الجعفري: تبادلنا والفريق الأممي حواراً معمّقاً.. ومبادرة أمميّة لتسوية الأزمة السوريّة
أكّد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة ورئيس الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف الدكتور بشار الجعفري، أنّ نقاشاته الأخيرة مع وفد الأمم المتحدة تركّزت على موضوع مكافحة الإرهاب، كما لفتَ في ختام الجولة السابعة للحوار السوري إلى الخسائر بين المدنيّين التي توقعها ضربات التحالف الأميركي في سورية وإلى التوغّل التركي أيضاً.
وقال الجعفري، إنّه تمّ التركيز خلال المحادثات على المجازر الدمويّة التي ترتكبها «قوات التحالف الدولي» في الرقة والطبقة، موضحاً أنّ الوفد السوري طلب انتقال مكافحة الإرهاب من الحديث النظري إلى الردّ العملي في مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
وأكّد الجعفري، أنّ الحكومة السورية دعت الدول التي تستضيف لاجئين سوريين إلى السماح لهم بالعودة إلى سورية، مضيفاً أنّ بعض الدول تتعاطى مع مسألة اللاجئين من ناحية تجارية وسياسية.
وأضاف الجعفري، أنّ هناك حركة إيجابيّة تتمثّل بعودة الكثير من العائلات السورية إلى أحضان وطنها الأم، مشيراً إلى أنّ «في مقابل العودة الإيجابيّة هذه، هناك الحركة التوسّعية التركية والتوغّل التركي وقصف قوّات التحالف الدموي».
ولفتَ الجعفري إلى أنّ مئات العائلات عادت من جرابلس إلى حمص، ومن عرسال اللبنانيّة إلى مدينة عسال الورد السورية.
وأوضح الجعفري خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنّه تمّت «دعوة لجنة دولية لزيارة سورية لمتابعة ممارسات «داعش» والجماعات المسلّحة، وقد قبلت الدعوة ثمّ تراجعت بذريعة نقصان مبلغ 400 دولار لإتمام الزيارة، علماً أنّ رواتب الفريق تلامس مليون دولار شهرياً».
وواصف الجعفري تبادل الآراء مع الفريق الأممي بأنّه كان «مفيداً ومعمّقاً»، كما حثّ المبعوث الخاص ستيفان دي مستورا على الانخراط في نقل الاهتمام أكثر بمكافحة الإرهاب إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أعلن أنّ الأزمة السورية متشعّبة، ولا بُدّ لتسويتها من البدء بمحاربة الإرهاب، إذ إنّ جميع أطراف الأزمة يتّفق على هذه النقطة.
وقال دي ميستورا، أمس: «أنا واثق تماماً، أنّ اليوم ستسود الواقعية السياسية الحقيقية»، مشيراً إلى أنّه لتسوية الأزمة السورية يجب أن نبسّط الحلّ ونسهّله، لأنّ الأزمة متشعّبة ولذلك يبدو الحلّ غير ممكن.
وأوضح المبعوث الأممي، أنّ الأزمة «اكتسبت بُعداً إقليمياً، ثمّ تحوّلت إلى حرب بين الجيران حتى أصبحت صراعاً دولياً».
وتابع دي ميستورا، أنّه للوصول إلى تسوية للأزمة السورية لا بُدّ من تفكيك هذه التشعّبات، والبدء من الخطر الذي يهدّد الجميع، وهو الإرهاب الذي بدوره يتغذّى من الصراع.
وكانت انطلقت الاثنين الماضي، مفاوضات «جنيف 7»، بمشاركة وفد يمثّل الحكومة السوريّة، وبمشاركة ممثّلين عن المعارضة من المنصّات الثلاث الرياض، وموسكو، والقاهرة .
ميدانيّاً، واصل الجيش السوري تقدّمه في محافظتي الرقة، حيث تمكّن من تحرير عدد من القرى والمواقع من قبضة إرهابيّي تنظيم «داعش»، في مسعى لفرض حصار على مجموعة كبيرة من المسلّحين.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي المركزي، أنّ قوّات الحكومة السوريّة أحكمت سيطرتها على حقل كدير، الذي يقع جنوب بئر الزناتي، وخربة الحالول شرقه، جنوب مدينة الرصافة الأثريّة في ريف الرقة الجنوبي، وذلك إثر اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم.
من جانبهم، أكّد نشطاء سوريّون إحراز الجيش تقدّماً في ريف الرقة الجنوبي، موضحين أنّ قوّات الحكومة القادمة من محافظة الرقة دخلت لأول مرة الحدود الإدارية لمحافظة حمص.
وأشار النشطاء إلى أنّه إذا تمكّن الجيش من التقدّم بشكل سهمي لمسافة 70 كم في الاتجاه الجنوبي بدءاً من الحدود بين محافظتَيْ حمص والرقة حتى منطقة حقل الهيل، فإنّه سينجح بذلك في فرض حصار كامل على منطقة خاضعة لسيطرة «داعش» تتجاوز مساحتها 11 ألف كم مربع في محافظات حمص وحماة والرقة، ممّا سيجعل الإرهابيّين المتمركزين فيها أمام خيارين، إمّا المواجهة حتى النهاية أو الاستسلام.
في غضون ذلك، لا يزال تقدّم الجيش مستمرّاً في ريف حماة الشرقي، حيث أفاد الإعلام الحربي باستعادة القوّات الحكومية سيطرتها على مزارع وتلال كوجان جنوب بلدة السعن.
جاء ذلك بالتزامن مع سلسلة غارات نفّذها سلاح الجو السوري على تحرّكات ومقارّ للإرهابيّين في بلدتَيْ أبو حنايا وصلبا بريف السلمية الشرقي، شرق محافظة حماة، وفي حميمة بريف حمص الشرقي، وفي الشجيري ومحيطها وجنوب خربة الحالول والزملة، وجنوبها بريف الرقة الغربي والجنوبي الغربي، وكذلك في محيط جسرَي الكنامات وحويجة ومحيط مطار دير الزور، ممّا أسفر عن القضاء على عشرات المسلّحين وتدمير عربات مدرّعة وسيارات مزوّدة برشّاشات ومرابض مدفعيّة وتحصينات تابعة لهم.
في الوقت نفسه، تابع الجيش وحلفاؤه عمليّاتهم في عمق البادية السوريّة، وبسطوا سيطرتهم على عدد من المواقع والقرى جنوب شرقي دمشق، بما فيها رجم الأرنب وبئر محروثة، جنوب شرقي جبل سيس، وأرض جليغم شرق الجبل، وسدّ أبو خشبة غرب الجبل.
واستطاعت القوّات الحكومية التقدّم لمسافة 4 كم إضافيّة في الاتجاه الشرقي، انطلاقاً من مواقعها في جبل الجرين جنوب شرقي دمشق، وصولاً إلى تلّ أم أذن، لتصبح مع إحراز هذا التقدّم على بعد 12 كم فقط من الالتقاء مع القوات القادمة من جنوب شرقي مطار السين.