قتال ضارٍ حول تلة مشرفة على كوباني
احتدم القتال على تلة استراتيجية مطلة على كوباني التي حال القصف الذي شنه التحالف دون اقتحامها من تنظيم داعش الذي واصل قصف المدينة بالمدفعية من ثلاثة محاور، في وقت أخلت السلطات التركية قريتين بعد سقوط قذائف عليها آتية من الجانب السوري.
وسياسياً، في الأثناء، أجرى رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في سورية محادثات مع مسؤولين في أجهزة الاستخبارات التركية حول الوضع في مدينة كوباني، والتقى مسلم في أنقرة مسؤولين في وكالة الاستخبارات الوطنية شجعوه خصوصاً على الانضمام إلى صفوف ما يسمى بالمعارضة المعتدلة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما ذكرت صحيفة «حرييت».
وذكرت التقارير أن تركيا وضعت ثلاثة شروط للتدخل ضد التنظيم الإرهابي إذ طلبت من أبرز تنظيم كردي سوري إنهاء «الإدارة الذاتية» التي أعلنها قبل أكثر من عام في كل من كوباني وعفرين والقامشلي، ووقف التنسيق مع النظام السوري، وعدم الإخلال بالأمن في المناطق الحدودية، وهي شروط فُسرت بأنها بمثابة ضوء أخضر لـ«داعش» بأنه لن يكون هناك تدخل تركي ضدها طالما أن التوقعات تشير بقوة إلى رفض الأكراد للشروط التي سبق لأنقرة أن عرضتها في لقاءات سابقة العام الماضي.
ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان تنظيم داعش تمكن من السيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة مشته نور الواقعة جنوب شرق كوباني عين العرب إلا أن «وحدات حماية الشعب» نفت ذلك بقوة.
وأضاف المرصد: «إلا أن الغارات التي تنفذها طائرات التحالف العربي الدولي تعيق تقدمه في اتجاه المدينة»، مشيراً إلى غارات جديدة «استهدفت سبعة مواقع للتنظيم عند أطراف مشته نور وفي محيطها ليلا، تسببت بخسائر بشرية».
على صعيد آخر، يرى خبراء أن وضع مدينة كوباني يجسد تماماً الفاعلية المحدودة للضربات الجوية في القضاء على التنظيم. ويقول المستشار العسكري سابقاً في الولايات المتحدة سيث جونز: «الأكراد يواجهون مقاتلين منظمين ومجهزين بشكل جيد. إنها مشكلة كبيرة مرتبطة بكل الوضع السوري، لا سيما أن التدخل الأميركي غير منسق مع قوى على الأرض. وأحد أسباب انعدام التنسيق هذا هو عدم وجود عدد كاف من المقاتلين الذين يمكن للولايات المتحدة أن تتعاون معهم في المعارضة».
بارزاني: الحرب ضد داعش معركة الوجود الكردي
اعتبر رئيس «إقليم كردستان» مسعود بارزاني، الحرب التي يخوضها شعب كردستان ضد تنظيم «داعش» معركة الوجود الكردي، معرباً عن أمله بأن يشهد عيد الأضحى انتصارات أكبر.
وقال بارزاني في رسالة تهنئة لمناسبة عيد الأضحى: «يحل العيد هذا العام وشعبنا يخوض معركة مصيرية ضد الإرهابيين»، لافتاً إلى أن «بيشمركتنا البواسل يسطرون انتصارات يومية كبرى في هذه المعركة».
واعتبر بارزاني أن «المعركة هي معركة الوجود بالنسبة إلى كردستان ضد قوة غاشمة تمكنت في ما مضى من هزيمة جيشين واستولت على أسلحتهما المتطورة لتهاجم بها كردستان»، مضيفاً: «إلا أن قوات البيشمركة تصدت لها بكل بسالة وتمكنت من إيقافها ودحرها في العديد من المناطق».
وأضاف أن «البيشمركة تحارب الإرهابيين نيابة عن جميع البشرية استناداً إلى القيم العليا التي يحملها شعب كردستان من إيمانه العميق بالتعايش السلمي والديمقراطية والحرية، والتي أدت إلى تشكيل تحالف دولي لدعم شعبنا».