زاخاروفا: سيناريو استفزازيّ يُعدّ ضدّ سورية.. ودمشق ترى ادّعاءات واشنطن غبيّة
ردّت الناطقة بِاسم وزارة الخارجية الروسية على حملة التضليل الإعلامي حول استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية.
وتوقّعت زاخاروفا في تعليق لها على صفحتها في موقع «فايسبوك» الأحد، المزيد من الفبركات الإعلاميّة، مشيرةً إلى أنّ «مُخرجي السيناريو الاستفزازي يعدّون لحملة واسعة النطاق ضدّ سورية».
وأضافت زاخاروفا، أنّه يجري تحضير المزيد من المقاطع المصوّرة، كلّ واحد منها بجودة مختلفة وبطريقة «هوليودية».
وقالت زاخاروفا: «كما توقّعنا، فإنّ حملة التضليل الإعلامي حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية يبدو أنّها بدأت».
وكانت زاخاروفا قالت الخميس الماضي، إنّ الاستفزازات الكيميائيّة التي يخطّط لها تهدف إلى إعادة موضوع ما يسمّى «بجرائم النظام» إلى الواجهة. وأشارت إلى أنّ «التصريحات الأميركيّة حول الهجمات الكيميائيّة ليست موجّهة فقط ضدّ سورية، وإنما ضدّ روسيا»، مضيفةً أنّه من الواضح أنّ «الولايات المتحدة تستعدّ لتدخّل عسكري جديد في سورية».
وفي السِّياق، كشف مصدر عسكري روسي أنّ عناصر تنظيم «جبهة النصرة» يقومون بإعداد هجوم باستخدام غاز السارين على بلدتَي خان شيخون وكفريا بمحافظة إدلب السوريّة، بهدف نسف مفاوضات أستانة المقبلة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن المصدر: «بحسب المعلومات التي تمّ الحصول عليها، تجري في موقع أحد المباني الصناعية ببلدة المغارة محافظة إدلب ، أعمال التحضير لتنظيم عمل استفزازي باستخدام مادة السارين السامّة. ومن المرجّح وجود ذخائر مزوّدة بهذا الغاز السام في هذا المخزن».
وأضاف المصدر، أنّ مجموعة من مواطني الدول الأجنبية، بمن فيهم مواطنون أميركيّون وأتراك، إضافة إلى أحد قياديّي تنظيم «جبهة النصرة»، وصلوا إلى إدلب لتحضير هذا الاستفزاز.
وتابع: «يوجد أساس للاعتقاد بأنّ هذا العمل الاستفزازي سينفّذ في بلدتَي خان شيخون وكفريا. والهدف منه تشويه صورة الحكومة السورية وإفشال عملية التفاوض في أستانة، والمقرّر عقدها يومَي 4-5 تموز».
يأتي ذلك على خلفيّة مزاعم بعض الجماعات المسلّحة المعارضة، أنّ الجيش السوري استخدم غاز الكلور ضدّ فصيل «فيلق الرحمن» في قرية عين ترما بغوطة دمشق الشرقيّة، وهو ما نفاه الجيش بالقول إنّه لم يعد يمتلك الأسلحة الكيميائيّة أصلاً، ووصف تلك الادّعاءات بـ«الكاذبة والعارية من الصحة».
وفي 4 نيسان الماضي، أعلنت المعارضة السورية مقتل 80 شخصاً بهجوم كيميائي شنّته دمشق على خان شيخون. ورفضت الحكومة السورية تلك الاتهامات رفضاً قاطعاً، غير أنّ الولايات المتّحدة ضربت قاعدة الشعيرات بصواريخ مجنّحة بذريعة أنّ الهجوم المزعوم نُفّذ انطلاقاً من هذه القاعدة، من دون قبول دعوات روسيا إلى إجراء تحقيق دقيق في الواقعة وإرسال خبراء من منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة إلى مكان الحادث.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قال إنّ الهجوم في خان شيخون كان استعراضاً استفزازياً لتبرير الضربات على الشعيرات.
وكانت القيادة العامّة للجيش والقوات المسلّحة السورية، نفت الأنباء التي تناقلتها بعض مواقع الإنترنت التابعة للمجموعات الإرهابيّة حول استعمال الجيش السوري لغاز الكلور ضدّ مسلّحي ما يسمّى «فيلق الرحمن» في عين ترما، مؤكّدةً أنّ هذه الأنباء «كاذبة وعارية من الصحة».
كذلك، طالبت وزارة الخارجية السورية منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة بإعداد تقارير نزيهة لا تخضع لابتزاز الدول، وأكّدت أنّ التقرير الذي أعدّته الأخيرة حول حادثة خان شيخون «مفبرك».
وكان مسلّحون تحدّثوا أول أمس السبت عن قصف بغاز الكلور السامّ على مدينة زملكا بريف دمشق، وتسجيل حالات اختناق.
على صعيدٍ آخر، وجّهت وزارة الخارجية والمغتربين السوريّة رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول اعتداءات المجموعات المسلّحة على عدد من المناطق والأحياء السكنيّة في كلّ من دمشق ودرعا، والتي أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى من المدنيّين.
وأشارت الخارجية إلى أنّ «التفجيرات الإرهابية جاءت كما جرت العادة قبل أيام من انعقاد اجتماع أستانة واجتماع جنيف، وسبقتها التهديدات الأخيرة من قِبل الإدارة الأميركيّة بما في ذلك ادّعاءاتها الكاذبة والمفبركة والغبيّة حول نوايا سوريّة لاستخدام الأسلحة الكيميائيّة بُغية تهيئة الظروف المواتية لمثل هذه الأعمال اللاأخلاقية».
ولفتت الخارجية إلى أنّ «سورية تعيد تأكيدها على ضرورة اتحاد المجتمع الدولي في حربه على الإرهاب، وأنّه لا مبرّر لاستخدام أيّ ذريعة كانت للتعامي عن الدول والأطراف التي تقوم بتدريب وإيواء وتمويل وتسليح الإرهابيّين».
وأكّدت الخارجية، أنّ «التستّر على الإرهابيّين ومن يدعمهم هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، وتهديد مباشر للأمن والسلم الدوليّين ولجميع قرارات مجلس الأمن المتعلّقة بمكافحة الإرهاب».
وفي السِّياق الميداني، دخل مقاتلو «قوات سورية الديمقراطية» للمرة الأولى أمس مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش»، من جهة الجنوب بعد أن عبروا نهر الفرات، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
وبحسب «فرانس برس»، ضيّقت «قوات سورية الديمقراطية» الخناق خلال الأشهر الأخيرة على معقل المسلّحين في شمال سورية، ودخلت شرق وغرب المدينة للمرّة الأولى الشهر الفائت.
والخميس، قطعت القوّات المؤلّفة من فصائل كرديّة وعربيّة المنفذ الأخير المتبقّي لتنظيم «داعش» من جنوب مدينة الرقة، لتحاصر بذلك المسلّحين بالكامل.
وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» بدورها، السيطرة على سوق الهال، وتمكّنت من دخول مدينة الرقة للمرّة الأولى في 6 حزيران الفائت.
ومنذ ذلك الوقت، نجحوا في طرد التنظيم من مناطق في شرق وغرب المدينة، لكنّهم يواجهون مقاومة عنيفة من مقاتلي التنظيم اثناء توغّلهم إلى وسط المدينة.
وسيطر «داعش» على الرقة في العام 2014، وحوّلها إلى «عاصمة للخلافة» التي أعلنها قبل ثلاثة أعوام.