الجعفري: ملف مكافحة الإرهاب أولويّة.. ودي ميستورا يرى «نضوج» لدى المعارضة

قال رئيس وفد الحكومة السوريّة إلى جنيف بشار الجعفري، إنّ وفد بلاده يعتبر أنّ المناقشات التي دامت حوالى ثلاث ساعات حول مكافحة الإرهاب «مدخلاً هامّاً لاستكمال مناقشة هذا الملف الذي هو من أولويّة الأولويّات لسورية، والذي يجب أن يكون كذلك لجميع دول العالم».

وأكّد الجعفري في مؤتمر صحافي في جنيف، أنّه يجري اجتماع بين الخبراء الفنيّين لوفد الحكومة السوريّة وخبراء يعملون مع دي ميستورا لمناقشة ورقة المبادئ من 12 نقطة، حول أُسُس وأهداف العمليّة السياسيّة في سورية.

وتواصلت لليوم الثاني أمس، جلسات الحوار السوري – السوري مع مبعوث الأمم المتحدة في مقرّ الأمم المتحدة بجنيف، في إطار الجولة السابعة التي بدأت أول أمس.

وكان دي ميستورا أكّد في لقاء خاص مع ريا نوفوستي الروسية في جنيف، أنّه ينوي إجراء أربع جولات من الحوار السوري حتى نهاية العام الحالي، وقال: «نأمل أن تكون لدينا بنهاية هذا العام صورة مختلفة في سورية».

وبيّن المبعوث الأممي إلى سورية، أنّ قادة العالم «أصبحوا يركّزون معاً على إيجاد الأولويّات التي من شأنها أن تسمح بتسوية الأزمة في سورية»، موضحاً «أنّ الأولويّة أصبحت عند الجميع الآن محاربة تنظيم «داعش» وتحرير مدينة الرقة ورفع الحصار عن دير الزور، وإيصال المساعدات الإنسانيّة، إضافةً إلى كيفيّة تحقيق الاستقرار في البلاد والذي يأتي فقط عبر الحلّ السياسي».

وأقرّ دي ميستورا بأنّه من السابق لأوانه الحديث عن دمج أطياف المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف في وفد موحّد، لكنّه أكّد أنّ الأمم المتحدة تلاحظ تقدّماً نحو صياغة مواقف موحّدة للمعارضة.

وتابع قائلاً: «اليوم توصّلنا لأول مرة إلى تلاقي مواقف أطياف المعارضة السوريّة، ويمكنني أن أقول إنّ المعارضة، كما تبدو، تتحرّك نحو صياغة موقف موحّد من مسائل الدستور. علاوة على ذلك، يتحرّكون نحو مواقف موحّدة من المبادئ الـ12 الأساسية المتعلّقة بمستقبل سورية والتي تقبلها كذلك الحكومة السوريّة».

وكشف المبعوث الأممي، أنّ ممثّلي مختلف منصّات المعارضة لم يعودوا متفرّقين، بل يعملون معاً في غرفة واحدة مع الفريق الأممي من أجل التوصّل إلى مواقف موحّدة.

واستطرد قائلاً: «قبل عام كان من المستحيل حتى أن أتصوّر مثل هذا الوضع. إنّهم المعارضون – كانوا يرفضون الاعتراف ببعضهم البعض»، وتابع: «كان ذلك بالنسبة لي مفاجأة سارة، عندما وجدت كم نقطة تلاقٍ يمكنهم أن يجدوا فيما بينهم. إنّهم ليسوا بعيدين عن بعض المواقف التي سبق للحكومة أن حدّدتها: السيادة ووحدة الأراضي وسلامتها، وحماية مؤسسات الدولة.. وإلخ».

وأوضح المبعوث قائلاً: «في الوقت الراهن أشاهد مقاربة ناضجة جدّاً، لأنّ المعارضون يلاحظون أنّ الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة بدأت فعلاً في بحث سُبُل إنهاء هذا النزاع».

وتابع أنّ المناقشات الفنّية بمشاركة وفود المعارضة السوريّة والحكومة في جنيف ستتعلّق ليس بمسائل صياغة الدستور فحسب، بل وستتناول «السلال» الثلاث الأخرى، وهي إدارة البلاد ومحاربة الإرهاب وإجراء الانتخابات.

كما أكّد المبعوث الأممي أنّه ينوي إشراك ممثّلي أكراد سورية في المشاورات الفنّية في محفل مفاوضات جنيف، وشدّد على ضرورة أن يلعب الأكراد دورهم في صياغة الدستور السوري الجديد.

وقال: «يجب أن يُشارك الأكراد في صياغة الدستور الجديد، أو تعديل الدستور الحالي».

وأوضح أنّ جنيف تشهد حالياً «مناقشات فنّية حول جدول الأعمال وطابع العمليّة»، وليس عن مضمون الدستور نفسه. وتابع: «عندما يحين الوقت، سيكون من الصعب أن نتجاهل صوت الأكراد السوريّين». وأضاف أنّه يتلقّى دائماً تأكيدات أنّ هناك تمثيلاً للأكراد في كافّة أطياف المعارضة السورية.

وأكّد المبعوث الأممي، أنّه عندما يبدأ السوريّون في صياغة دستورهم فعلاً، ستشارك في هذه العملية كافّة مكوّنات المجتمع السوري.

وأكّد مصدر مطّلع بأنّ الأولويّات بالنسبة لوفد الحكومة السورية هو مكافحة الإرهاب، قبل مناقشة أيّ مسألة أخرى في جنيف. بينما يعتبر وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» أنّ هذا الأمر يأتي في مرحلة لاحقة، فالأولويّة عنده هو تشكيل هيئة حكم انتقالية تقوم بإعادة هيكلة الدولة للوصول إلى مكافحة الإرهاب. كما ترى الهيئة أنّ الجيش الحرّ والفصائل الاخرى التابعة لها تقوم بمهمّة مكافحة الإرهاب.

ولفتَ المصدر إلى أنّ مسألة أساسيّة حصلت أول أمس بين وفود المعارضة التي اجتمعت حتى ساعة متأخّرة من الليل، حيث عُلم أنّ اللقاء كان للدردشة والحديث حول العملية السياسية بشكلٍ عام، من دون أن يكون هناك خطّة عمل للتنسيق بينها، مضيفاً أنّ مسألة تشكيل وفد موحّد للمعارضة لا تزال مستبعدة، لكنّ التنسيق على ما يبدو هو على المسائل التقنيّة.

وأشار إلى وجود تقارب في وجهات النظر بشكل عام حول ورقة المبادئ الــ 12، فيما الخلافات تكمن في تحديد مرجعيّات التفاوض. إذ إنّ منصّتي موسكو والقاهرة تعتبران أنّ المرجعية لأيّة عملية سياسية هي القرار الدولي 2254، بينما يعتبر وفد الهيئة أنّ الخارطة التي وضعها العام الماضي في الرياض هي المرجعيّة.

إلى ذلك، رحبت كازاخستان بالتوصّل إلى اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة، لإقامة منطقة وقف تصعيد في جنوب غربي سورية.

جاء ذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية في كازاخستان، نُشر على موقعها أمس.

ميدانياً، نفت مصادر ما تحدّثت عنه تنسيقيّات المسلّحين حول إسقاط طائرة حربيّة للجيش السوري في إحدى مناطق تخفيف التوتر التي يشملها وقف إطلاق النار في سورية، من دون نشر ما يثبت ذلك.

وكان ما يسمّى «جيش أسود الشرقية» أعلن على صفحته في «تويتر»، أنّه تمّ إسقاط طائرة حربية للجيش السوري بالقرب من منطقة أم رمم شمال غربي محروثة في البادية السورية، بعد حديث عن سيطرة عناصر «أسود الشرقية» على منطقة أم رمم بعد معارك مع الجيش السوري وحلفائه.

ولم تَنشر صفحات المسلّحين حتى الآن أيّة صور أو مقاطع مصوّرة تُظهر إسقاط الطائرة أو حُطامها.

وفي السياق الميداني، سقط العديد من القتلى والمصابين بين صفوف إرهابيذي «داعش» بنيران وحدات الجيش السوري العاملة في دير الزور، في حين أكّدت مصادر أهليّة فرار عدد من متزعّمي التنظيم التكفيري في ظلّ حالة التخبّط والفوضى التي تعمّ صفوفه بعد الخسائر الفادحة التي تكبّدها خلال الأيام القليلة الماضية.

وذكر مصدر، أنّ وحدات من الجيش اشتبكت بالأسلحة المتوسّطة والخفيفة مع مجموعات إرهابّية من «داعش» على المحورين الجنوبي والغربي لمدينة دير الزور ومحيط المطار العسكري، انتهت بمقتل وإصابة العديد من أفرادها.

ولفت المصدر إلى أنّ الطيران الحربي السوري نفّذ غارات مكثّفة على أوكار وتحرّكات تنظيم «داعش» في الحسينية والبغيلية والبانوراما وحطلة ومراط ومظلوم، ما أدّى إلى تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى