فاخوري: محور المقاومة من فلسطين إلى العراق مروراً بلبنان والشام يوحّد الأرض بالدم
نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقفة وفاء وتقدير للشهداء، عند مدخل روضة شهداء مخيم الرشيدية، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد الأديب غسان كنفاني، وذكرى استشهاد مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي الزعيم أنطون سعاده، والذكرى الحادية والثلاثين لعملية نهاريا البطولية.
تخلّل الوقفة وضع إكليل من الزهر على نُصب الفدائيّ المجهول، وإطلاق حملة تشجير داخل روضة الشهداء تخليداً لذكراهم ووفاءً لتضحياتهم، وذلك بمشاركة ممثّلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، واللجان والاتحادات وفاعليات اجتماعية ورياضية.
الجبهة الشعبية
بعد كلمة تعريف، ألقى عضو قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في المخيم إيهاب حمود كلمة، أشار فيها إلى أنّ يد الغدر والإرهاب الصهيونية نالت عام 1972 من غسان كنفاني بتفجير إرهابيّ استهدف سيارته.
وأضاف: عام 1986، وفي التوقيت نفسه تقريباً، ومن مكان قريب من هذا الشاطئ، انطلق زورق مطاطيّ بسيط يحمل على متنه ثلّة من الرجال في صدورهم الغضب الثوريّ كلّه، تغلي في شرايينهم دماء الثأر، يحملون آلام شعبهم وآماله، ليفجّروا غضبهم وثورتهم رصاصاً في صدور الأعداء، وناراً تحرق الأرض تحت أقدامهم. وامتطى الرجال صهوة المجد نحو فلسطين، متخطّين كافة إجراءات العدوّ، وصولاً إلى نهاريا، ليقتحموا موقعاً لجيش العدوّ، ويخوضوا اشتباكاً عنيفاً دام ستّ ساعات. فقتلوا وجرحوا عدداً من جنود العدوّ الذي اعترف حينذاك بمقتل ستة جنود وجرح 45 آخرين. وليرتقي إلى العلى الشهداء الأبطال محمود قناعة، عبد الله شهاب، خليل عاطف خطاب، وعبد الهادي كاظم.
وأكّد حمود على حقّ شعبنا بممارسة كلّ أشكال الكفاح. كما أكّد على الرفض القاطع لأيّ حلول لا تحقّق أهداف شعبنا في التحرير الكامل والعودة المظفّرة. ودعا إلى ضرورة استعادة الوحدة الوطنية بين كلّ مكوّنات شعبنا باعتبارها إحدى قواعد الانتصار. مشدّداً على الإدانة المطلقة والرفض القاطع للمحاولات المحمومة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
«القومي»
من جهته، أكد ناموس منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي عباس فاخوري في الكلمة التي ألقاها، أنه قبل ثلاثة عقود، عقدت مجموعة من أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي وأبطال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العزم على القيام بعملية نوعية، مستلهمين من الفادي الزعيم أنطون سعاده وقفته التاريخية فجر الثامن من تموز 1949، ومن الأديب الشهيد غسان كنفاني العزم والإرادة، على القيام بعملية نوعية في فلسطين، عُرفت بعملية نهاريا البطولية. حيث اجتازت حدود التجزئة الاستعمارية وأكدت قومية المعركة ضدّ العدوّ الصهيونيّ، في أبهى صورة لالتحام الدم اللبناني والشامي والفلسطيني في عملية قتالية استشهادية داخل فلسطين المحتلة.
وتابع فاخوري: مثلما رسم المشروع الاستعماري القديم المتجدّد خرائط تقسيم الأمة بالدم والاغتصاب والاحتلال، يعيد محور المقاومة من فلسطين إلى العراق مروراً بلبنان والشام جمعها وتوحيد الأرض بالدم. إن ملامح وجه جديد للأمة يتشكّل، فلا حدود مُصطنعة ولا كيانات منفصلة ومستفردة. العدوّ واحد والهمّ بات مشتركاً، والمصير واحد والمستقبل يرسمه الجميع ولو كره الخائنون وسلّم بالحقّ المستسلمون.
وأضاف فاخوري: في الذكرى الثامنة والستين لاستشهاد الزعيم أنطون سعاده فجر الثامن من تمّوز، لا بدّ أن نؤكّد لأبناء شعبنا أننا حركة صراع، لذلك نحن حركة قتال على كلّ الصعد في المجتمع، ضدّ الطائفية والإقطاع السياسي، وضدّ كلّ الأفكار الانهزامية، وكلّ الحركات التابعة للمحور الأميركي الغربي المتصهين، والمتآمر على أمتنا وعلى وجودنا وهويّتنا القومية.
وأكّد فاخوري أنّ إنقاذ فلسطين هو أمر لبنانيّ في الصميم، كما هو أمر شاميّ في الصميم، كما هو أمر فلسطينيّ في الصميم. والخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على أمّتنا كلّها. لافتاً إلى أنّ الوقت حان لإسماع العالم صوت نهضتنا، وللدفاع عن حقوقنا ومصالحنا، وأنّ أوّل حق من حقوقنا هو حقّ سيادتنا القومية، وأنّ أوّل مصلحة من مصالحنا تكمن في صون كلّ شبر من أرضنا. كما أشار إلى أنّ طريق تحرير فلسطين يمرّ أوّلاً وأخيراً من فوهة البندقية المقاتلة، ونحن في زمن الانتصارات لا بدّ أن نستذكر مع الشهيد الأديب غسان كنفاني أنّ الانتصار هو أن تتوقّع كلّ شيء، وألا تجعل عدوّك يتوقع شيئاً.
وختم فاخوري قائلاً: في هاتين المناسبتين اللتين نفتخر بهما في تاريخ أمتنا المشرّف والمليء بالتضحيات والبطولة المؤيّدة بصحّة العقيدة، لا بدّ من الوقوف أمام شهدائنا لأخذ الدروس والعِبر، إنّ توحيد وجهة البندقية نحو العدوّ الصهيوني الذي يحتلّ فلسطين، هو الطريق الصحيح والمختصر، لتحرير أرضنا وتطهيرها من دنس الاحتلال. مردّداً قول سعاده: «كلّنا نموت، ولكنّ قليلين منّا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة»، فكلّ التحية للمقاومين الصامدين في فلسطين، وللمقاومين المرابطين على كامل مساحة الأمة. التحية لشهداء عملية نهاريا البطولية، والتحية لجيوش الشام والعراق ولبنان الذين داسوا بنعالهم خطوط «سايكس ـ بيكو»، وتحية لمن يساندهم من المقاومين الأبطال في المقاومة ونسور الزوبعة، ولتحيَ فلسطين وإننا حتماً لعائدون.