«سورية ستنتصر»… معرضاً دولياً للتصوير الضوئيّ في موسكو
افتتح الصندوق الإقليمي الاجتماعي لمنظمة الإرث الروحي للقدّيس بولس في موسكو، المعرض الدولي للتصوير الضوئي بعنوان «سورية التي ستنتصر»، بمشاركة حشد كبير من المواطنين الروس والسوريين والأجانب المقيمين في موسكو.
رئيسة الصندوق المشرفة على تنظيم المعرض الدولي فالنتينا لانتسفا قالت: إن الصور المعروضة والتي شاهدناها في سورية عند زيارتها، تكشف حقيقتها وجمالها الداخلي ،وإرادة شعبها الصلبة وإصراره على الحياة.
وأضافت لانتسفا: تلك هي سورية التي ستنتصر في حربها ضدّ الإرهاب بقدر حبّ السوريين الكبير لأرضهم المقدّسة.
من ناحيته، أعرب سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد عن شكره العميق للقائمين على الصندوق الإقليمي الاجتماعي لدعمهم سورية في حربها ضدّ الإرهاب، من خلال الأعمال الفنية والثقافية والإنسانية، ودعمهم الشعب السوري في صموده ضدّ قوى الجهل والتخلّف.
وقال حداد: إن القائمين على الصندوق الإقليمي الاجتماعي حرصوا خلال السنوات الماضية على إقامة معارض فنية وثقافية عكست في مضامينها حقيقة الحرب الإرهابية الهمجية الظلامية التي تعرّضت لها سورية، بهدف فضح جرائم الإرهابيين الذين لا يفهمون سوى لغة القتل والدمار.
ونوّه حداد بدعوة القائمين على الصندوق الإقليمي الاجتماعي بالتعاون مع منظمة «الأخوة في القتال» لاستقدام طلاب من مدارس أبناء الشهداء السوريين وبناتهم للمشاركة في المعسكر التاريخي «النار الخالدة» في أيار الماضي، والتي تركت أثراً جميلاً في نفوس هؤلاء الطلاب، فضلاً عن المساعدات الإنسانية التي أرسلها الصندوق خلال السنوات الماضية.
وأكد حداد أنّ الأعمال الفنية والخيرية كافة التي ينظّمها القائمون على الصندوق في مختلف المدن الروسية، ما هي إلا تعبير عن المشاعر الصادقة التي يكنّها الشعب الروسي العظيم للشعب السوري وقيادته.
بدوره، أكد الأب ليونيد كالياغين أنّ كلّ صورة في المعرض تخبّئ في ثناياها مصير إنسان. إذ إنّ تأثير ما يجري في سورية لم يترك أحداً، خصوصاً في روسيا التي كانت على مرّ التاريخ مرتبطة بسورية التي هي الأرض المقدّسة، حيث كانت ممرّاً للرسل والقدّيسين.
وقال كالياغين: إن قوى الشرّ المستبدّة تحاول تدمير كلّ ما هو جميل ورائع ومزدهر، وتحاول القضاء على بلد عاشت فيه جميع الأديان والمعتقدات بسلام وأمان. مؤكداً وقوف الشعب الروسي قلباً وروحاً مع سورية، ومعرباً عن ثقته بأن الحقيقة ستنتصر حتماً، وهو ما أكد عليه عنوان المعرض «سورية التي ستنتصر».
المخرج الفني للمعرض أرسين ميلوتنيان قال: إن المعرض يصوّر حياة المواطنين السوريين وتمازجهم الديني والعرقي، وصولاً إلى قرارهم في أن يعيشوا بسلام على هذه الأرض. كما يصوّر المأساة التي ابتُلي بها الشعب السوري نتيجة الإرهاب المدعوم مالياً وإعلامياً من الخارج.
وأضاف ميلوتنيان: إن وجوه الأناس البسطاء ونظراتهم ومصائرهم وحياتهم في كلّ مأساة وحدث دراماتيكي مثل ما يجري على الأرض السورية، هو أهمّ ما يمكن التقاطه بالنسبة إلى كلّ فنان. وأعتقد أن هناك إصراراً حازماً على تخطّي المصائب الوحشية التي حلّت على الأرض السورية، وعلى الاستمتاع بالحياة والسعادة وممارسة الأعمال اليومية.
وأشار ميلوتنيان إلى أن الوجوه المعروضة في الصوَر التقطها فنانون محترفون وهواة بشكل غير مباشر، وهي نظرات فجائية التُقِطت صِدفةً، وتعكس جوهر الأرض السورية وجوهر الإيمان الإنساني والأمل في أن سورية ستنتصر.
بدورها، قالت الناشطة الروسية نتاليا ميزنتسفا: إن هذا المعرض العظيم يكشف للعالم مأساة طاعون الإرهاب الأسود الذي أصاب سورية حيث نرى أطفالها وفي عيونهم الحائرة أسئلة عن الحرب والقتل والدمار.
وأضافت ميزنتسفا: ليس هناك الآن بلد في العالم نجا من طاعون الإرهاب، لذلك فإننا جميعاً نعيش هذه المأساة، ولكن هناك أملاً يشرق من خلال هذا المعرض وهو سورية التي ستنتصر.
وقلّدت ميزنتسفا السفير السوري وسام التفوّق الروسي في العمل تكريماً له وتقديراً للجهود التي يبذلها في دعم نشاط المنظمات الثقافية والاجتماعية الروسية وفي تعزيز العلاقات الروسية ـ السورية وتوطيدها.
ويضمّ المعرض ستة آلاف صورة ضوئية التُقطت في الفترة ما بين آذار 2011 وآذار 2017، وتُعرَض أجزاء منها في باقي المدن الروسية.