الساحلي: هذا زمن انتصار أبناء الحياة على أبناء الجهل والموت

أحيت منفذية سيدني في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الثامنة والستين لاستشهاد الزعيم أنطون سعاده باحتفال حاشد شاركت فيه أحزاب الجالية وفاعلياتها. وحضر الاحتفال إلى جانب منفذ عام سيدني جورج يزبك وأعضاء هيئة المنفذية، المندوب السياسي للحزب في أستراليا عادل موسى، وعضو المجلس القومي محمود الساحلي، وعدد من المسؤولين الحزبيين.

كما حضر القنصل الفخري السوري ماهر دباغ، منسّق تيار المردة فادي ملو، مفوض الوطنيون الأحرار الديمقراطيون ريمون بو عاصي، مسؤول حركة أمل كامل مسلماني، فوزي أمين عن حزب البعث العربي الاشتراكي، الشيخ ميكائيل غانم ممثلاً المجلس الاسلامي العلوي، زياد الداود عن جمعية المشاريع الإسلامية، عبد القادر قرنوح ممثل منظمة التحرير الفلسطينية، منير محاجنة أمين سرّ حركة فتح، جميل بطشون رئيس النادي الفلسطيني، الدكتور غسان العشّي رئيس المجلس الوطني، سمير يوسف ممثّلاً تجمّع الأحزاب الكلدانية، إضافةً إلى ممثلين عن الأحزاب القومية الوطنية الحليفة والجمعيات الأهلية والثقافية، الدكتور عماد برو، وعدد من كبير ممثلي وسائل الإعلام، كما حضر إعلاميون يتقدّمهم حسين الديراني، عباس مراد، أكرم المغوش، وحشد من القوميين وأبناء الجالية.

بدأ الاحتفال بالنشيد الأسترالي ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم عُرِض وثائقيّ عن بطولات نسور الزوبعة.

تعريف

عرّف الاحتفال مصطفى الأيوبي بكلمات وجدانية عن استشهاد الزعيم، جاء فيها: أرادوا الثامن من تمّوز قبراً فكان حياة وارتقاء وخلوداً. قالوا له أنت عدوّ لبنان، فقال: أنا عدوّ طائفيتكم وإقطاعيتكم وفسادكم في لبنان. قالوا له نريد رأسك قال لهم أريد سلامة رؤوسكم. قالوا له ستموت قال لهم أنا أموت أما حزبي فباقٍ. قالوا سنقضي على حزبك قال لهم لو قضيتم على مئات منّا فلم تتمكّنوا من القضاء على الحقيقة التي تخلد بها نفوسنا، ولن تتمكنوا من القضاء على بقيّة تقيم الحقّ وتسحق الباطل. قالوا له ستسقط قال لهم: قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.

وأضاف: اليوم، وما بين الثامن من تموز 1949 والثامن من تموز 2017 زمن يقاس بعمر الأفراد لا بعمر الأمم والأوطان، اليوم عاد التنين شاهراً غدره من جديد، اليوم عادوا ليحاكموا الأمين حبيب الشرتوني ومن يحاكم؟ يا لعارك يا وطن من ليلة طالت ثمانية وستين سنة، ويستمرّ هذا الذلّ ونحن نظلّ نستقبل الرصاص بصدورنا، ونرفض عصب أعيننا، وسنسقي كلّ حبّة تراب من الوطن من دمائنا حتى ترتوي.

وتابع: سنبقى الرسل الأمناء لقضيتنا القومية يا معلّمي وسنظلّ نردّد كما علّمتنا لا الشدائد تميتنا، ولا الأهوال تزعزع إيماننا، ولا قوّة على وجه البسيطة تقدر أن تردّنا عن غايتنا، وسيظلّ دمك يسيل نوراً في عروقنا ولعنة تطاردهم.

كلمة الأشبال

تخلّل الاحتفال عرض قدّمته ثلة من الأشبال، وألقت بِاسمهم الزهرة كلريتا المكحل كلمة جاء فيها: في فجر الثامن من تمّوز أرادوا قتل الحياة والروح في جسد الأمة، فأعدموا سعاده العظيم الذي جاء فقط من أجل حياة الأمة.

أُعدم الزعيم سعاده لأنه نادى بالحرّية والواجب والنظام والقوة، أُعدم الزعيم سعاده لأنه حارب الطائفية وأراد أن يوحد المجتمع، أعدم لأنه حارب الجهل وحدّد من أين يأتي الخطر. أُعدم لأنه نادى بالحقّ والخير والجمال. أما قاتلوه فأرادوا الشرّ والفوضى والتفرقة، لأنهم كانوا جبناء وخافوا منه عليهم لذلك قتلوه.

وختمت قائلة: نحن الأشبال والزهرات تعلّمنا في مدرسة سعاده أنّ الحياة وقفة عزٍّ فقط، في مدرسة الحزب السوري القومي الاجتماعي نتعلّم كلّ يوم عن معاني أن يكون الإنسان قومياً، من خلال الدروس التي نتلقّاها، ومن خلال النشاطات التي يعدّها الحزب لأجل تربيتنا نحن الأشبال والزهرات، نتعلّم المبادئ وعن فكر سعاده القائد القدوة، من خلال المخيّمات والأنشطة التي تعدّها نطارة التربية. ونحن الأشبال نعتزّ بما نقوم به ونعتزّ بالطريق الذي نسلكه يداً بِيَد مع باقي الأشبال، لحمل مشعل هذه النهضة وفكر أنطون سعاده الشهيد والمعلّم والقدوة.

الساحلي

كلمة منفذية سيدني ألقاها ناظر الإذاعة شادي الساحلي واستهلّها بقول لأنطون سعاده: «إن أزمنة مليئة بالصعاب والمِحن، تأتي على الأمم الحية، فلا يكون لها إنقاذ منها، إلا بالبطولة المؤيّدة بصحة العقيدة».

وتابع: هذا الزمن هو زمن المعلّم الذي عبر بنا من زمن التخبّط والانحطاط إلى زمن الخير والجمال، من زمن الذلّ والخنوع، إلى زمن العزّ والرأس المرفوعة، هذا زمن انتصار أبناء الحياة على أبناء الجهل والموت، هذا الزمن هو زمن فلسطين، زمن انتصار الأسرى وأبطال السكاكين، إنه زمن المقاومة والمقاومين، زمن الصمود والصامدين، إنه زمن الشهيد أنطون سعاده.

أضاف: إن الإرادة السورية نفسها التي انتصرت على التنّين في الماضي، ها هي تكسر مخالب هذا التنّين الجديد وأنيابه. وإنّ الأمة السورية ستحيا لأنّ فيها فكراً عظيماً ونسوراً أشداء يرفضون أن يكون القبر مكاناً لأمّتهم تحت الشمس.

وختم الساحلي كلمته بتوجيه التحية إلى شهداء وأبطال نسور الزوبعة، وإلى شهداء المقاومة والجيش في لبنان والشام والعراق، الذين قدّموا أرواحهم فداء للأرض كي لا يدنّسها الإرهاب.

كلمات بالمناسبة

تخلّل الاحتفال عدد من الكلمات، أبرزها للقنصل الفخري السوري، ولتيار المردة، وكلمة بِاسم حزب البعث العربي الاشتراكي، وأشادت الكلمات بمسيرة باعث النهضة، وتطرّقت إلى دوره الفكري والأدبي والفلسفي، حيث استشرف المرحلة التي تمرّ بها الأمة حتى يومنا هذا، كاشفاً أطماع اليهود والغرب والولايات المتحدة الأميركية في مقدرات الأمة وخيراتها وتقسيمها، والمؤامرة الصهيونية باحتلال جنوب الأمة فلسطين، وإنشاء دولة الشرّ «إسرائيل» على أرض سورية الانتماء والهوية، وهذا ما أدّى إلى التآمر عليه واغتياله. كما حيّت الكلمات شهداء وأبطال نسور الزوبعة، وشهداء المقاومة والجيش في الشام ولبنان والعراق، التي ساهمت في صنع هذا النصر العظيم.

وفي ختام المهرجان، سلّم المنفذ العام وسام الواجب للرفيق الشاعر فواد الشريدي الذي ألقى مجموعة من قصائده التي تناولت معاني المناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى