حدث ذلك في تموز 8
يكتبها الياس عشّي
يروى أنه كان يوجد ملك أعرج، ويرى بعين واحدة. وفي أحد الأيام دعا هذا الملك فنانين ليرسموا له صورته الشخصية، بشرط أن لا تظهر عيوبُه في هذه الصورة! اعتذر كلّ الفنانين عن رسم هذه الصورة لاستحالة ذلك، ولكن وسْط هذا الرفض الجماعي، تقدم فنّان، ورسم صورة جميلة خالية من العيبين!
كيف؟ تصوّر الملك واقفاً وممسكاً ببندقية صيد موجّهة إلى هدف ما، مغمضاً إحدى عينيه، وحانياً قدمه العرجاء.
وهكذا رسم صورة للملك بلا عيوب.
وبغضّ النظر عن مصدر الحكاية، وأهميتها على الصعيد الفنّي، فإنّ خطرها قد يصبح كارثياً إذا كان الهدف الرئيس منها أن نتجاوز العيوب والأخطاء في مؤسسة ما، أو في متّحد ما، أو في مجتمع بكامله وأن نكون شهود زور لا سيما عندما نبتلع تاريخ أمتنا السورية المكتوبَ بحبر الآخرين، أو عندما نسكت عن مشاهد البؤس والجهل والخيانة وقد صاروا علاماتٍ فارقة في مجتمع ننتمي إليه، ونعيش فيه.
وفي ذكرى الفداء نعود إلى سعاده الذي رفض أن يلعب دور الرسّام المخادع، فكان سؤالُه الأول:
«ما الذي جلب هذا الويل إلى أمتي»؟
وكان سؤالُه الثاني:
«من نحن»؟
وفي غمرة العمل على وضع الإجابات الصحيحة لإنقاذ أمته، كمنوا له واغتالوه قبل أن تشرق شمس الثامن من تموز، ويرى العالم عريهم!