موسى: لفضح زيف ادّعاءات العدو «الإسرائيلي» دوليّاً فتحعلي: لكشف مصيرهم والضغط للإفراج عنهم
أحيت سفارة الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان الذكرى الـ35 لجريمة اختطاف الدبلوماسيّين الإيرانيّين الأربعة محسن الموسوي، أحمد متوسليان، كاظم إخوان، تقيّ رستكار مقدم، في مقرّ السفارة الإيرانية في بئر حسن، في حضور رئيس الجمهورية ميشال عون ممثَّلاً بالنائب حكمت ديب، رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ممثَّلاً برئيس لجنة حقوق الإنسان النيابيّة النائب الدكتور ميشال موسى، العميد جورج جريج ممثّلاً رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو، سفير الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان محمد فتحعلي وأركان السفارة، ووزراء ونوّاب حاليّون وسابقون وشخصيّات سياسيّة وروحيّة واجتماعيّة وثقافيّة وإعلاميّة ودبلوماسيّة وممثّلين عن الأحزاب والقوى الوطنيّة والإسلاميّة والفصائل الفلسطينية وعوائل الدبلوماسيّين المخطوفين.
وألقى فتحعلي كلمة، رحّب فيها بالحضور «في هذا اللقاء التضامني مع قضيّة إنسانيّة حقّة، وجريمة مرّ على ارتكابها أكثر من ثلاثة عقود من الزمن غيّبت ظلماً عن ساحة الواجب والعمل أربعة من الأخوة الدبلوماسيّين».
أضاف: «إنّنا في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة نحمِّل العدو الصهيوني المسؤولية الأساسية لجريمة اختطاف الدبلوماسيّين الإيرانيّين، وقد توصّلنا بمساعدة الحكومة اللبنانية من تسجيل وثيقة رسميّة في الأمم المتحدة تثبت جريمة الاختطاف على حاجز البربارة عام 1982، مجدّدين الدعوة لكافّة مؤسسات المجتمع الدولي المعنيّة بحقوق الإنسان للقيام بواجباتها من أجل كشف مصير الدبلوماسيّين الإيرانيّين والضغط على الكيان الصهيوني للإفراج عنهم وعودتهم إلى ديارهم وأهلهم الذين طال انتظارهم».
واعتبر أنّ «سياسة اللامبالاة والتعامي وعدم الجدّية في متابعة هذه القضايا الإنسانية من شأنها تشجيع المعتدين على اعتداءاتهم، والإيغال في ارتكاب جرائمهم، كالجريمة الموصوفة التي ارتكبت بحقّ إمام المقاومة ورائدها الإمام السيد موسى الصدر ورفيقَيه… التي لو تحرّك المجتمع الدولي والأمم المتحدة بجدّية وحزم لما طال ليل غيابهم عن ساحة جهادهم وعطائهم، وإنّنا في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة نبذل جهوداً مضنية من أجل جلاء هذه القضيّة الإنسانيّة الكبرى».
وختم: «الحريّة للدبلوماسيّين الإيرانيّين ولكافّة الأسرى المجاهدين في سجون العدو الصهيوني، التي لن تطول بإذن الله تعالى، لأنّنا من أمّة لا تنسى ولا تترك أحبّتها في السجون».
وألقت رئيسة «منظمة المرأة وقيم الدفاع المقدّس في إيران» السيدة مريم مجتهد زاده كلمة، أشارت فيها إلى أنذ «حادثة الخطف هذه، هي تحدٍّ تواجهه دول العالم في التصدّي لهذه الجريمة الدولية، لأنّ هناك انتهاكاً واضحاً لحقّ من الحقوق السياسيّة والحيويّة للدبلوماسيّين حصل أمام مرأى مختلف الأوساط الدوليّة، وأكثر من ذلك فإنّ حقيقة ما جرى مع المخطوفين الأعزّاء لم تُعرف، وحتى قضيّة حياتهم أو استشهادهم لم تتّضح بعد».
وإذ شكرت «الجهود التي بُذلت في هذه القضية حتى الآن، وبما أنّ عملية الخطف حصلت على الأراضي اللبنانية وتشير المعلومات المتوفرة إلى نقل المخطوفين إلى سجون العدو الصهيوني»، أكّدت «أنّنا ننتظر من الدولة اللبنانية أن تبذل جهوداً في رفع الغموض واستكمال المعلومات في هذه القضية، وكذلك في الساحة الدوليّة يجب أن تحدث تحرّكات أكبر لمتابعة هذا الملف الذي يحتاج إلى أولويّة ضمن الملفات التي يجب متابعتها لكي يستطيع أهالي المخطوفين بعد 35 سنة من المعاناة، الحصول على جواب شافٍ عن مصيرهم». وطالبت المحافل الدولية ذات الصلة، بـ»متابعة هذا الأمر، وأن تبادر إلى تشكيل هيئة دوليّة لتقصّي الحقائق، والتي ستساهم بلا شك في تعبيد الطريق نحو الحقيقة والعدالة».
وفي الختام، ألقى النائب موسى كلمة، أشار فيها إلى أنّ «سياسة النعامة وإدارة الظهر لمثل هذه الواقعة الجرميّة لن تثني القوى والدول المحبة للسلام والمنادية بحقّ الشعوب في إسقاط الظلم وإزالة الاحتلال عن المضيّ في المطالبة بشتّى الوسائل السلمية بجلاء هذه القضية المحقّة، وكشف مصير الدبلوماسيّين الأربعة وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم ووطنهم».
أضاف: «ليس غريباً على العدو «الإسرائيلي» الذي يمارس الإرهاب وينتهك كلّ المحرّمات والمقدّسات المسيحيّة والإسلامية، ويسخِّر كلّ طاقاته لإبادة شعب وطمس هويّته الوطنيّة وينكّل بالشعب الفلسطيني ويحاصره داخل سجن كبير، ويمضي قُدُماً في سياسة اقتلاع أبناء الأرض وتوسيع الاستيطان ضارباً عرض الحائط كلّ القرارات والمواثيق الدولية، ليس غريباً على هذا العدو أن يخطف الدبلوماسيّين، وهو الذي يخطف شعباً بأكمله، وأن يمارس كذبه وادّعاءاته المكشوفة».
وختم: «إنّنا إذ نجدّد تضامننا مع حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران ومع عائلات الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، ندعو القوى المحبّة للسلام والحكومات الصديقة والمنظّمات الدولية المعنيّة إلى رفع الصوت من أجل كشف زيف ادّعاءات العدو، وخلق صحوة لدى الضمير العالمي لتحقيق العدالة. ولا يسعنا إلّا أن نعرب عن أسفنا لارتكاب هذه الجريمة النكراء على الأراضي اللبنانيّة بقصد النَّيل من دولة صديقة تربطها بلبنان علاقات تاريخيّة وثيقة، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بوقفة واحدة لفضح ممارسات هذا الكيان الغاصب، وطعنه مبادئ حقوق الإنسان في الصميم واعتدائه الدائم على القِيم والشرائع الدوليّة». وأكد أنّ هذه القضيّة الإنسانية ستبقى «وصمة عار في جبين الإنسانيّة، ما لم تجد طريقها إلى إماطة اللثام عن مصير هؤلاء المظلومين».