عشق الصباح

فنجان قهوة على حافة البحر وذاكرة أتعبها الشوق، ها قد أشرعت أجنحة الذاكرة يهمس عتب موشّى بالحنين لهوف كعاشق وزّعته مفارق الطرقات البرّية، تقطر شهد الكلام من شفتيك، وكان الأرجوان يسيل مع الغروب من مقلة الشمس بهياً، وصدى البوح الشغوف ينحني ليلامس اللازورد المسكون على وجه البحر. بوح شفيف يتهدهد إليك متشوقاً يأتلق وهج الشمس. أصغي للموج، كأنني أسمع تراتيل صوتك ينساب كموسيقى ناي في براري القمح، والسنابل الذهبية تموج مع نسمات الريح الشرقية، ترقص كما العصافير والفراشات الحالمة، وأحزاني لم تزل عالقة على هطل الندى في شرفة الانتظار. يمر وحي من خيال يسأل: هل تتحول آهاتنا أغانٍ شجية في ليل الحكايات، والقمر والبحر وذاكرة المحبين؟ حينها، تجلى طيفك وجهاً آخر للحب، يوقظ جذوة العشق المسكون فينا منذ التقينا وقرأت في عينيك الواسعتين سرّ تلك النظرات اللامعة بالحياة. لا أنسى تلك النظرة التي اخترقت الصمت وذوبته، ذوبان حبات السكر، حين استراحت يدك في كفي امتلأ المكان بالعطر، كغريب أتيت احكي للبحر عن الأحلام، قال البحر: قل ما تريد وامضِ أيها الغريب، متى تستفيق الأحلام؟

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى