«القومي» وأهالي راشيا الفخار يشيّعون المأسوف على شبابه فادي جرجس حردان بمأتم مهيب
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي بلدة راشيا الفخار الرفيق الراحل المأسوف على شبابه فادي جرجس حردان، إبن شقيق عضو المجلس الأعلى في الحزب النائب أسعد حردان، وذلك بمأتم رسمي وشعبي حاشد تقدمه رئيس الحزب الوزير علي قانصو، وحشد من أعضاء المجلس الأعلى ومجلس العمد والمؤتمر القومي، ووفد من مشايخ البياضة تقدمه المشايخ: أبو سهيل غالب قيس وأبو حسن سليمان شجاع وحسان جنبلاط.
كما شارك في التشييع مطران صيدا وصور للروم الكاثوليك ميخائيل الأبرص، مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي حسن دلة، الشيخ إسماعيل دلة، الأب فخري مراد، رئيس اتحاد بلديات العرقوب ـ رئيس بلدية شبعا الحاج محمد صعب، رئيس بلدية مرجعيون أمل حوراني، وعدد كبير من رؤساء بلديات مناطق مرجعيون وحاصبيا والعرقوب ومخاتيرها.
وشاركت في التشييع وفود من مناطق المتن الشمالي، صيدا، صور، النبطية، ومن الوحدات الحزبية في المنطقة الجنوبية.
وبعد تقبل التعازي في القاعة المجاورة لكنيسة البلدة، انتقل المشيعون للمشاركة في الاحتفال بصلاة الجناز الذي ترأسه المطران ميخائيل الأبرص بمعاونة عدد من الآباء والكهنة.
الأبرص
وكانت للمطران الأبرص كلمة نوّه فيها بمسيرة الفقيد وبتاريخ عائلته الوطني والمقاوم، وقال فيها: «معالي الوزير، أهل الفقيد، الآباء الأجلاء، إخواتي أخواتي الأحباء.. بالواقع، تبقى الوقفة أمام الموت رهيبة، وغالباً ما نقف أمامها حائرين ومتساءلين عن سر الحياة، خاصة عندما يكون الشخص الراقد محبوباً وقريباً من الناس.. لماذا غاب؟ وإلى أين؟
لنكن واقعيين: كلنا يقين أنه لن يبقى إنسان على وجه الأرض حتى المجيء الثاني للمسيح: هذا ما نعيشه وما نراه وما نختبره، وهذا ما يقوله لنا الكتاب المقدس: فالإنسان كائن حي، خلقه الله على صورته كمثال، وبما أنه مخلوق فله بداية وبالتالي له نهاية حتماً، وتبقى استمراريته عبر الزمان بسليلته، وخاصةً بسيرته الذاتية..
يرتكز إيماننا المسيحي على السيد المسيح وعلى أقواله وحياته، ألم يقل لنا: «من آمن بي وإن مات فسيحيا»، «من يسمع كلامي ويؤمن بمن أرسلني له الحياة الأبدية ولا يأتي لدينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة»، «من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية»، «أنا خبز الحياة»، والحياة التي يعنيها المسيح هي الحياة الأبدية حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهُّد.
اجتمعنا اليوم لنودع أخاً لنا، سبقنا إلى الحياة الأبدية هو فادي جرجس حردان، ابن عائلة كريمة عريقة، مشهود لها بالأخلاق الحميدة، خدمت المجتمع والوطن والكنيسة، تخصص في برمجة الكمبيوتر وسافر إلى الخليج العربي وعمل هناك وكان مثال الموظف الناجح والمخلص والمتفاني في عمله، عاد إلى لبنان وتزوج من ريتا تابري وهي أيضاً من عائلة معروفة وكريمة، فأسّسا معاً عائلة قوامها ولدان هما ماهر وديما، فربياهما أحسن تربية وزرعا في قلبيهما روح المحبة والتقوى والعلم والإخلاص للوطن..
كان الفقيد الغالي فادي، كما علمت، ذا حكمة وصاحب رأي صائب يحلّ كافة المشاكل بالعقل والحكمة والكلمة الطيبة، يحكم بالعدل والمنطق ويرفض العنف، محباً لرفاقه، خلوقاً في تعامله يحترم الكبير والصغير. لذا أحبه كلّ من عرفه وكان مقصد الجميع.
وختم الأبرص: بهذا الإيمان والرجاء والمحبة، أتقدم باسمي الشخصي وباسم سيدنا جاورجيوس راعي الأبرشية الغائب لأسباب قاهرة وباسم الآباء المشتركين معي بالصلاة بالتعزية القلبية من زوجته ريتا تابري وولديه ماهر وعائلته وديما الأفاضل، ومن والده جرجس حليم حردان، ومن أعمامه رامز ومعالي الوزير أسعد، ومن إخوته فؤاد وناجي وجمانة وسوزان وسهام وهالة وعائلاتهم ومن عموم عائلات حردان وتابري والمر، وفرنجية وزيدان وغياض، ونجيم وعيد والسيار، وكحاله وخنيصر وقاصوف وصعب، ومن عموم أهالي راشيا الفخار وأقاربهم في الوطن والمهجر، ومن رفقائه في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بأحرّ التعازي سائلاً للجميع بلسم العزاء بفقدانه.
كلمة الحزب والعائلة
وألقى عضو المجلس القومي جرجي الغريب كلمة باسم الحزب وعائلة الراحل جاء فيها: إنه ليعزّ علينا أن نفقد رفيقاً عزيزاً وشاباً لا زال في ريعان شبابه ولا زال في قدرته على الصراع والعطاء من أجل بلادنا الجميلة، بلادنا العظيمة، بلادنا المصارعة من أجل كرامتها وبقائها وحريتها.
أيها الرفيق العزيز الراحل عنا.. لقد رحلتَ باكراً فكان رحيلك مفاجأة لأهلك ورفقائك وكل من عرفك..
يا ليتك استمهلت برحيلك، فحزبك وبلادك بكفاحهما وصراعهما وصمودهما لا زالا بحاجة إلى أمثالك الذين يحملون إيماناً وعقيدة تساوي الوجود. يحملون إيماناً خالصاً نقياً راسخاً بأنّ هذه الأمة وهذه النهضة العظيمة، وأنت من رجالها، هي سائرة إلى الغلبة والنصر الأكيد بإصرارها على خوض الصراع القاسي المرير والمدمّر، مهما كلف من دماء غالية.. هذه الدماء التي آمنا بأنها وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها.
أيها الرفيق الراحل عنا.. نذكرك طفلاً تلعب وتلهو في دار جدك أبو رامز حليم حردان الرفيق الراحل المناضل والقومي المؤمن بالعقيدة، الصلب بإيمانه الذي قدم شاباً من أبنائه شهيداً في صفوف الحزب.. إنه الشهيد عزيز حليم حردان.. ونذكرك حفيداً لجدك المناضل الصلب والشجاع والمضحّي في أصعب الظروف يوسف سعدو شلهوب والذي قدم أيضاً ابنه الشاب ورفيقه في الحزب إسبر شلهوب.
ونذكرك رفيقاً لوالدك أبو فادي جريس حردان..
رفيقي.. كنت مناضلاً نشأ في كنف البيئة القومية الاجتماعية بل كنت في قلعة قومية اجتماعية.. نشأتَ شاباً من شباب الحزب مؤمناً بحزبك صادقاً في إيمانك القومي ملبياً في المهمّات.
أيها الرفيق العزيز الراحل عنّا.. لقد عدت إلينا.. إلى بلدتك راشيا الفخار التي أحببت.. عدت ملفوفاً بعلم الزوبعة الحمراء والتي تمثل للقوميين الاجتماعيين وللأمة ما تمثل من قيم النهضة.. فالحرية والواجب والنظام والقوة قيم فعلت فعلها في النفوس الأبية.. فكان الوعي والانتماء فالتضحية فالجهاد.
في لحظة الرحيل نعرف أنّ أجسادنا ستضمحل وتفنى أما الحقيقة التي حملتها هذه النفوس الحرة ستبقى خالدة في المجتمع. وهنا نذكر قول سعاده العظيم ونحن نُحيي ذكرى استشهاده في الثامن من تموز. ونردّد: قد تسقط أجسادُنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.
رفيقنا العزيز فادي.. أيها الراحل عنّا.. ها هم رفقاؤك جنود الحزب يتحلقون حول نعشك والدموع حُبست في أحداق العيون، والغضب قطّب الجباه، والاعتزاز رفع الرؤوس فشمخت.
هم نسور الزوبعة الحمراء.. هم من أحببت فأحبوك.. هم المدافعون أمس واليوم وغداً.. ببطولاتهم وتضحياتهم يُصان الشرف وتُصان الأرض.. إنهم يحبون الحياة العزيزة ويحبون الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة.
حلق أيها النسر الغالي.. حلّق فوق أكتاف رفقائك.. إنها أكتاف جبابرة.. حلق بنفسك فوق راحاتهم فعيوننا مشدودة نحو نعشك.. قسماً ستبقى صدورنا عامرة بالإيمان، ونفوسنا متأهبة للصراع حتى نقضي على تنين الإرهاب وحتى نزيل الاحتلال عن كلّ أرضنا القومية وحتى يصير هذا الوطن العزيز لبنان محصّناً بالإخاء القومي خالياً من التعصُّب الطائفي والمذهبي.. فهذي سواعدنا نرفعها زاوية قائمة بالتحية الحزبية لوداعك وحناجرنا سيظلّ هتافها يدوّي لتحي سورية.
أيها المشيعون الأكارم..
باسم سعادة النائب الأمين أسعد حردان
وباسم والد الفقيد وعائلته
وباسم أهالي بلدة راشيا الفخار
وباسم الحزب السوري القومي الاجتماعي
نتقدم بالشكر والاحترام والتقدير لكلّ من جاء وشاركنا في تشييع فقيدنا الرفيق فادي
والبقاء للأمة…
وختاماً شُيِّع الراحل إلى مثواه الأخير حيث حمل المشيعون النعش، تتقدمهم أعلام الزوبعة وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، قبل أن يُوارى الراحل في الثرى.