تيلرسون في الكويت محاولاً نزع فتيل أزمة الخليج

وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الكويت أمس، في مستهلّ جولة إقليمية تهدف إلى محاولة نزع فتيل أكبر خلاف سياسي تشهده المنطقة منذ سنوات بين قطر ومحيطها الخليجي والعربي.

ويزور تيلرسون الكويت، الوسيط الرئيسي في الأزمة، إلى جانب قطر والسعودية، مدشناً انخراطاً أميركياً مباشراً في الخلاف المتفاقم بين الدولتين الخليجيتين الغنيتين.

وعشية الزيارة، قال متحدث باسم تيلرسون إنه من المبكر «توقع التوصل إلى نتائج خلال جولة المسؤول الأميركي»، مضيفاً «نحن على بعد أشهر مما نتصوّر أنه سيكون حلاً فعلياً، وهذا الأمر غير مشجّع».

وصرّحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي الذي تشهده قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. لقد أصبحنا قلقين بشكل متزايد من أن هذا النزاع وصل إلى طريق مسدود عند هذه النقطة. ونعتقد أن هذا يمكن أن يستمر لمدة أسابيع، ويمكن أن يستمر لأشهر. ويمكن أن تزداد الحدة».

ويرى خبراء «أنّ نجاح جولة تيلرسون في نزع فتيل الأزمة التي تحمل أبعاداً وتبعات اقتصادية كبرى يتوقف على مدى قدرته على إقناع قادة الخليج بوحدة الموقف الأميركي، من الرئيس دونالد ترامب، إلى وزارتي الخارجية والدفاع».

وكان ترامب أكد في بداية الأزمة دعمه لمقاطعة قطر، متّهماً إياها بتمويل الإرهاب. وقال إنّ «دولة قطر للأسف قامت تاريخياً بتمويل الإرهاب على مستوى عال جداً»، مضيفاً «الوقت حان لدعوة قطر إلى التوقف عن تمويل الإرهاب».

لكن وزارة الخارجية اعتمدت مقاربة أقل حدة، إذ دعت الدول الأربع إلى «تخفيف الإجراءات المتخذة بحق الدوحة»، بينما قامت وزارة الدفاع بإجراء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات القطرية في الإمارة وتوقيع عقود معها لبيعها طائرات مقاتلة».

وقال المحلل الخبير في شؤون الخليج نيل باتريك «إنّ مدى تأثير تيلرسون يعتمد على ما إذا اقتنع قادة الدول المعنية بالأزمة بأنّ وزير الخارجية مدعوم من الرئيس ترامب».

رغم الوساطة الكويتية، والوساطات الغربية التي حاولت القيام بها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول، لا يتوقع مسؤولون في المنطقة «أن تنتهي الأزمة الدبلوماسية الأكبر في الخليج منذ سنوات، في وقت قريب».

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في تويتر «لن ينجح أي جهد دبلوماسي أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة».

وأضاف «الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها».

ومن المقرّر أن يحضر مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سادويل اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.

ويأمل مراقبون خليجيون بأن تعطي زيارة تيلرسون «دفعة قوية للوصول إلى حل، خصوصاً أنّ جولته على الأطراف الرئيسية للنزاع تدشن انخراطاً مباشراً في الخلاف من قبل إدارة ترامب التي تتمتع حالياً بعلاقات قوية مع الخليج بعد سنوات من الفتور في عهد الرئيس السابق باراك أوباما».

وللولايات المتحدة والدول الكبرى مصالح اقتصادية ضخمة في الخليج، المنطقة التي تضم ثلث احتياطات النفط العالمي.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبدالله الشايجي «إنّ الجولة تأتي بعد تصريحات متناقضة في واشنطن حيال الخلاف»، مضيفاً أنها «آخر محاولات إنقاذ الموقف وحل الأزمة التي بدأت تؤثر على الاستقرار الإقليمي وعلى الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى