وفاء موصللي… للحضور الرمضانيّ إبداع يكرّسه الاختلاف
آمنة ملحم
كعادتها، لا تسجّل الفنانة وفاء موصللي مروراً عابراً في المائدة الدرامية السنوية، بل تفوح لحضورها على الدوام نكهة خاصة لا يمكن الاستغناء عنها، وبشخصيات متنوّعة ومختلفة ظهرت على الشاشة هذه السنة.
فمن «باب الحارة» الذي تقدّم فيه شخصية «فريال» التي اعتادت أداءها في كلّ سنة كامرأة انفعالية يقودها غضبها إلى ارتكاب أفعال تندم عليها لاحقاً، في نمط بعيد عن شخصيتها الحقيقية كما تؤكد، فهي منطقية جدّاً ومتعلمة تحكّم عقلها في أيّ تصرّف تقدم عليه.
إلى شخصية المشعوذة في «الرابوص»، التي تمارس طقوس السحر، بماكياج جعلها أقرب إلى روح الشعوذة وطقوسها، وخدم الشخصية بشكلها العام، وهذا ما تعتبره موصللي الدور الأساس للمكياج في خدمة الشخصية المقدَّمة، وليس تقديم الفنانة كموديل؟ وبجهود واضحة بذلتها في تعلّم كلمات عبرية ولاتينية لإتقان الدور كما يجب، والذي أعطته من روحها كما تقول، لا سيما مع مرافقته قصّة إنسانية مع ابنتها التي جعلتها تعكف عن السحر، وكلّ غايتها شفاؤها. وهنا برزت موصللي كأمّ تتقن هذا الدور، والذي لا تستطيع معه تحييد أمومتها التي تعتبرها أنبل ما يمكن للمرأة امتلاكه وتقديمه حتى على الشاشة.
إلى دور «أمّ جمال» في مسلسل «شوق»، الأمّ التي تعبت في تربية أبنائها. إلّا أنّ الحرب غيّرت مسار حياتهم، ولكنها تبقى تلك الأمّ المعطاء المؤثّرة في الحياة القوية في مواجهة مصائب عدّة تُرمى في طريقها.
كما لم تغب موصللي عن لوحات «بقعة ضوء»، المسلسل الذي تعتبره عملاً مقرّباً من الجميع، يقدّم الابتسامة على مبدأ «شرّ البليّة ما يُضحك»، ومعه المفارقات، تارة يضحك الجمهور منها، وتارة يذرف الدموع.
بأعمال متنوّعة، ورغم تعدّدها، لم نشهد هذه السنة شخصية لوفاء موصللي مشابهة للأخرى. وتبقى الممثلة القديرة ورقة هامة في الدراما السورية، تنبض إبداعاً وحياة كلّ سنة، مع تمسّكها من جهة أخرى بالأعمال الإذاعية التي لم تغب عنها يوماً، كـ«بيت حنون» لها، تحبّه وتبدع فيه على الدوام.