يحدث في الصين…

روزانا رمال

إذا أردت تكبيرها فهي كبيرة وإذا أردت تصغيرها تبقى كبيرة… تماماً ككبر العملاق الذي نتكلم عنه…

عملاق العالم الاقتصادي… انها هونغ كونغ…

هونغ كونغ تحت وقع التظاهرات…

يحدث في الصين أيضاً تظاهرات… لما لا؟

لكن تظاهرات ماذا وأين؟ لماذا الآن؟ ومن هم المتظاهرون؟

على مدى أربع سنوات يشهد العالم والشرق الأوسط تظاهرات واحتجاجات شعبية… منها ما كان مدروساً ومنها ما كان عفوياً… منها ما حقق نتائج ومنها ما كان عابراً.

لم تكن الصين في الواجهة ولا حتى على لائحة التظاهرات وتحديداً في هونغ كونغ، وتجدر الإشارة إلى أنّ هونغ كونغ عادت من الحكم البريطاني إلى نفوذ الصين في العام 1997 بموجب صيغة سُمّيت «دولة واحدة ونظامان».

يريد مواطنو هونغ كونغ أن يختاروا زعيمهم القادم فى جو من الحرية فى العام 2017 حسب وصفهم، هذا ما أشعل الشارع والساحات، وتعالت أصوات التهديدات من جانب المتظاهرين بإغلاق شارع المال الرئيسي حيث رتب على هذا أكبر وأضخم الخسائر المالية.

يقول المحتجون إنّ الصين تريد أن تقتصر الانتخابات على عدد قليل من المرشحين الموالين لبكين…

قد يبدو المطلب بالنسبة لدعاة الديمقراطية طبيعياً، وبالنسبة الى أنصار الحكومة وأكبر حزب شيوعي وهو الحاكم اعتداء، او ربما حركة احتجاجية معارضة طبيعية، اما بالنسبة إلى المهتمين بما يجري دولياً فإنّ تظاهرات الصين يجب التوقف عندها.

عندما تلفت كبرى الصحف الأميركية إلى ما يجري في هونغ كونغ، وهي صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فإنّ الأمر مختلف، فقد قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فى افتتاحيتها، إنه على الولايات المتحدة أن تعلن تأييدها للحركات المطالبة بالديمقراطية فى «هونغ كونغ»…

اذاً… هناك من يُسلط الضوء على المشكلة ويعمل على تضخيمها لكي لا تمرّ أو تصبح عابرة، وواضح أنّ الصين دخلت ضمن مجموعة الاستهداف من بوابة بكين، تماماً كما دخلت روسيا في مجموعة الاستهداف من بواية اوكرانيا وقبلهما محور المقاومة من بوابة سورية…

القوة الاقتصادية الهائلة للصين والتي باتت كبرى الدول بينها الولايات المتحدة مدينة لها في إنقاذ اقتصاداتها تجعل من الصين ورقة الجوكر لكلّ من تشاركه التحالف.

وجود الصين وروسيا سوياً هو الخطر الأكبر الذي يُقلق نفوذ الولايات المتحدة التي فقدت أحادية سيطرتها منذ زمن، فهل تكون الولايات المتحدة وراء أيّ تحرك لكي تفرض شروطها وتبتتز بكين في زمن المقايضات والتسويات الكبرى؟

هناك من يريد إدخال الصين في حروب وأزمات تلهيها عن التقدم الهائل والنمو الاقتصادي الأسرع في العالم واليد العاملة الأكبر عدداً والأكثر انتظاماً، ويعرف من وراء كلّ هذا أنّ الصين عملاق حقيقي، وأنّ اللعب في ساحته ليس بالأمر السهل، وربما غير مجد لكنه يحاول…

عملاق العالم الاقتصادي قد يقلق، لكن لا يمكن أن تفرض عليه الولايات المتحدة أجندتها، وقد تأكد انّ الولايات المتحدة العاجزة اقتصادياً والواقعة تحت تهديد الدين أصبحت كالفيل الذي يودّ تكسير كلّ من يقف بطريقه… فتقحمه بأزمات وحروب لتحصل على أموال على أنقاض أزمات الشعوب والإنسانية، ويبدو أنّ أزمتها الاقتصادية أصبحت المرض الذي يسيطر عليها ويستفحل في جسدها العليل…

باتت الثورة في الولايات ضرورة وهي آتية لا محال…

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى