعتداء الأخير الّذي نفذته واشنطن على قاعدة الشعيرات في حمص وسط سورية «غير شرعي»، موضحاً أنّ إيران وروسيا قد طلبتا بشكل رسمي تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بخصوص المزاعم الدولية والأميركية بشنّ سورية هجمات بالغاز السام شمال سورية في الـ4 من نيسان الماضي، وأضاف: «أميركا منعت تشكيل هذه اللجنة لعدم رغبتها بكشف زيف الاتهامات الموجهة ضد سورية».
ميدانياً، أحكم الجيش السوري وحلفاؤه سيطرتهم على عدد من النقاط الهامة شرق آرك بـ 10 كلم على محور طريق عام آرك حقل الهيل بريف تدمر الشرقي.
ولفت مصدر عسكري إلى أنّ قوات الجيش اشتبكت بعنف مع عناصر تنظيم داعش وأسقطت عدداً كبيراً من مسلحي التنظيم بين قتيل وجريح.
من جهته، نشر الإعلام الحربي مشاهد لمواجهات عنيفة مع «داعش» خلال السيطرة على المنطقة شرق الضليعات في عمق البادية، كما نشر مشاهد لمواجهات حية بين الجيش السوري والإرهابيين خلال التقدم بمنطقة عين ترما بالغوطة الشرقية.
وفي سياق آخر، عثر الجيش السوري على أسلحة متنوعة بينها «إسرائيلية» الصنع خلال تمشيط حي الوعر في حمص من مخلفات المجموعات المسلّحة.
وأشارت وكالة «سانا» السورية إلى أنه من بين ما تمّ العثور عليه مدفع هاون 240 مم وصواريخ مضادة للدروع وعبوات ناسفة وحزام ناسف ودارات للتفجير عن بعد وعلبة رشاش «إسرائيلية» الصنع وجعب.