بوابة الروح

بساط الله مسرح الجريمة

يملؤه البرود الفوضى

والغازي رداؤه الضباب

يتربّص بالجرحى

يتلذّذ بالآنيين

يستنشق الدم

ممزوجاً بالبارود

هناك ملقى

في زاوية الهشيم

حيث الجمر والبريق

شيخٌ عراقيّ عريق

يتّكئ على الألم

يرتّل آيات الوطن

عراقٌ واحدٌ، ولسنا بأعراق

ومعابدنا لله

فدنّسوا ودمّروا وشتّتوا

سنلتقي في كلّ معبد

لقاء المشتاق

بالمشتاق

عراقٌ واحدٌ لا أعراق

كم اشتهيت يا شيخنا

أن أنحني

وأقبّل القدم

تلك التي عكفتها

مخبّئاً رصاصة العدوّ تحتها

مفجّراً في مقلتي نهر الهلع

وبحيرات من خجل

ومحيط الندم!

إني أسمعك تئنّ، وتئنّ

كسعف النخيل إذ يواتيه حقد الهواء

في مواسم الجفاف

لكنّ العسف دروع

ترفع صوتك النبيل في المدى

كجذور النخيل إذ تمتطي الكبرياء

وتنادي على الفروع

تحسب أنّ الزمان ما زال وقفاً للعرب!

أما عرفت انهم أصبحوا مطايا

والبرابرة أمسوا فرسانهم

أولئك اللذين احتلوا أرضنا

وحرقوا حقول قمحنا

وسرقوا نفطنا

وهدروا دمنا على الأرض

اخلُد

أيها الشيخ الجليل

إلى رقادك الأبدي

فالمقاومون عقدوا العزم

على الحياة

روحك الطاهرة الآن

تجوب العراق الجريح

تتوضّأ من ماء دجلة

وترشف من عذب الفرات

تقطف غصن زيتون

وفرع نخلة

من واحات الظلام

تطير إلى السماء

يحملها النور والريح

فيأذن لها الله أن تحطّ على يمناه

لتتحدّى يد الشيطان الأعظم

التي تغتالنا بِاسم الحياة!

وتستعبدنا بِاسم الحرّية

وتلوّح لنا بالمفتاح!

فاطمة مهاجر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى