إرهابيّ الأمس ضيف شرف على الملكة اليوم!
كتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية: للمرّة الأولى منذ 90 سنة، رئيس إيرلنديّ يقوم بزيارة رسمية إلى انكلترا، وكانت الملكة إليزابيث الثانية في استقبال الضيف الإيرلندي!
ناضلت إيرلندا قرابة 200 سنة لنيل الاستقلال، حتى حصلت عليه عام 1922، وفي ستينات القرن الماضي، بدأت المواجهات العسكرية في إيرلندا الشمالية التي بقيت تابعة للعرش البريطاني.
الرئيس هيغينز هو أول رئيس إيرلندي، يقوم بزيارة رسمية إلى بريطانيا، إذ تميزت العلاقات بين لندن ودبلن بعد أن حصلت إيرلندا على استقلالها، بعدم الاستقرار، فتارة في القمة وتارة في الحضيض. إضافة إلى أن إيرلندا الشمالية «أوليستر» بقيت داخل المملكة المتحدة حتى الآن، على رغم المواجهات العسكرية التي بدأت مع بداية ستينات القرن الماضي، وأودت بحياة آلاف المواطنين نتيجة العمليات التي كان ينفذها الجيش الجمهوري الإيرلندي ضدّ القوات البريطانية وقوات حفظ الأمن الموالية للعرش البريطاني.
ألقى الرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز، خطابين: أمام مجلس البرلمان البريطاني، وخلال المأدبة التي أقامتها الملكة إليزابيث الثانية على شرفه، وشدّد في خطابيه، على العلاقات الحميمة التي تربط بريطانيا وإيرلندا، والتي كانت تبدو مستحيلة سابقاً. وحول اتفاق المصالحة ووقف عمليات الجيش الجمهوري الإيرلندي الذي وقع عام 1998 على رغم حدوث حالات انتهاك هنا وهناك قال: «بإمكان بلدينا أن يفخرا بالتوصل إلى هذا النجاح في إحلال السلام في إيرلندا الشمالية».
وتأكيداً على ذلك أشار هيغينز إلى حضور مارتن ماكغينيس، القائد السابق للجيش الجمهوري الإيرلندي إلى هذه المأدبة. وحول زيارة هيغينز إلى بريطانيا، قال الصحافي المستقل، أندريه أوستالسكي، الذي عمل في بريطانيا سابقاً في تصريحات للصحيفة «بينت الزيارة، أنه ليس الدول فقط، بل والمجتمعات، يمكنها إقامة علاقات صداقة، من دون النظر إلى الكراهية السابقة التي تراكمت على امتداد قرون طويلة». وأضاف: «قد تبدو هذه المسألة بعيدة عن تفكير الروس، ولا علاقة لها بواقعهم، لكن الأمر ليس كذلك. يجب أخذ العبرة من دروس الأزمة الإيرلندية. الآن يتراكم العداء وعدم التفاهم والشك بين روسيا وأوكرانيا، وأنا خائف من استمرار هذه العملية. وأتمنى ألا تأخذ طابعاً أكثر خطورة. لكن كل شيء يمضي. إلا أن الجيرة والجذور الثقافية المشتركة ستتغلب عاجلاً أم آجلاً».