علي عبد الكريم: عودتهم تستوجب تنسيقاً بين الحكومتين اللبنانية والسورية

عرض وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع السفير السوري علي عبد الكريم علي العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما أوضاع النازحين.

بعد اللقاء قال السفير علي عبد الكريم «تناولنا كل الأمور التي تعني البلدين، وليس هناك أي آراء متضاربة أو متباينة. نحن في سورية، حكومة ودولة، ندعو الأخوة والأبناء السوريين في كل مكان الى العودة، خصوصاً أن سورية اليوم تستعيد أمنها وعافيتها وتنتصر على الإرهاب في المواقع كلها، والمصالحات تكبر في كل المناطق. ولكن هذا يستوجب تنسيقاً بين حكومتي الدولتين، وهناك سفارة لبنانية في سورية والتنسيق قائم بيننا، ولكن يجب تفعيله في المجالات الأمنية. وفي ملف النازحين، نأمل أن تحمل الأيام الآتية الخير الكثير، وسورية على بوابات الخروج من هذه الأزمة المركبة والخطيرة، لأن رهانات الذين أرادوا إسقاطها سقطت، وسمعتم في الأمس وقبل ذلك من العواصم الأوروبية والأميركية وفي كل مكان كيف يعيد الآخرون النظر لأنهم أخطأوا في حق شعوبهم وأدركوا أن الطريق التي ساروا فيها لم تنعكس إيجاباً عليهم، وتم البحث في كل ذلك خلال اللقاء».

وعن رفض سورية التفاوض لعودة النازحين من خلال الأمم المتحدة، قال «ما دام هناك سفارتان وشعبان تربطهما أواصر قربى عميقة واتفاقات ناظمة للعلاقات بين البلدين، فمن غير المنطقي أن يكون هناك وسيط بينهما. وهناك تحدٍّ مشترك، فالإرهاب الذي يضرب في سورية هو نفسه الذي تواجهونه في عرسال وفي الأمكنة كلها، والمصلحة للبلدين، وللبنان قبل سورية كما لسورية مع لبنان أن يكون هناك تعاون في الاقتصاد ووضع النازحين وفي الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية كلها، ولذلك فإن البحث عن وساطة هو كمن يريد تعقيد الأمور وإبعاد الحلول».

وأضاف «نحن نريد الخير للبنان، كما نريده لسورية، لأننا نواجه عدواً مشتركاً سواء كان «إسرائيل» أو الإرهاب الذي تستثمر فيه وتعتمد عليه، والأمور بخير ولا أرى تعقيدات، وهي تسير في اتجاه التنسيق والنجاح».

وبارك للجيش وللأمن اللبناني بالانتصارات والمعالجة المسبقة للإرهاب آملاً «أن يتعافى منه لبنان كما تتعافى سورية، وعافية كل من البلدين مكمّلة للآخر وهي مصلحة مشتركة».

وعن وجود مناطق آمنة في سورية لاستيعاب جميع النازحين، قال علي: «لا أملك جواباً حاسماً، لكن العالم والجميع يعلمون أن حلب وحمص ودمشق واللاذقية وطرطوس والسويداء كلها مناطق آمنة، وما من مكان في العالم آمن بالمعنى الكامل، لا باريس ولا واشنطن ولا لندن، لذلك يجب أن يُتفق على تسميات الأمن، ولكن سورية الآن بعافية كبيرة، وغداً ستكون بعافية أكبر».

وتابع «أنتم تدركون أن الرئيس السوري بشّار الأسد جال في بعض المناطق، ومنها مناطق ساخنة، بمعنى أنه يملك هذا الرصيد من العلاقة مع شعبه ويملك هذا الأمن الذي وفّره الجيش ووفّرته القوى الحاضنة لهذا الجيش. لذلك سورية هي أكثر أماناً من دول تدّعي الأمان أو تدعم الإرهاب ضدها. الجميع يدرك أن هذه الرهانات سقطت، وسورية اليوم يحتاج إليها أشقاؤها ويجب أن يشكرها الجميع، لأن تصديها للإرهاب كان فيه مصلحة للبنان والأردن ومصر ولأوروبا وأميركا وكل الدول التي تخشى الآن هذا الإرهاب. وهي مضطرة الى أن تعوّل على سورية كمرتكز أساسي للتصدي له والانتصار عليه، ونحن واثقون من تعاون الأخوة والأشقاء الأعزاء في لبنان في مواجهة كل الاستحقاقات والتحديات، وأرى أن الأمور بخير».

ورداً على سؤال عن دعوة النازحين إلى العودة، قال: دعوناهم وندعوهم كل يوم، وهم يدركون أنهم في أوضاع مزرية في لبنان والأردن وتركيا، وفي كل مكان. لا شروط مناسبة تغري هؤلاء السوريين للبقاء، ولكن أنتم الإعلاميين مطالبون، وكذلك القوى السياسية بعدم التشويش وعدم تخويفهم. حتى الذين حملوا السلاح ويحملونه صدرت مراسيم عفو من الرئيس الأسد ودعتهم إلى العودة، والكثير منهم ألقى السلاح وسوّيت اوضاعه، وبعضهم شارك مع الجيش واستُشهد معه، وأنتم رأيتم ما حصل في السفارة السورية خلال الانتخابات الرئاسية، حيث جاؤوا بمئات الألوف، وهذا لا يعني أنهم يعادون دولتهم. هم كانوا ينتخبون أمانهم وكرامتهم اللذين افتقدوهما خارج سورية».

أضاف: «سورية كطبيعة وكوضع في أزمة، ونزف اقتصادها وأمنها، ورغم ذلك مؤسساتها عاملة ولا تحسد أشقاءها على ما هم فيه، ورغم كل هذه الأزمة سورية ناشطة ومؤسساتها ووزاراتها تعمل، وجيشها أكد كفاية عالية ومتقدمة على الجيوش كلها في المنطقة. والحاضنة الوطنية كبيرة في سورية، لذلك يمكن السوريين أن يعودوا، وسيعودون، وسورية لا تريد توطين أبنائها خارج أرضهم، وهم كذلك لا يريدون، باستثناء قلة قليلة، وكل هذه الأمور تعالج بالتنسيق، وسورية منفتحة».

لقاءات دبلوماسية

وكان باسيل التقى السفراء الجدد لدول: فرنسا برونو فوشيه، اسبانيا خوسيه ماريا دولا بينا، المجر جيزا ميهالي، وتسلّم منهم نسخة من أوراق اعتمادهم تمهيداً لتقديمها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى