ورد وشوك
اِتّجه نحو القمر في علاه، فحتّى لو أخطأته فمكانك بين النجوم لا محال. جميل أن يكون هذا مبدأ عامّاً في الحياة، نحن اليوم أحوج إليه كوننا نعيش فوق أرض تزلزلت تحت الأقدام بفعل حثالات للأسف من قومي ومختلف الأقوام.
أعماهم الحقد والكره فأنكروا على الآخرين وجودهم. أولئك أصحاب القلوب البيضاء التي لا تحمل العداوة والبغضاء حتى ولا تحتملها.
من حوّلوا أعداءهم إلى أصدقاء وعاشوا معاً يسطّرون أروع القصص عن التعايش رغم الاختلاف لا الخلاف، واحترام الآخر كاحترام الذات في مجتمع يضجّ بالحياة فيه تتناغم أصداء أصوات العمل المخلص بحبّ لبناء مستقبل واعد للأبناء لا يعترف بالفشل فمنه يغزل النجاح.
بالأمس لاحت بشائر عودته إلى الحياة رغم عن أنوف الكارهين له والكارهات، نجاح مظفّر للأهالي مع الأبناء باجتياز أصعب امتحان. إنه امتحان دفع فلذات الأكباد لتحقيق الذات رغم كلّ المعوقات المادية والمعنوية والاجتماعية وحتى الدولية التي تسعى إلى طمس ما في وطننا من قدرات، وإظهاره بمظهر المتعب المتهالك من شدة الضربات، جاهلين أو متجاهلين أن الضربة التي لا تقتل تقوّي. على هذا تم الاعتماد في وطن الياسمين بإصرار ليتفتح زهره بمواسم تتوالى فيبقى شذاه يفوح متعالياً على الصعاب، بصمت خلاق، مؤكدين أنه عندما تصمت الأسود تبدأ بالثرثرة الببغاوات.
رشا المارديني