أرسلان: لعدم السماح بانقسام حاد يُدخل لبنان في أنفاق الفتن
شدّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير شؤون المهجّرين طلال أرسلان، على عدم السماح بتعريض الداخل اللبناني إلى انقسام حادّ «يعرّضنا للدخول في أنفاق الفتن التي نحن بغنى عنها»، موضحاً أنّه لا يتّفق في كلّ الأمور مع رئيس الحكومة سعد الحريري، خصوصاً في ما يتعلّق بالأمور الكبرى التي تحصل في المنطقة والعالم.
وأكّد أرسلان في حديث لـ«النشرة»، أنّه لم يكن يتوقّع في الفترة الأولى بعد تشكيل الحكومة الحاليّة برئاسة سعد الحريري «أن تكون حكومة منتجة وتهدف بكافّة المكوّنات المشاركة فيها، إلى العمل من أجل الإنماء والإنجاز، رغم وجود بعض الخلافات والمزايدات التي لا تخلو منها أيّ سلطة في الدولة أو مؤسسة».
وقال: «في الواقع تردّدت في بداية الأمر في المشاركة شخصياً في هذه الحكومة، لكن اليوم أعتبر هذه المشاركة كانت أكثر من ضروريّة وجاءت في محلّها».
وردّاً على سؤال عن سرّ العلاقة المستجدّة التي تجمعه مع الحريري، شدّد أرسلان على أنّ «الحريري رجل صادق وشفّاف بقناعاته مع نفسه قبل أن يكون مع الآخرين».
وأضاف: «لا أستطيع أن أقول إنّنا نتّفق في كلّ الأمور، خاصة في ما يتعلّق بالأمور الكبرى التي تحصل في المنطقة والعالم، كلّ منّا له نظرته وقناعاته التي لا يخجل أو يتردّد من المجاهرة بها على الإطلاق، مع القناعة المشتركة بيننا بأنّ لبنان يجب أن يكون الأولويّة في كلّ شيء، وأن لا نخاطر أو نسمح بالجنوح بتعريض الداخل اللبناني إلى تشرذم وانقسام حادّ لا يفيد أحداً، بل يعرّضنا للدخول في أنفاق الفتن التي نحن بغنى عنها».
وجزم أرسلان، أنّ بطبعه يحترم ويقدّر ويفضّل أن يتعامل «مع سياسي يختلف معه في المقاربة والرأي، على أن يتعامل مع سياسي آخر يدّعي القرب من طروحاتنا وفي التطبيق يبدأ بمحاولة إقناعنا بتفهّم وضعه السياسي أو المذهبي أو الطائفي ليبرِّر ضعفه بعدم الوضوح بموقفه، وهؤلاء أصبحوا كثراً في هذا البلد مع الأسف».
وتابع: «أنا لا أخجل بأيّ موقف أتّخذه، لأنّه ينبع عن قناعة بداخلي بتطلّعي إلى الأمور، والخط السياسي الذي أنا فيه لست خجولاً به، لأنّه نابع عن قناعة سياسية ضميري مرتاح فيها».
وأعرب عن ارتياحه لـ«علاقة الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، التي جنّبت وتجنّب البلد أيضاً كثيراً من الخضّات التي نحن بغنى عنها في إدارة شؤون البلد».
وعن الحوار القائم بين تيّار المستقبل وحزب الله، قال أرسلان «أيضاً له انعكاسه الإيجابي على البلد، وألمس دائماً حرص الحريري على التعاطي مع كلّ الفرقاء في البلد، إنْ كانوا من الحلفاء أو لم يكونوا».