بغداد: رسالة النصر تُتلى قريباً.. وسنلاحق فلول الإرهابيّين
أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أنّ رسالة النصر في الموصل ستُتلى قريباً ونفى ما تمّ نقله عنه من أنّه سيكون الإعلان الرسمي لتحرير الموصل اليوم الاثنين.
وقال الفريق جودت في حديث للزميلة «الميادين» أمس، إنّ «الفرقة الآليّة التابعة للشرطة الاتحادية أنهت السبت المهمّة الموكلة إليها بتحرير كامل المنطقة الشمالية الشرقيّة المحاذية للنهر بالكامل، أي مجمع العمارات باقي الفنادق في تلك المنطقة، وما زالت الشرطة تعمل على تطهير الجيوب المتبقّية لعناصر متخفّية تابعة لتنظيم «داعش»، تتّخد من المدنيّين دروعاً بشرية وتتحصّن داخل المنازل».
وبشأن القوّات التي ستمسك بالأرض بعدما تمّ طرد «داعش»، لفتَ الفريق جودت إلى أنّ «الخطّة المرسومة لتحقيق هذا الهدف يتمّ تنفيذها بدقة»، لافتاً إلى أنّه في هذا الإطار «تمّ تسليم قيادة الفرقة التاسعة في الجيش العراقي مجمع الشفاء في الموصل القديمة».
وأكّد قائد الشرطة الاتحادية، أنّه بعد إعلان تحرير الموصل ستتوجّه القوات العراقية إلى ما تبقّى من أراضٍ عراقية، والتي لا تزال تحت سيطرة فلول «داعش» لتعيد السيادة العراقية عليها كاملةً.
إلى ذلك، تراجع وزير الدفاع العراقي، عرفان الحيالي، عن وصفه معتقلي عناصر تنظيم «داعش» لدى السلطات العراقية بـ«أسرى حرب»، مؤكّداً أنّه لن تتمّ معاملتهم كأسرى، بل كقتلة ومجرمين.
وقال الحيالي، في بيان نشرته وزارة الدفاع العراقيّة، أمس: «أعتذر للشعب العراقي عن اللبس الذي حصل عند كلامي عن معاملة عناصر «داعش» كأسرى حرب».
وأضاف: «لم أقصد المعنى الحرفي لهذا المصطلح، لأنّ عناصر «داعش» قتلة ومجرمون، وهم تنظيم إرهابي لا تنطبق عليه بنود واتفاقيات الأمم المتحدة، بل يُعاملون وفق القوانين العراقيّة النافذة».
وأوضح الحيالي المعنى الذي أراده بالقول: «كان قصدي أن نتعامل وفق القانون، وأن لا تكون تصرّفاتنا معهم عناصر داعش ردّة فعل لإجرامهم، بعيداً عن القانون والأخلاق العسكرية».
وكان وزير الدفاع العراقي، قال الأسبوع الماضي لعدد من وسائل الإعلام، إنّ عناصر «داعش» الذين تمّ إلقاء القبض عليهم من قبل القوات الأمنيّة هم «أسرى حرب».
فيما قال الخبير العسكري خليل النعيمي: «عناصر تنظيم «داعش» لا تنطبق عليهم اتفاقيّة جنيف الخاصة بالتعامل مع المعتقلين أثناء الحروب كأسرى، على اعتبار أنّ التنظيم مجموعة إرهابيّة مسلّحة، وليست دولة معترفاً بها».
إلى ذلك، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية، مع اقتراب حسمها لعمليات تحرير المدينة القديمة «المعقل الأخير لتنظيم «داعش» الإرهابي، في الساحل الأيمن للموصل شمال العراق، العثور على أطنان من مادة كيميائيّة للتنظيم.
وكشفت القيادة في وثيقة في العراق مساء أمس، العثور على 32.5 طن من مادة نترات الآمونيوم لتنظيم «داعش» في الساحل الأيمن، والمحور الجنوبي من عمليات تحرير الموصل، مركز محافظة نينوى شمال بغداد.
وحسبما جاء في الوثيقة، أنّ قوّات الشرطة الاتحادية عثرت على 1.5 من نترات الأمونيوم في المحور الجنوبي من المدينة، و31 طنّ في الساحل الأيمن الذي أوشك على التحرّر بالكامل من قبضة «داعش» الإرهابي.
وتُظهر الوثيقة أيضاً، مجمل خسائر تنظيم «داعش» على يد قوات الشرطة الاتحادية للفترة ما بين ساعة الصفر التي انطلقت بها عمليات تحرير الموصل، في 17 تشرين الأول العام الماضي، وحتى الأول من تموز يوم السبت.
وأيضاً، تمكّنت قوّات الشرطة الاتحادية من تحرير 21220 مدنيّاً كانوا مرتهنين لدى «داعش» الإرهابي في الموصل، كما عثرت القوّات على مقبرتَين جماعيّتين في المحور الجنوبي من العمليات.
والجدير بالذكر، أنّ تنظيم «داعش» الإرهابي استخدم الغازات الكيميائيّة في استهداف القوّات والمدنيين، 10 مرات، تراوحت ما بين غاز الخردل والكلور، وأسفر عنها العشرات من الضحايا بينهم أطفال وجنود.
واعتقلت القوّات العراقية على مدى الأشهر الماضية المئات من عناصر «داعش» خلال المعارك في مدينة الموصل وأطرافها، وأظهرت مقاطع فيديو، نُشرت في أوقات سابقة على مواقع التواصل الاجتماعي، القبض على مئات من عناصر هذه التنظيم، وعمليّات تصفية مباشرة لبعضهم بعد اعتقالهم.
وفي السِّياق، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقيّة، سيطرة قوّاتها على جامع بلال الحبشي في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، كما تمّ تحرير منطقة مكاوي في المدينة القديمة بالساحل الأيمن من الموصل، من قِبل قيادة عمليات «قادمون يا نينوى».
وقالت القيادة في بيان، إنّ «وحدات من الشرطة الاتحادية استعادت السيطرة على جامع بلال الحبشي بالقرب من شارع النجفي». وأضافت، أنّ «قطعاتنا الأخرى تواصل تقدّمها في المناطق المتبقّية من المحور الجنوبي».
وما تزال القوّات الأمنيّة تخوض معارك تحرير آخر معاقل تنظيم «داعش» في مدينة الموصل، حيث حقّقت تقدّماً ملحوظاً على الأرض، وتمكّنت من قتل المئات من عناصر التنظيم وتدمير معدّاته، بحسب مصادر أمنيّة.
من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى»، عن تحرير منطقة مكاوي في المدينة القديمة بالساحل الأيمن من الموصل. وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان، إنّ «قوات مكافحة الإرهاب حرّرت منطقة مكاوي في المدينة القديمة في الساحل الأيمن للموصل، ورفعت العلم العراقي على مبانيها».