استشهاد 4 فلسطينيين ومقتل جنديّين صهيونيين.. وعباس يُدين هجوم المقاومة
استشهد ثلاثة فلسطينيين من بلدة أم الفحم تقع شمال غرب جنين في عملية مواجهة بطوليّة ضدّ قوات الاحتلال الصهيوني عند باب الأسباط في المسجد الأقصى، أسفرت عن مقتل شرطيّين صهيونيين.
وتحدّثت وسائل إعلام العدو عن إصابة عنصرين صهيونيين آخرين على الأقل، مشيرة إلى أنّ منفّذي العملية كانوا ثلاثة فلسطينيين، وهم محمد أحمد جبارين ومحمد حامد جبارين ومحمد أحمد جبارين.
وقال شهود عيان، إنّ شبّان فلسطينيين فتحوا النار على شرطة الاحتلال من مسافة الصفر، وبعدها قامت الشرطة «الإسرائيلية» بإطلاق النار بالقرب من باب حطة داخل المسجد الأقصى.
وبعد العملية، قامت قوات الاحتلال بتجميع جميع حراس المسجد الأقصى عند الباب نفسه، وبضرب مُفتي الديار المقدّسة الشيخ محمد حسين واعتقاله أمام باب الأسباط مباشرة بعد انتهاء الصلاة، غير أنّها أفرجت عنه بعد ذلك بكفالة.
وكان المُفتي دعا المصلّين للوصول إلى الحواجز والشوارع في المنطقة لإقامة صلاة الجمعة، قائلاً: «لا توجد قوّة على الأرض تمنعهم من المجيء إلى الأقصى وأداء صلاة يوم الجمعة».
وأكّد مُفتي الديار المقدسة، أنّها «المرة الأولى منذ عام 1967 التي لا تُقام بها صلاة الجمعة ولا يُرفع الأذان من داخل الأقصى».
وفي سياقٍ متّصل، ذكر وزير أمن العدو غلعارد اردان، أنّ «العملية اليوم هي حادثٌ قاسٍ وخطير وقد تخطّى المهاجمون به الخطوط الحمراء، والعملية الآن في مراحل التحقيق وهي تُلزمنا بدراسة كلّ الترتيبات الأمنيّة في الحرم ومحيطه».
يُشار إلى أنّ باب الأسباط يقع في الجهة الشرقية لمدينة القدس، وهو أقرب باب للحرم القدسيّ الشريف.
وذكرت وسائل إعلام العدو، أنّ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أجرى مشاورات عقب العمليّة تقرّر فيها الإبقاء على الوضع القائم في الحرم القدسيّ على حاله.
وأضافت، أنّ نتنياهو أجرى مشاورات واطّلع على التطوّرات حول العملية في باب الأسباط، بمشاركة وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان ورئيس هيئة الأركان العامّة غادي أيزنكوت ورئيس الشاباك ومفتّش عام الشرطة ومنسّق أعمال الحكومة في الضفة الغربية.
وبحسب وسائل الإعلام الصهيونية، تقرّر خلال المشاورات إغلاق الحرم القدسيّ الجمعة، والقيام بتمشيط المنطقة للتأكّد من عدم وجود المزيد من السلاح هناك.
بدوره، بارك عضو الكنيست قرار قائد لواء شرطة القدس بإغلاق الحرم القدس وعدم السماح للفلسطينيين بإقامة صلاة الجمعة، قائلاً: «الردّ الصهيوني المناسب هو البناء في كلّ أنحاء القدس، وفتح جبل الهيكل أمام اليهود لساعات إضافية».
أمّا زعيم المعارضة إسحاق هرتسوغ، وصف العملية بـ«الخطيرة والمؤلمة جداً في المكان الحساس هذا. سنتغلّب على ذلك من دون تحريض، وبهدوء وبمسؤولية».
وفي بيت لحم، استشهد الشاب الفلسطيني براء حمامدة 18 عاماً برصاص الاحتلال خلال مواجهات في مخيّم الدهيشة.
وتحدّثت وسائل إعلام صهيونية عن مواجهات بين قوة من وحدة دوفدوفان وفلسطينيين، أثناء دخول القوة إلى قرية دهايشة في بيت لحم لاعتقال فلسطينيين واستشهاد فلسطيني خلال المواجهات.
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حمامدة، وتوجّهت إلى عائلة الشهيد ورفاق دربه في مخيم الدهيشة بخالص العزاء.
وعاهدت الجبهة الشاب وكلّ الشهداء بمواصلة درب المقاومة حتى «تحقيق حلم شعبنا في العودة والتحرير الكامل لوطننا فلسطين».
وتعليقاً على العملية والإجراءات الصهيونية، دانَ رئيس السلطة الفلسطينية عملية القدس في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، معبّراً عن «رفضه الشديد» لأحداث العنف وخاصة في دور العبادة، وطالب عباس نتنياهو بإلغاء إجراءات إغلاق الأقصى.
من جهته، قال الناطق بِاسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، سامي أبو زهري، إنّ «عملية القدس ردٌّ طبيعي على الإرهاب «الإسرائيلي» وتدنيس المسجد الأقصى».
وأضاف أبو زهري في تصريح صحافي، أنّ «العملية تأتي تأكيداً على استمرارية الانتفاضة ووحدة شعبنا خلف المقاومة».
من جهتها، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن استمرار الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى والمصلّين والمرابطين في ساحاته.
واعتبرت أنّ «إقدام قوّات الاحتلال على اقتحام الأقصى الشريف في يوم الجمعة، بمثابة تعدٍّ خطير كان يجب أن يُجابَه بقوة وبسالة حتى يفهم الاحتلال أنّ الأقصى خطّ أحمر».
بدورها، نعت كتائب المقاومة الوطنية – الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، شهداء عملية القدس البطوليّة الثلاثة الذين استشهدوا في اشتباك مسلّح مع جنود الاحتلال «الإسرائيلي» في باحات المسجد الأقصى، مؤكّدةً أنّ «عملية القدس النوعيّة هي ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال والاقتحامات «الإسرائيلية» المتواصلة للمسجد الأقصى».
أمّا حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، فأكّدت «أنّ قرار الاحتلال «الإسرائيلي» إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة، هو تصعيد خطير مرفوض ومُدان»، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى شدّ الرحال إلى «الأقصى» المبارك والرباط فيه.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من جهتها، قالت إنّ «عملية الأقصى النوعيّة تؤكّد أنّ شعلة المقاومة ستبقى ملتهبة ولن تستطيع إجراءات الاحتلال أن تطفئها».
واعتبرت الجبهة، أنّ «هذه العملية تشكّل اختراقاً للطوق الأمني المفروض من قِبل جنود الاحتلال على مدينة القدس والمسجد الأقصى، وكسر لمعادلة وعنجهيّة الأمن الصهيوني، والتي ترى في المدينة والأقصى حصن منيع يصعب اختراقه».
وأضافت الجبهة، «أنّ تمكّن المقاومة من الاشتباك مسافة صفر مع جنود الاحتلال في ساحة المسجد الأقصى انعطافة هامّة في مسيرة انتفاضة شعبنا، تؤكّد بأنّه لا جندي ولا مستوطن صهيوني آمن في أيّة بقعة من أرض فلسطين، حتى في أكثر المناطق تحصينا».
لجان المقاومة بدورها، اعتبرت أنّ عملية القدس النوعيّة «هي ردّ على تدنيس المسجد الأقصى ودفاع عن مقدّساتنا من العبث الصهيوني، وتأكيد على استمرارية انتفاضة شعبنا البطل».