أزرق: زرعتَ عقيدةً أثمرت أمةً هلالها خصيب بزوابع تقتلع كلّ انحطاطٍ
أحيت مديرية صيدنايا التابعة لمنفذية القلمون في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الثامنة والستين لاستشهاد الزعيم، باحتفال حضره وكيل عميد الاقتصاد مدير مديرية صيدنايا مروان عازر، وكيل عميد البيئة رزق الله أزرق، عضو المجلس القومي نقولا سعاده، وجمع من القوميين والمواطنين.
استُهلّ الاحتفال بالنشيد السوري القومي الاجتماعي، والوقوف دقيقة صمت تحيةً إلى الزعيم وشهداء الحزب والأمة.
وألقى محصّل مديرية صيدنايا رحال علام كلمة ترحيب وتعريف تناول فيها معاني الثامن من تمّوز، وما تجسّده من قيم التضحية والفداء من أجل قضية تساوي الوجود. ثم تلا المدير بيان عمدة الإذاعة في المناسبة.
طالب
وألقى مهند طالب كلمة المواطنين وجاء فيها: التاريخ سجلّ للقادة الأبطال صفحات من العزّ والمجد، وعلى رأس هؤلاء القادة، من نحتفل بالذكرى الثامنة والستين لاستشهاده، زعيمنا وقدوتنا أنطون سعاده مؤسّس هذا الحزب العظيم.
وتابع: إن دم سعاده النازف في تلك الليلة التمّوزية كرّسه زعيماً حقيقياً للأحرار في هذه الأمة. أدرك الزعيم أنه سيكون شهيداً في نهاية المطاف، لأنه قرّر منذ البداية أن يدخل في مواجهةٍ عنيفة مع اليهودية العالمية، ومشروعها الصهيوني الخطير وكافة أدواتها داخل مجتمعنا من تخلّف وجهل وطائفية، ليخوض الصراع بالحركة التي أسّسها لتنهض بهذه الأمة بنظامٍ جديد في صميمه الأخلاق ليغيّر وجه التاريخ، وهو على يقين أن عقيدة واضحة يستشهد واضعها دونها، لا بدّ منتصرة.
وختم طالب قائلاً: نعاهد دماءك يا حضرة الزعيم ونعاهد دماء شهداء «نسور الزوبعة»، أن نكون على دربهم سائرون حتى انتصار قضيتنا التي أوضحت لنا حقيقتنا.
أزرق
بدوره، ألقى مذيع مديرية صيدنايا وليد أزرق كلمة المديرية وجاء فيها: في ليلةٍ دهماء منذ ثماني وستين سنة مضت، اعتلى الغدرُ عرش الخيانة التي لا تغتفر، ثم جالت شياطين الجهل والتخلّف والتبعية في الساحات متوهمةً أنها قد انتصرت، ولم تدرِ بأنها فتكت بالجسد الفاني أصلاً فهزمها الفكر والقضية الخالدين.
وتابع: لم تفقه تلك الشياطين قول صاحب الفكر «إن موتي شرطٌ لانتصار قضيتي»، لأنه قول عصيٌّ على أفهام من لا عقل لهم ولا ذمّة، ولو أدركوا وأدركت معهم تلك الليلة ما اقترفوه من ذنبٍ لذابت مآقيهم ووجوهُهم وطأطأت رؤوسُهم، ولغادرت تلك الليلة رزنامة السنوات إلى غير رجعة، خجلاً من نور الحقيقة الساطع وقَبَس الفكر النيّر الحرّ.
وأضاف: في الثامن من تمّوز، تعمّد تراب الوطن الذي نريده حرّاً بدماءٍ طاهرةٍ زكيةٍ، حفرت على جبين كلّ من يعشق الحرية ويتنفّسها أننا نحبّ الموت متى كان طريقاً إلى الحياة، حياة أمةٍ حرّةٍ ذاتِ قضيةٍ ساميةٍ تساوي وجودنا، تلك القضية التي أنشأت ودعّمت قبل الثامن من تمّوز، فترسخّت قضيةً لا تعرف الاستسلام بعد الثامن من تمّوز.
وقال: يا زعيمي، أوضحتَ لنا بيقينٍ لا يعتريه شك، بالفعل لا بالقول، أنّ الحياة وقفة عزٍّ فقط، فانحنى أعزّاء الأرضِ أمام وقفتك الأخيرة، فكان موتك بحدّ ذاته وقفة عزٍّ لتلامذتك بل لكلّ من يعرف معنى العزّ.
توهّم الجلادون أنهم باغتيال جسدك يستطيعون التخلّص من فكرٍ أقلق مضاجعهم وأرعب قلوبهم النتنة وعقولهم الصدئة، فجهلوا أنّك زرعتَ عقيدةً أثمرت أمةً هلالها خصيب، بزوابعَ تقتلع كل انحطاطٍ وشمسها لن تغيب.
اغتالوك كي ينسى الناسُ اسم فلسطين ورسمها، فنسي البعض إلا حزبك الباقي يذكرّهم بها وبغيرها عند كل انتماء بأن «اذكروا فلسطين وسيناء والاسكندرون وكيليكيا وقبرص والأهواز».
وختم قائلاً: نعاهدك في عليائك أن نبقى جنود هذه القضية، نصون المؤسّسة كما نصون العقيدة، جنوداً في الإذاعة والإدارة، نسوراً محلّقين على كل جبهات العزّ. وكما كل سنة، نعاهد دمك الذي سُفح كالطيب في الرملة البيضاء والذي يستصرخ ضمائرنا كلّما تسلّل إلى قلوبنا اليأس، بأن نكون طغاة على المفاسد أنّى وجدت سواء بيننا نحن القوميين الاجتماعيين أو في المجتمع.
واختُتم الاحتفال على وقع الأناشيد الحزبية الثورية.
مسير وإنارة
وكانت المديرية قد نظّمت مسيراً في شوارع المدينة تخلّلته هتافات وأناشيد قومية، واختُتم بإنارة القمّة المطلّة على مدينة صيدنايا. كما أنير مجسّم للزوبعة.