نقباء الأطباء والمستشفيات والممرضين: لسنا مكسر عصا أو فشة خلق
عقد نقباء أصحاب المستشفيات سليمان هارون والأطباء في بيروت ريمون صايغ، وفي الشمال عمر عياش، والممرضات والممرضين نهاد ضومط، مؤتمراً صحافياً قبل ظهر أمس في مركز نقابة المستشفيات ـ العدلية، تناولوا فيه الاعتداءات داخل المستشفيات.
بداية، عرض فيلم رداً على الاتهامات التي طالت مستشفى بحنّس بأنه تأخر في تقديم العناية للمصاب ريمون مجاعص، مدته ثلاث دقائق ونصف دقيقة، يبين طريقة وصول المصاب واستقباله.
وقال هارون: «أردنا أن نبدأ بالفيلم لأنه دليل ثابت، خصوصاً بعد صدور أقاويل كثيرة من جهات وأناس حول توقيت استقبال المريض وإدخاله إلى غرفة الطوارىء والاعتناء به. يا للأسف هذه الحوادث تتكرّر، إنها حوادث عابرة للمناطق والطوائف وكل المستشفيات في كل المناطق معرضة، بالأمس بحنس وقبلها المستشفى اللبناني ـ الكندي، ومستشفى الزهراء، والمستشفى الإسلامي في طرابلس، وقد أصبح الموضوع منتشراً بشكل مرعب ويهدّد بالخطر».
وأكد «أنّ كرامة الطبيب والممرض والتقنيين العاملين في المستشفيات وسلامتهم تساوي تماماً ولا تقلّ شأناً عن صحة المريض، فليكن هذا الأمر مفهوماً وواضحاً. نحن لا نقبل أن نتعرض لمهانة، وأن تتعرض سلامتنا للخطر تحت أي عنوان، مهما كان هذا العنوان. وانتظرنا أربعة أيام لعقد مؤتمر صحافي حتي يدلي كلّ من له قول بقوله. تنامى حديث عن أنه تمّ التقصير من المستشفى، والشريط الذي رأيتموه واضح، ولا تقصير من المستشفى. ولنفترض أنه كان هنالك تقصير، فبإمكان الجناة الذين ارتكبوا الاعتداء أن يبرهنوا ذلك، فلماذا هم هاربون من العدالة؟ فليسلموا أنفسم وليأخذ القضاء مجراه. وما داموا يدعون أنهم على حقّ فليأخذوا حقهم من القضاء. وهناك أقاويل عن أنّ ثمة حماية سياسية معينة لهم، ونحن تواصلنا مع الجهات السياسية في المنطقة التي أكدت لنا أن لا تغطية سياسية لهم، وبناء عليه نتوجه إلى معالي وزير العدل ومعالي وزير الداخلية وقوى الأمن الداخلي، فطالما أنه ليس هناك ادّعاء بتغطية من أي جهة سياسية، فليقوموا بواجباتهم بالقبض عليهم وإحالتهم على المحاكمة».
أضاف: «سبق أن قلنا ونبهنا أنّ لدينا مشكلة مع الطواقم التمريضية ولسنا مستعدين لتعريضها للإهانة والقتل ونعرض سلامتهم للخطر، كنا في صدد إعلان موقف وهو إقفال غرف الطوارىء في المستشفيات لمدة معينة ريثما يتم إلقاء القبض على الجناة، ولكن بتمنٍّ من معالي وزير الصحة أجلنا هذا القرار إفساحاً في المجال للقوى الأمنية لتقوم بواجباتها، وإلا سيكون لنا موقف آخر».
صايغ
ثم تلا صايغ بيانا باسم نقابة الأطباء استنكر خلاله ما حصل مساء السبت الماضي ضد مستشفى بحنس، مشدّداً على «أنّ الجسم الطبي من مستشفيات وأطباء وممرضين موحّد، ويرفض مثل هذه الممارسات التي باتت تتكرّر بين الحين والآخر، حيث يبدو كأنه مكسر عصى أو فشة خلق».
ودعا الجهات الأمنية والقضائية «إلى التحرك واتخاذ التدابير الحاسمة والحازمة التي تحول دون استمرار ظاهرة الاعتداءات، وعدم التساهل مع المخلين ورفع أي غطاء عنهم ليكونوا عبرة لغيرهم. فالجسم الطبي يقوم برسالة سامية في السهر ليل نهار على صحة المواطنين».
وحذر «من أنّ استمرار هذه الظاهرة سيدفع الجسم الطبي إلى اتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة من رفع دعاوى واتخاذ صفة الادّعاء الشخصي من النقابة». وقال: «لن ندع أحداً يعتدي على أي طبيب، نحن بجانب أي نقابة، مثلما نستنكر أي اعتداء على أي مواطن كما هو دارج في هذه الأيام، نتمنى على الإعلام أن يعطي هذه القضية الأهمية ذاتها بالوقت والحماسة كما القضايا التي سبقت. فالإعتداء على اي مواطن غير مقبول أصبحنا كأننا في الأدغال وهذا لا يشرفنا كلبنانيين».
عياش
ثم ألقى عياش كلمة، وقال: «إنّ مشاركتنا مع النقابات هي من باب تضامننا الكامل، ونحن نعتمد على المجتمع المدني الذي رأيناه يقوم بواجبه على أكمل وجه. في الشمال هناك تقريباً اعتداءات بهذا الشكل مرة أو مرتين في الشهر، وقد تكون أكثر وحشية مما شاهدناه الآن، نتمنى أن يكون هناك تضامن بالطريقة نفسها وتغطية إعلامية كافية وشافية، فلبنان يفترض أن يكون محمياً من المجتمع المدني ومن الأجهزة الأمنية. حتى ولو كان هناك غطاء سياسي يجب أن نتضامن ونرفض هذا الأمر، وسنتضامن ونتخذ قرارات تصعيدية في حال تكرر الأمر».
ضومط
ورأت ضومط أنّ «كل القطاع معرض، وضرب الطاقم الصحي لا يحل مشاكل الغاضبين. فنحن نعتني بهم بعض النظر عن أي شيء، يجب أن يكون هناك توجيه للشباب الفائر دمه، من السياسيين الذين يتبعون لهم، عليهم لجم هذا الاندفاع الشرير لأذية الغير، ونطلب من الإعلام أن يتضامن معنا في حماية المراكز الصحية الاستشفائية».