عدد جديد من مجلة «المعرفة»
تضمن العدد الجديد من مجلة «المعرفة» الشهرية، الصادرة عن وزارة الثقافة السورية، مجموعة من الدراسات والبحوث المتنوعة المواضيع الاجتماعية والأدبية، فضلاً عن الأعمال الأدبية شعراً وقصة وقراءات نقدية.
لوزير الثقافة عصام خليل مقالة في هذا العدد عنوانها «المؤسسة والفرد» مما جاء فيها: «يجب أن تكون وزارة الثقافة السورية وزارة مواجهة ووزارة دفاع عن ملامح أمة ورصيد شعب ووجدانه وضميره وإرثه الثقافي العظيم، لأن ثقافة الموت التي تفوح من جيفة العقل الجامد لا يمكن مواجهتها إلاّ بالعقل المنفتح على الحياة وبإزاحة الستائر القاتمة عن أدمغة مغسولة بنقيع الحقد الحامض. إن المواجهة ضد مشروع القتل والتدمير والعنف هي مواجهة ثقافية في أساسها، ودحر للعقل الظلامي الذي ينتج القتلة والإرهابيين، واستعادة الحياة لا تكون إلا بزوال الإرهاب إن الشعب السوري سوف ينتصر للضوء والينابيع، كما انتصر في كل معاركه عبر التاريخ، لأن شعبا أنتج الحياة لن يسمح بإزهاقها على أيدي غرباء لا يحملون من الإنسانية إلا الافتقار إليها».
في كلمة العدد، اعتبر رئيس التحرير الدكتور على القيم إنه ما زال موضوع الثقافة والمثقف يثير الجدال والمناقشة والخلاف حول التعريف والمهمة والهدف والغاية والطموح والرؤى وأساليب التفكير والقيم والعادات والمعتقدات، حتى أصبح هناك ما يزيد على 160 تعريفاً للثقافة، موضحاً أن العرب استعملوا كلمة ثقافة بمعنى التقويم والتهذيب، واستعملوها بمعنى الحذق والفطنة ووردت لدى بعضهم بمعنى الوجود والتمكن والغلبة.
وكتب ابراهيم الصغير تحت عنوان «محمد البزم .. شاعر العروبة والشام» مشيراً إلى أن الشاعر البزم ظل يتدارس العلوم ويدرسها حتى أواخر أيامه، وأصبح علماً فيها وحجة في فهمها، وتعلم بعد العشرين وغداً مدرّساً لفنون البلاغة والإنشاء في السادسة والعشرين، على ما أوضح في مذكراته، وأمسى من علماء دمشق ومشاهيرها في اللغة والنحو والشعر.
في العدد أيضاً بحث للدكتور محمد قاسم عبد الله عنوانه «التشريح النفسي لظاهرة الجمود الفكري» ويرى فيه ان الإنسان يمتلك قدرات معرفية رائعة أكثرها جلاء التفكير واللغة، موضحاً أن المخاطبة أو التواصل والتفكير طرائق لاستخدام اللغة، للسلوك الإنساني ثلاثة مكونات أساسية هي المكون المعرفي والانفعالي والسلوكي.
في باب «الإبداع» قصيدتان الأولى عنوانها «قاسيون» للشاعر وائل أبو يزبك، والثانية «ما زلت تحمل الجمر الحنون» للشاعر غياث الجرف، إلى قصتين: «أربع حكايات بحرية» لعزيز نصار و«وعاد خليل» لأيمن الحسن.
أما في ملف «آفاق المعرفة» فيرى جميل الأحمد في مقاله «كيف نشأت لغة البشر» أن اللغة هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، ويعتبر الكلام عملية تلقائية لا شعورية، ويرجع الفضل في نشأة اللغة إلى عاملين هما قدرة الإنسان على التفكير والمجتمع والحياة الاجتماعية.
أما «كتاب الشهر» فهو «التائهون» لأمين معلوف، عرض وتقديم لمنهال الغضبان، لافتاً إلى أن مؤلف الرواية يبني الفضاء الروائي لسرده انطلاقاً من الحدث الأبرز في هذا العمل وهو وفاة مراد الصديق المشترك لأبطال الرواية الرئيسيين الذين جمعتهم المرحلة الجامعية الأولى وفرّقتهم تطورات الحرب اللبنانية في منتصف السبعينات، واصفاً أبطال روايته بأنهم متلازمون في شبابهم.
«حوار العدد» مع الدكتور نبيل الحفار الذي فاز بجائزة الدولة التقديرية لعام 2014، ويضيء الحوار على جوانب حياته الأدبية والثقافية التي ساهمت في نيله الجائزة. ويلقي الكاتب حسني هلال ضوءاً على عدد من الإصدارات مثل المجموعة القصصية «درة» لمالك صقور و«السلطة والأخلاق» للدكتور ثائر زين الدين و«ذكريات» لعبد الجليل بحبوح و«بدايات» لخضر مجر و«نصوص هاشمية» لحسين هاشم، إضافة إلى «آخر الكلام» تحت عنوان «الصراع بين الأسطورة والتاريخ» بقلم رئيس التحرير.
في الصفحة الأخيرة يتناول الناقد الدكتور محمود شاهين لوحة طبيعة صامتة للفنان فيصل عجمي مشيراً إلى أنها تمثل الأسلوب الفني الذي اشتغل عليه عجمي المنتمي إلى جيل ما بعد الرواد في التشكيل السوري المعاصر. وزيّنت غلاف المجلة الأول منحوتة للفنان السوري العالمي مصطفى علي عنوانها «آلهة الشمس»، فيما زين الغلاف الأخير بصورة لناووس من الفخار عثر عليه في موقع عمريت ويعود إلى 500 سنة قبل الميلاد.