دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
مع اقتراب يوم الفداء يحضر تموز بجرحه النازف،
جرحٍ مفتوح في الخاصرة،
جرحٍ يحضنك بأوجاعه، ويرميك في قعر بكائيات حزينة، وغاضبة، وعاصية،
جرحٍ يحمل إليك كلّ صباح زوّادة خاوية من رغيف الخبز الساخن، وحبّة البركة، ورائحة القهوة، وشهقةِ عصفور يقاسمك خيوط الفجر.
وأيّ فجر ينتظرنا على قارعة «ذلك الليل الطويل» الذي تحمّلنا وزره، وتهجّينا حروفه، مرافقين محمّد يوسف حمّود في عرسه الجنائزي؟
بل أيّ فجر سيحمل الفرح وكمال خير بك ما زال على رصيف بيروت مهدور الدم، وما زال يردّد:
اليوم أرجِعُ والأجراسُ ساهرةٌ
بين المقابرِ، والأنقاضِ، والخربِ
أعود نحوكمُ من بعدِ ما عبرتْ
قوافلُ الحزنِ، والآلامِ، والغضبِ