عميدة البيئة في «القومي» تبحث مع تويني معاناة منطقتي الكورة والبقاع الغربي من التلوّث
زارت عميدة البيئة في الحزب السوري القومي الاجتماعي ليلى حسّان وزير شؤون مكافحة الفساد نقولا تويني يرافقها رئيس جمعية «بلادي خضرا» جورج قسطنطين العيناتي ووفد من منفذية البقاع الغربي ضمّ عضو المجلس القومي جورج توما، ناظر العمل والشؤون الاجتماعية عمر الجراح، مختار مشغرة عبدالله صادر، نائب رئيس التعاونية الزراعية للقرعون وجوارها محمود العزنكي، مفوض العمل في مديرية الغربي عضوة نقابة الفلاحين نضال الشاويش، سمير صالح ومسؤولون في عدد من الهيئات الزراعية والتعاونية في منطقة البقاع الغربي.
تطرّق الحديث خلال اللقاء إلى المعاناة البيئية والزراعية التي تهدّد منطقتي الكورة والبقاع الغربي نتيجة معامل الإسمنت في شكا، وتلوّث مياه نهر الليطاني وما يسبّبه هذا التلوّث من أمراض خطيرة، فضلاً عما تسبّبه المقالع والكسارات العاملة في المنطقة من أضرار فادحة للبيئة عموماً وللأراضي الزراعية خصوصاً.
وأكد الوزير تويني على أهمية وضرورة أن يقوم أبناء منطقة الكورة بتحرك شعبي واسع لتأكيد رفضهم لاستمرار عمل مصانع الإسمنت بالوتيرة نفسها في منطقتهم، لأنّ أهالي هذه المنطقة يعانون الأمرّين من التلوّث الذي تلحقه المصانع بالبيئة وبصحة الأهالي وحياتهم.
ولفت تويني إلى أنّ القيّمين على الشركات المالكة للمصانع يطلبون تحديد موعد لعقد لقاء مع ممثلين عن أهالي الكورة والجمعيات والهيئات البيئية التي تلاحق هذا الموضوع…
وهنا أوضح رئيس جمعية «بلادي خضرا» جورج العيناتي أنّ اللقاء مرفوض مع أصحاب الشركات والقيّمين عليها قبل القضاء على الإرهاب البيئي، وقبل إقفال المقالع التي اعتدت على جبالنا وطبيعتنا، وقبل نقل هذه الشركات إلى مسافة بعيدة جداً عن المناطق السكنية، وقبل استبدال مادة البتروكوك بالغاز الطبيعي، وقبل أن تعيد الشركات للخزينة اللبنانية ما سلبته من أموال اللبنانيين جراء بيعها طنّ الإسمنت بأضعاف مضاعفة من سعره الحقيقي… مطالباً في الوقت نفسه جميع الوزارات والإدارات المعنية بتحمّل مسؤولياتها والقيام بواجباتها تجاه المواطنين.
أما في ما يتعلق بمنطقة البقاع الغربي فقد تمّ خلال اللقاء مع الوزير تويني عرض المعاناة التي يتخبّط بها أبناء المنطقة، جراء الحالة المزرية التي وصلت إليها أوضاعهم البيئية والصحية، التي تزداد تدهوراً مع استمرار المقالع والمرامل في عملها وفي رمي نفاياتها السامة في حوض القرعون مما يؤدّي إلى هذا التلوّث المدمّر للبيئة وللصحة العامة.
وطالب الوفد الوزير تويني بنقل المطالب إلى مجلس الوزراء والتي يمكن إيجازها كالآتي: إقفال المقالع والمرامل، الاهتمام بتوفير مياه الريّ للمزارعين، إنشاء شبكات صرف صحي وتشغيل الشبكات ومحطات التكرير المنشأة…
وأبدى الوزير تويني استعداده الكامل لملاحقة هذه المطالب المحقة والعمل على تلبيتها، مشدّداً على ضرورة أن تقوم كلّ الوزارات والإدارات العامة بمسؤولياتها وواجباتها على أكمل وجه.
بدورها أكدت عميدة البيئة في الحزب السوري القومي الاجتماعي ليلى حسّان وقوف الحزب الدائم والمستمرّ إلى جانب أبناء الكورة والبقاع الغربي، ومساندتهم بكلّ الوسائل والسبل المتاحة للوصول إلى حقوقهم، ولإنقاذ هاتين المنطقتين العزيزتين من هذا الدمار البيئي والصحي اللاحق بهما وبأبنائهما نتيجة الإهمال المزمن.
وأشارت حسّان إلى ضرورة التشدّد في تطبيق القوانين وعدم السماح مطلقاً بحصول أيّ تجاوز لأيّ سبب كان، وبالتالي التأكد من توفر الشروط البيئية المناسبة واللازمة قبل إعطاء الترخيص لأيّ مؤسّسة أو شركة أو مصنع قد يسبّب ضرراً للبيئة.
كما طالبت بمراقبة وضبط أعمال مصانع الإسمنت والمقالع والكسارات العاملة حالياً في كلّ المناطق اللبنانية وخصوصاً في منطقتي الكورة والبقاع الغربي حيث لم يعد الوضع البيئي والصحي مقبولاً ولا محمولاً بأيّ شكل من الأشكال.
وختمت العميدة حسّان متمنية على الوزير تويني أن يقوم بما في وسعه لكي تولي الحكومة عناية خاصة لمنطقتي الكورة والبقاع الغربي، من خلال التعويض على الأهالي ومساعدتهم بكلّ الوسائل الممكنة لكي يتخطوا هذه المعاناة.